صالون الرأي
الشعب.. قوة ردع
By amrأكتوبر 22, 2024, 14:21 م
203
سعيد صلاح
الشعب هو قوة الردع الحقيقية والأقوى والأكبر فى تاريخ أى حروب أو مواجهات أى كان نوعها.
وينطوى التاريخ فى كل أحداثه وأخباره على تأكيد هذه الحقيقة، ومن يعيد قراءة تفاصيل المواجهات الشهيرة فى التاريخ سيجد أن القوة البشرية كانت صاحبة القول الفصل فيها وأنها كانت تلعب دورًا كبيرًا بجوار الآلة العسكرية التى فى الغالب تصنعها القوة البشرية وتديرها وتحركها وتستخدمها حسبما تريد، تاريخنا الطويل يحكى لنا كيف وما زال، بأن الشعب قوة ضاربة كاسحة وحاسمة فى كل المواجهات التى خاضتها الدولة وكل معاركها التى قررت بإرادتها الدخول فيها أو اضطرتها الظروف إليها.
لذلك تبرز أهمية أن نقر بهذه الحقيقة ونؤمن بها وأن نعمل على الاستفادة القصوى منها وقبل ذلك تعمل الدول على حمايتها ودعمها وتحصينها ضد كل محاولات إضعافها أو النيل منها.. فحالها حال كل القوى، خاصة العسكرية فإن كانت الدول تتسابق فى أن تمتلك أحدث وأقوى الأسلحة لتحقيق الحماية والردع وتنفق الكثير والكثير من أجل الحفاظ على هذه القوة، فإن الشعب أحد أهم القوى التى تمتلكها الدول ويجب أن تبذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ عليها.
لذلك فإن الدولة التى تمتلك مواطنًا يعيش حياة كريمة وذي صحة جيدة وتعليم راق وثقافة واسعة وإمكانات تتناسب ومتطلبات العصر فإنها تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوى الردع.
والدولة التى تمتلك مواطنا لديه درجة عالية من الانتماء والوعى والاطلاع والمعرفة وحرية كافية لإبداء الرأى والقدرة على مواجهة الأفكار الشاذة والمتطرفة، فإنها تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوى الردع.
والدولة التى تعمل على حماية شعبها من محاولات الخداع والتزييف والتشتيت والتلفيق، وتحصينه من حروب الجيل الرابع، فإنها بذلك تمتلك النواة الصحيحة لهذا النوع من قوى الردع البشرية.
عندما انهزمنا فى 67 وقرر الرئيس عبد الناصر وقتها التنحى، خرج الشعب كله يعلنها صريحة “هنحارب”، هذا الخروج أرعب الدنيا كلها وأعلن للجميع أن فى هذا الوطن شعبا واعيا وقادرا وقويا ومتماسكا وعلى قلب رجل واحد، مؤمنا بقضيته ووطنه وقيادته ولن يفرط أبدًا فى حبة رمل واحدة، وقتها وصلت الرسالة بأن الجبهة الداخلية المصرية قوية متماسكة وهذا كان له بالغ الأثر والتأثير عند العدو وأيضا كان له بالغ الأثر والتأثير عند قواتنا المسلحة وقيادتنا السياسية، فكان دافعًا لهم فى المضي بكل شجاعة وحسم نحو معركة التحرير واستعادة الكرامة.
ولذلك فى النظريات العسكرية الحديثة ينظر الخبراء إلى الشعوب والجبهة الداخلية باعتبارها واحدة من أهم القوى التى يمكن أن تمتلكها الدول، لذلك يحاولون أن يستهدفوها أولاً وأخيرًا قبل الدخول فى معارك مباشرة يكون فيها السلاح له الكلمة العليا.
وفى مصر يعلم الجميع أن الشعب المصرى واحد من أهم قوى الردع البشرية التى يمكن أن تمتلكها دولة على مدار التاريخ.
لذلك يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كل مناسبة على الحديث عن قوتنا الحقيقية، مشيرًا إلى سرها فى تماسكنا ووحدتنا كشعب واحد لا يقدر عليه أحد، شعب واع لا يستطيع أحد خداعه، شعب وطنى يدعم جيشه بكل ما أوتى من قوة، شعب من جيشه وجيش من شعبه.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن