الرئيسية مصر أول منظومة متكاملة للتبرع فى الشرق الأوسط وإفريقيا البلازما = حياة
مصرهام
أول منظومة متكاملة للتبرع فى الشرق الأوسط وإفريقيا البلازما = حياة
By amrأغسطس 28, 2023, 15:31 م
995
الإثنين من كل أسبوع يأتي عبيد الله حامد إلى مركز التبرع بالبلازما بمصر الجديدة ليتبرع بالبلازما.
يقول لنا حامد «أنا منذ أكثر من 5 أشهر وأنا متبرع منتظم بالبلازما وأقوم بتنظيم مواعيد عملي وحياتي الشخصية مع مواعيد التبرع».
كتبت : مى هارون
شعرت بالسعادة عند إرسال أول شحنة من البلازما المصرية إلى إسبانيا لتصنيعها إلى أدوية للمرضى من مصر لأننى شاركت فى هذا الإنجاز وجزء مني ذهب إلى هناك وعاد فى صورة أدوية تعالج المرضي»؛ هكذا بدأت منى محمد رمضان حديثها معنا، مضيفة «كنت أعمل ممرضة بإحدى بنوك الدم وأعلم جيدا أهمية التبرع فى إنقاذ حياة الاف المرضى».
قالت لنا منى ذات الـ ٤٧عاما إن التبرع بالبلازما يختلف عن التبرع بالدم لأن الجسم يقوم بتعويض البلازما فى خلال ٤٨ ساعة فقط، ولكن التبرع بالدم يحتاج إلى عدة شهور، لافتة إلى أنه منذ سنوات طويلة تتبرع بالدم كل ٣ شهور لأن التبرع مفيد للجسم ويقوم بتجديد خلايا الدم، وبعد معرفتها أن الدولة أطلقت مشروع قومي لتجميع البلازما أصبحت متبرعة منتظمة بالبلازما منذ أكثر من ٥ شهور وتذهب مرة أسبوعيا إلى مركز التبرع الأقرب لبيتها.
محمد أيضًا سار على خطى منى ويحاول إقناع أصدقائه وأقاربه بالتبرع بالبلازما ويشرح لهم فائدة التبرع لجسمهم وأنه يتم إجراء فحص شامل للاطمئنان به على أنفسهم. يقول لنا «بالفعل إحدى أقاربي اكتشفت إصابتها بالأنيميا عندما جاءت للتبرع، هذا بالإضافة إلى عمل تحاليل فيروسات وهي مكلفة جدا عند إجرائها بالمعامل الخاصة، وبالتالي أنا بطمن على صحتي وبساعد مرضى أنا غير قادر على مساعدتهم ماديا».
حتى ننقل الصورة أوضح، «أكتوبر» تجري معايشة داخل مركز التبرع بالبلازما بمصر الجديدة، وتستطلع أراء الخبراء والأطباء فى أهمية المشروع القومي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، والذي يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه الأدوية الحيوية، ويجعل مصر سوقا لتصدير هذه الأدوية إلى الدول العربية والأفريقية، حيث يتم إنشاء أول مصنع لإنتاج هذه الادوية بالعاصمة الإدارية، الذي يتيح أيضًا توفير العملة الصعبة، حيث إن مصر تستورد مشتقات البلازما بمبالغ كبيرة، قد تتجاوز الـ ٦٠ مليون دولار سنويًا، وهناك زيادة مضطردة من الاحتياج لهذه الأدوية لسد الفجوة بين ما هو متاح وما هو مطلوب.
أدركت الحكومة المصرية منذ البداية وبتوجيهات من رئيس الجمهورية بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي فى مصر لتكون قادرة على توفير العلاج المصنع من البلازما للأمراض النادرة والتي تهدد الحياة فى بعض الأحيان، حيث يعتبر هذا المشروع مصدر للأمن الدوائي وبالتالي الأمن القومي المصري.
فى نوفمبر 2020، وقعت شركة جريفولز والحكومة المصرية، من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، اتفاقية استراتيجية لتوطين تكنولوجيا تصنيع مشتقات البلازما فى مصر وتحقيق الاكتفاء الذاتي مع تعزيز نظام الرعاية الصحية فى مصر. السبب فى ذلك ما تشهده مصر من استقرار وموقع جغرافى استراتيجي، إلى جانب كثافة سكانية عالية أغلبها من الفئة العمرية المؤهلة للتبرع وتعتبر مصر من أعلى النسب السكانية فى إفريقيا والشرق الأوسط.
ما هي البلازما؟
البلازما هي السائل المائل للاصفرار من الدم وتتكون من 90% ماء و7% بروتينات، و3% عناصر أخرى، وتُعد البلازما التي يتم الحصول عليها من عملية التبرع المصدر الوحيد لهذه البروتينات التي يتم تصنيعها عن طريق عملية دقيقة تخضع لأعلى معايير الجودة والسلامة إلى أدوية حيوية تستخدم لعلاج العديد من الحالات النادرة والمزمنة وهي ما تسمي «مشتقات البلازما».
الفائدة العائدة على المرضى
التبرع بالبلازما بانتظام من متبرعين أصحاء، هو الخطوة الأولى للمساعدة فى توفير هذه الأدوية باستمرار للمرضي وهناك ألاف المرضى المصريين يعتمدون كلياً على الأدوية المشتقة من البلازما؛ وعلى سبيل المثال علاج مريض واحد فقط مصاب بالهيموفيليا (Hemophilia ) لمدة عام بمشتقات البلازما، يتطلب ما يقرب من 1,200 عملية تبرع و900 عملية تبرع لعلاج مريض واحد مصاب باعتلال الرئة الوراثي (Genetic emphysema) لمدة عام. وهذا يوضح أهمية التبرع المنتظم ببلازما الدم والمسؤولية المجتمعية لمساعدة هؤلاء المرضي.
الفرق بين التبرع بالبلازما والتبرع بالدم
عملية التبرع بالبلازما بغرض تصنيع مشتقاتها إلى أدوية تتم عن طريق عملية خاصة تسمى فصل البلازما بواسطة جهاز طرد مركزي يتم من خلاله فصل البلازما وإعادة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية إلى جسم المتبرع ونظرا لأن الجسم يجدد البلازما فى غضون 48 ساعة، جاءت التوصيات العالمية بأن الشخص السليم يمكنه التبرع بالبلازما بشكل متكرر حتى مرتين فى الأسبوع دون حدوث أي مضاعفات أو مشاكل صحية.
ويختلف التبرع التقليدي بالدم حيث لا يمكن تكرار التبرع إلا بعد مرور 3 أشهر وهى المدة اللازمة لتصنيع خلايا الدم الحمراء من النخاع العظمي، ويجب التنويه إلى أن البلازما التي يتم نقلها مباشرة للمرضى بغرض العلاج «البلازما علاجية»، بينما البلازما التي يتم تجميعها بغرض التصنيع الدوائي تتطلب إتباع معايير دقيقة تضمن سلامة المتبرع وسلامة وجودة المنتج النهائي.
مراحل التبرع بالبلازما
فى البداية قمنا بمعايشة للتبرع. دخلنا إلى مركز التبرع بالبلازما بمصر الجديدة وعند باب المركز تم التحقق من البطاقة الشخصية وتسجيل البيانات، ثم دخلنا إلى غرفة الاستقبال والتي يوجد بها عدد من الموظفين لاستقبال المتبرعين لتسجيل بياناتهم، والتقينا بالدكتور إبراهيم نوفل مدير مركز التبرع بالبلازما بمصر الجديدة التابع لشركة جريفولذ ايجيبت، الذي قال لنا أولا لا بد من توافر إثبات شخصية «الرقم القومي» للمتبرع، مضيفا أنه يتم التبرع على عدة خطوات الأولى يتوجه المتبرع إلى مكتب التسجيل للتأكد من محل سكنه وإنه يسكن فى نطاق عمل المركز للتأكد من قدرته على التبرع بشكل مستمر لأن ما يهمنا هو المتبرع المنتظم، ثم يتم مراجعة البيانات للتأكد من أن المتبرع فى السن المسموح له بالتبرع وهو من ١٨ إلى ٦٠ عامًا، ونراجع البيانات الرئيسية ثم ينتقل إلى استطلاع الرأي الأساسي وهو عبارة عن ٦٥ سؤالا يتم الإجابة عليهم للتأكد من سلامة المتبرع وعدم وجود أي مشكلة صحية تؤثر عليه لأن هدفنا الأساسي سلامة المتبرع وسلامة البلازما التى يتم دخولها فى عملية التصنيع الدوائى لتذهب لمريض مناعته ضعيفة فلابد من التأكد من أمان البلازما.
وأضاف نوفل «ننتقل إلى الخطوة الثانية وهي تسجيل العلامات الحيوية حيث نقوم بقياس ضغط الدم والحرارة والوزن، ولو متبرع جديد يتم عمل تحليل سريع لفيروس سي وبي ، ولو متبرع متكرر نعمل تحليل لنسبة الهيما توكديت والبروتين فى الدم ولو النسب والعلامات الحيوية فى النسب الطبيعية ينتقل إلى الخطوة الثالثة وهي العرض على الطبيب ولو المتبرع جديد يدخل للطبيب بنفسه يراجع معه التاريخ المرضي ويراجع إجابات الاسئلة لتوضيح بعض الاجابات والتأكد من سلامة وصحة المتبرع بالإضافة إلى عمل فحص طبي شامل ثم ينتقل إلى الخطوة الرابعة وهي التبرع».
وأشار مدير مركز البلازما إلى أن زمن التبرع يستغرق من ساعة إلا ربع إلى ساعة ونصف تقريبًا على حسب المتبرع ويوجد ٥ أطباء مؤهلين بالمركز لمتابعة المتبرعين أثناء عملية التبرع ويوجد متابعة حتى بعد الذهاب للمنزل، مؤكدا التأكد من سلامة وصحة المتبرع قبل وأثناء وبعد عملية التبرع هي من أهم الأولويات التي نحرص عليها حيث يتم قبول المتبرع بعد اجتياز فحص طبي شامل واختبارات معملية قبل التبرع بما يؤكد قدرته على التبرع فى كل مرة كما يتم اتباع المعايير الدولية للصحة والسلامة والجودة فى جميع مراحل عملية التبرع، لتفادي أي مخاطر صحية كما يجب التأكيد على أن المستهلكات المستخدمة فى عملية التبرع تستخدم مرة واحدة فقط لكل متبرع.
ثم انتقلنا إلى غرفة التبرع بالبلازما والتي يوجد بها عدد من المتبرعين التقينا عددا منهم، من بينهم مصطفى فتحي محمد ٢٠سنة يعمل فى مجال الدعاية والإعلان وأصبح متبرعا منتظما منذ شهر مارس الماضي، لكن محمد عبد المنعم ذو الـ 23 سنة انتظم على التبرع من شهر فقط عندما علم أن التبرع مفيد لجسمه.
بينما قال أحمد حسني مدير مساعد فى إحدى البنوك «أقوم بالتبرع بالبلازما منذ أكثر من سنة تقريبا ومن وقتها وأنا متبرع منتظم بالبلازما، أتوجه أسبوعيا لعمل هذا الخير لعلها حسنة تنجينا وتستطيع مساعدة عدد كبير من المرضى يجدوا صعوبة فى توفير علاجهم بالإضافة إلى المتابعة والاطمئنان على صحتنا»
تصنيع ٣ أدوية من البلازما
أثناء تبرع محمد ومصطفى بالبلازما قالت لنا الدكتورة نشوى نشأت المدير الطبي لشركة جريفولز ايجيبت إنه سوف يتم تصنيع ٣ أدوية رئيسية من مشتقات البلازما، وهي الألبومين البشري ويستخدم فى أقسام الطوارئ وعلاج صدمات النزيف وكذلك الحروق وبعض أمراض الكلى والكبد وكذلك العمليات الكبرى مثل جراحات القلب وزراعة الكبد والرعاية المركزة، والدواء الثاني هو الأجسام المناعية المضادة وتستخدم لأمراض نقص المناعة الأولية والثانوية وبعض الأمراض العصبية، أما الدواء الثالث هو فاكتور 8 يستخدم لمرض الهيموفيليا (النزف الوراثي).
الدكتورة نشوى نشأت المدير الطبي لشركة جريفولز ايجيبت
احتياج مدى الحياة
وأوضحت الدكتورة نشوى نشأت أن أهمية هذه الأدوية تعود إلى أن المرضى فى احتياج لها مدى الحياة وبالتالي الاستمرارية فى إمداد المريض باحتياجاته من هذه الأدوية مهم جدا، موضحة «كنا نستوردها من الخارج ولا نحصل عليها إلا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي للدول المنتجة»، مضيفة أن الدولة كانت تتحمل تكاليف هذه الأدوية إلا أنه كان لا يكفى تغطية احتياجات جميع المرضى».
وأكدت المدير الطبي على أهمية المشروع فى مساعدة الآلاف من المرضى فى مصر والذين تعتمد حياتهم على الأدوية المشتقة من البلازما علما بأن البلازما هي المصدر الوحيد لتصنيع تلك الأدوية، مؤكدة أن المتبرع يخضع لفحص طبي شامل وتحاليل معملية بانتظام للاطمئنان على صحته ولضمان تأهله للتبرع، ووفقا للأبحاث العلمية، فإن التبرع بالبلازما بانتظام يحسن الحالة الصحية العامة، وله تأثير إيجابي على مستوى الكوليسترول وضغط الدم كما أنه يوجد حافز مادي لتعويض المتبرعين عن وقتهم ونفقات تنقلاتهم وفقا للقانون.
أهمية المتبرعين فى نجاح المشروع
وأشارت إلى أهمية تشغيل المراكز بالمتبرعين لأن احتياجاتنا من البلازما كثيرة جدا وليس هناك وعي بالتبرع بالبلازما، لذلك نحتاج لتوعية المواطنين بالتبرع بالبلازما لأنها الأساس فى نجاح المشروع، ونحتاج التوعية بالتبرع المنتظم للقدرة على الاستفادة من البلازما لأنه يختلف عن التبرع بالدم وبالبلازما العلاجية، لافتة إلى أن «نعمل الآن على التوعية من خلال حملات عن طريق السوشيال ميديا والتوعية المحلية والجامعات والمجتمع المدني وأماكن التجمعات، مشيرة إلى أن علاج مريض واحد هيموفيليا فى السنة يحتاج 1200 عملية تبرع بالبلازما».
وتابعت: يتم التدقيق فى اختيار الكوادر البشرية ويتم تدريبهم وتأهيلهم من خلال أكاديمية جريفولز للتدريب وذلك تجهيزا للعمل فى هذا المشروع وحيث يحصل المتدرب على برنامج تدريبي شامل ومحدد طبقا للتوصيف الوظيفي، وذلك على أيدي خبراء متخصصين دوليين ومحليين على أن يتم تقييم المتدرب ويجب عليه اجتياز الاختبارات الأساسية قبل التصريح له بأداء الوظيفة المنوط بها نظرا لكونها صناعة دقيقة ولا تحتمل نسبة خطأ، مؤكدة أن المشروع قائم على أعلى قواعد للجودة على مستوى العالم لإنتاج منتج بنفس جودة المنتج العالمي وبالتالي لابد من أن يكون جميع العاملين مدربين على أعلى مستوى.
معمل مركزي
وأضافت نشأت أنه يوجد ضمن المشروع معمل مركزي مجهز بأحدث الأجهزة المعملية ويقوم بإجراء الاختبارات للمتبرعين بصفة دورية و منها اختبار نسبة البروتينات بالدم واختبارات الفيروسات الكبدية والإيدز لضمان سلامة المتبرع وسلامة وجودة المنتج النهائي، مضيفة أكثر من نصف الوقت يقضيه المتبرع فى إجراء فحوصات للاطمئنان على صحته فتكاليف هذه التحاليل لو أراد الإنسان الاطمئنان على نفسه بالمعامل الخاصة قد تتكلف ما يزيد على 3 آلاف جنيه.
شروط التبرع
وأكدت نشوى نشأت المدير الطبي أن عملية قبول أو رفض المتبرع تخضع لمعايير دولية يتم الالتزام بها وتشمل على سبيل المثال السن بين 18 و60 عاما، الوزن بحد أدنى 50 كجم وأن يكون سليم صحيا بعد اجتياز الفحص الطبي والمعملي.
٣٠٠ مليون دولار
ومن جهته، قال الدكتور أحمد سراج مدير التخطيط الاستراتيجي والمشروعات لشركة جريفولذ إيجيبت لمشتقات البلازما إنها شركة مساهمة مصرية بين كل من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وشركة جريفولز أس أيه الإسبانية، ويقدر رأس مال الشركة بـ ٣٠٠ مليون دولار وأنها مسئولة عن تنفيذ المشروع القومي لمشتقات البلازما فى مصر.
التحديات
وأضاف سراج أن المشروع واجه بعض التحديات والتي تم التغلب على الكثير منها ولعل أهمها إيجاد الشريك المناسب لذلك استمر المشروع قيد الدراسة لعدة سنوات وتطلب ذلك بحث ودراسة رواد تلك الصناعة لاختيار الشريك المناسب ويكون متخصصا فى مجال البلازما ومشتقاتها ويوافق على توطين تلك الصناعة داخل مصر إلى أن توصلنا لاختيار شركة جريفولز والتي تعتبر إحدى أكبر الشركات الرائدة فى هذا المجال منذ أكثر من قرن ومتواجدة فى 110 دولة ومنطقة حول العالم.
وبالنسبة للتحديات الأخرى، أكد مدير التخطيط «أن أهم التحديات التي واجهتنا فى بداية المشروع هو نشر الوعى وثقافة التبرع بين المصريين والعمل على التوعية المجتمعية الخاصة بالمشروع وتحفيز المواطنين للتبرع ، ومعرفة الفرق بين التبرع بالدم والتبرع بالبلازما».
وأكد سراج «هدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الأدوية الحيوية داخل جمهورية مصر العربية حيث يضمن تأمين احتياجات الدولة من هذه الأدوية المهمة التي لا يوجد لها بديل مما يقلل الاعتماد على الاستيراد من الخارج، مضيفا تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما يدعم النظام الصحي المصري والمريض المصري أولا، ويعمل على تطوير ودعم الخبرة المصرية للتعامل مع البلازما ومشتقاتها، إضافة إلى تحقيق الريادة فى صناعة وإنتاج وتوزيع الأدوية المشتقة من البلازما فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتوطين الصناعة ونقل هذه التكنولوجيا الدقيقة داخل مصر والكشف والمسح الطبي الدوري للمواطنين».
وأوضح أن المشروع يشمل عدة محاور الأول مراكز للتبرع بالبلازما ويبلغ عددهم ٢٠مركز بمختلف محافظات الجمهورية وتم تشغيل 7 مراكز منهما ويتم العمل على تشغيل 3 مراكز أخرى خلال هذا العام، على أن يتم إقامة وتشغيل عدد 10 مراكز إضافية خلال عام 2024 لاستكمال شبكة مراكز التبرع والمحور الثاني هو إنشاء المصنع بطاقة مليون لتر سنويًا قابلة للتوسع لتصل إلى ٢ مليون لتر فى المستقبل، مضيفا أن المصنع يتم إنشاؤه على مساحة ١٠٥ آلاف متر مربع بالمدينة الطبية بالعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى المعمل المركزي والذي يقوم بإجراء الاختبارات المعملية اللازمة لضمان سلامة المتبرع وجودة البلازما وكذلك جودة المنتج النهائي.
وأكد سراج أن جميع مراكز جريفولز إيجيبت تتميز بالالتزام بأعلى المعايير الدولية للجودة والسلامة، لذلك قامت منظمة بروتينات البلازما العلاجية الدولية (PPTA) بزيارة عدد ٤ مراكز تبرع بالبلازما تابعة لشركة جريفولز إيجيبت كمرحلة أولى بكل من مركز التبرع بالبلازما بمدينة ٦ أكتوبر، المعادي، كوبري القبة ومصر الجديدة بغرض تقييم مدى اتباع المراكز لكافة المعايير الدولية واشتراطات الجودة لهذه الصناعة وتم اعتماد المراكز المذكورة من الجهة الدولية ومنحها شهادة برنامج جودة البلازما الدولي (IQPP) التابع لجمعية بروتينات البلازما العلاجية الدولية (PPTA)، ومن المتوقع أن تحصل جميع المراكز التابعة للشركة على الاعتماد الدولي سعيا نحو إقامة أول منظومة متكاملة للتبرع بالبلازما فى منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية المشتقة من البلازما التي تساهم فى علاج الكثير من الأمراض وتعزيز نظام الرعاية الصحية فى مصر.
وفى إطار التعاون مع وزارة الصحة والسكان تم إبرام اتفاقية بين الوزارة وشركة جريفولذ إيجيبت فى ديسمبر 2022 وبموجب هذه الاتفاقية تقوم وزارة الصحة بتشغيل مراكز التبرع بالبلازما التابعة لها، وتقوم بتوريد تلك البلازما المجمعة وفقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة إلى جريفولذ إيجيبت والتى تقوم بدورها بتصنيعها لصالح وزارة الصحة إلى أدوية تامة الصنع يتم استخدامها فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
وأكد سراج فى إطار رعاية ومتابعة رئيس الجمهورية لهذا المشروع الاستراتيجي، تحرص أجهزة الدولة ومؤسساتها لتذليل جميع الصعاب وتقديم الدعم الكامل للمشروع إيمانا بدورها الأساسي فى دعم قطاع الصحة فى جمهورية مصر العربية.
وأشار مدير التخطيط الاستيراتيجي إلى أن السوق العالمي للبلازما يتجاوز قيمته ٢٦بليون دولار سنويًا والنسبة الأكبر تكون من «الأجسام المضادة المناعية» والذي يزداد الاحتياج لها يوميًا، وهو خاص بمرضى نقص المناعة ويزداد الطلب عليه نتيجة لاكتشاف علاجه لعدة أمراض، لذلك تم اختيار إنتاج هذا الدواء ضمن مشروع مشتقات البلازما، مشددا على أهمية التبرع الدائم والمستمر للبلازما، والذي يتوقف عليه القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه الأدوية الحيوية.
وتابع: وصلت الشحنات الأولى من دواء «الألبومين البشري» فى شهر مايو 2023 والذي تم تصنيعه بمصنع شركة جريفولز بإسبانيا من البلازما المصرية التي تم جمعها بمراكز التبرع بالبلازما التابعة لشركة جريفولز إيجيبت وتستقبل مصر دفعات متزايدة من تلك الأدوية ارتباطا بمعدلات التبرع بالبلازما وتسفيرها للتصنيع ثم عودتها الى مصر فى صورة أدوية تامة الصنع لحين الانتهاء من بناء وتشغيل مصنع التجزئة والتنقية بمصر والجاري إنشاؤه بالمدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة بما يساهم فى توفير أحد أهم الأدوية الحيوية والرئيسية التي تستخدم فى الطوارئ والرعاية المركزة والحروق وأمراض الكبد والكلى والعديد من الحالات المرضية الأخرى، لافتا إلى أنه سيتم استلام الشحنة الأولى من أدوية جلوبيولين المناعى والفاكتور خلال الشهر المقبل، وسوف يتم توفيرها فى المستشفيات لصالح المرضي.
الخبراء: المشروع طريقنا للاكتفاء الذاتى والمنافسة للعالمية
قال الدكتور محمد
عز العرب استشاري الكبد والجهاز الهضمي إنه من المشروعات القومية المهمة لأنه يساعد فى انقاذ حياة الآلاف من المرضى، ويوفر عملة صعبة للبلاد وبالتالي يعود بالنفع على جميع النواحي سواء الطبية أو الاقتصادية، ويجعل مصر ضمن ١٠ دول فى العالم تنتج هذه الأدوية وأن مصر من أوائل الدول العربية والإفريقية التي سعت لتوطين هذه الصناعة بهدف تأمين احتياجات المرضى من المستحضرات الدوائية المشتقة من البلازما.
وأضاف أن الألبومين البشري أحد الأدوية الحيوية التي توفرها الدولة المصرية للمرضى ومن الأدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها لأهميته لمرضى الكبد والكلى ويعالج الأمراض المزمنة والمهددة للحياة كمرضى الحروق والعناية المركزة، مضيفا لدينا آلاف المرضى بالتليف الكبدي ومرضى الفشل الكبدي نتيجة الإصابة بفيروس «سي» ورغم نجاحنا فى القضاء عليه إلا أنه ترك مضاعفات لعدد من المرضى ويحتاجون لمتابعة دورية.
وأوضح أنه تحتوي حقن الألبومين البشري على مادة الألبومين أو بروتين الدم وهو من البروتينات المهمة التي ينتجها كبد الإنسان ويحافظ على حجم الدم فى الجسم ويمنع حدوث أي نزيف لذا تأتى أهمية حقن الألبومين فى حالات النزيف لتوقفه وفى حالة حدوث خلل فى نسبة الألبومين فى الجسم يمكن أن يتعرض المريض إلى تورم فى القدمين والساقين والبطن ويعيق وصول الدم من الأوعية الدموية إلى باقي أعضاء الجسم، مضيفا تتمثل أهمية الألبومين فى زيادة كمية البلازما بالدم وأيضا المتلازمة الكلوية وفقدان سوائل الجسم، ويتم تحديد جرعات العلاج بحقن الألبومين وفق الطبيب المعالج حسب كل حالة.
وقال الدكتور ممدوح الشربيني أستاذ الأورام وأمراض الدم بجامعة القاهرة أن الاف المرضى يعانون من أمراض النزف بسبب نقص معاملات التجلط الوراثية هيموفيليا A للذكور، وهيموفيليا B للإناث، ويعاني هؤلاء المرضى من نقص فى هذه الأدوية فى معظم الأوقات نتيجة مشاكل الاستيراد وتكون تكلفة علاج المريض الواحد من ٥ إلى ١٠ آلاف جنيه شهريا على حسب حالة المريض، مؤكدا هذا المشروع يساعد فى توافر هذه الأدوية بشكل دائم بالإضافة إلى انخفاض أسعارها وتصبح فى متناول الجميع، لافتا إلى أن هناك آلاف المرضى المصريين يعتمدون كلياً على الأدوية المشتقة من البلازما، وعلى سبيل المثال علاج مريض واحد فقط مصاب بالهيموفيليا لمدة عام بمشتقات البلازما، يتطلب ما يقرب من 1.200 عملية تبرع و900 عملية تبرع لعلاج مريض واحد مصاب بالالتهاب الرئوي الوراثي لمدة عام.
وأضاف: هذا المشروع دُرس بعناية شديدة وتم اختيار أحد الشركات العالمية لمساعدة مصر فى توطين هذا المشروع وتم التوافق وعمل العقد مع هذه الشركة لفصل واستخراج مشتقات البلازما وتحقيق الاكتفاء الذاتي وإمكانية تصديره.
ومن جهته: قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، إن البلازما تحتوي على أجسام مضادة كثيرة وبعض المشتقات التي قد يحتاجها بعض المرضى المصابين بأمراض خطيرة، مؤكدا المشروع القومي للبلازما أحد المشروعات العملاقة فى مصر وهو يحمل الجودة والدقة المتناهية، وأن الدولة كانت تسعى لهذا المشروع منذ سنوات طويلة وأن إنجازه تم بالدعم الكبير الذي يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشروع.
وأشار إلى أن الدولة كانت تستورد مشتقات البلازما من الخارج بمليارات الجنيهات بينها مواد فى منتهى الأهمية لعلاج المرضى، وتم اختيار إحدى الشركات العالمية العملاقة لمساعدة الدولة فى توطين هذا المشروع، مشيرا إلى أن أهم أهداف المشروع المساهمة فى الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 من خلال دعم النظام الصحي، مما يؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما فى مصر، وما له من مردود إيجابي على صحة المريض المصري وتطوير ودعم الخبرة المصرية للتعامل مع البلازما ومشتقاتها، مؤكدا يتم تصنيع مشتقات البلازما طبقا لأعلى معايير الأمان والجودة العالمية، وتحقيق الريادة فى صناعة وإنتاج وتوزيع الأدوية المشتقة من البلازما، توطين الصناعة ونقل هذه التكنولوجيا الدقيقة داخل مصر والكشف والمسح الطبي الدوري للمواطنين.
وأكد الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس أن المشروع القومي لمشتقات البلازما يستخدم فى 9 أمراض مزمنة أبرزها الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا والمناعة وسرطان الدم، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف الوصول إلى 300 ألف متبرع سنويا.
وأكد المتينى أن هذا المشروع يعتبر من أهم المشروعات التي تبنتها مصر فى كل القطاعات الطبية مؤخرًا، وسيكون له مردود واسع وهام لعشرات الآلاف من المرضى، لأنه أحد أهم مشروعات الأمن القومي ويضع مصر ضمن الدول المتقدمة ويجعلها قادرة على المنافسة العالمية فى هذه الصناعة، ويهدف المشروع القومي لتصنيع البلازما لتأمين احتياجات البلاد من مشتقات البلازما خلال من 6 : 8 سنوات مع التصدير للأسواق الإقليمية بعد الاكتفاء الذاتي.