رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

علماء: مصر آمنة وليست فى حزام الزلازل

456

تزداد المخاوف فى كل الدول العربية بعد ما حدث فى كوارث طبيعة فى المغرب وليبيا أدت إلى سقوط العديد من الضحايا وأسفرت عن اختفاء قرى بأكملها، مما ينذر بمزيد من الكوارث الطبيعية والبشرية والمادية ومع تزايد المخارف من ضرب مزيد من الزلازل المنطقة العربية خاصة وأننا شهدنا فى فبراير الماضى زلزالاً عنيفا فى سوريا ويقول علماء الزلازل إن الدول العربية تقع فى نطاق ثلاثة أحزمة زلزالية وهى ، أولا: الحزام الزلزالى الآسيوى الأوروبي، الذى يبدأ من جبال الهيمالايا ويمر بإيران والعراق وباكستان وصولا إلى أوروبا، ثانيا؛ الحزام العربى الأفريقى يمر عبر البحر المتوسط من سواحل تركيا ويمر بسوريا ولبنان والأردن ويصل إلى مصر وقد يمتد إلى دول المغرب العربي، ثالثا : حزام صدع شرق إفريقيا ويمتد من سوريا ولبنان والأراضى الفلسطينية وإسرائيل والأردن وصولا إلى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى إثيوبيا.

راندة فتحي

قال د. زكريا هميمي، رئيس اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا وأستاذ الجيولوجيا بجامعة بنها إن مصر آمنة تماما وليست فى حزام الزلازل وغير متوقع دخولها فيه.
وأضاف أن أنشطة الزلازل خلال هذه الحقبة الزمنية سوف تكون معرضة من حين لآخر إلى بعض الزلازل الضعيفة والمتوسطة، خاصة المناطق التى يقع مركزها فى منطقة شرق البحر المتوسط وشمال البحر الأحمر.
وتابع: لكن هناك بعض المناطق تسجل نشاطا زلزاليا شبه يومى بنسبة 90% ولا يشعر به أحد من المواطنين وهذه المناطق فى شمال البحر المتوسط ومدخل خليج السويس وخليج العقبة ومنطقة البحر الأحمر لم تكن موجودة جيولوجيا منذ حوالى 65 مليون سنة ولكن بعد فتح الأخدود منذ 65 مليون سنة ولا يزال يتسع بمعدل 1 سم فى السنة وبموجب هذا التمدد يحدث عدد من الزلازل يوميا.
وأضاف أن المناطق التى يشعر بها المواطنون فى مصر بحدوث الزلازل هى خارج الحدود وهى منطقة شرق البحر المتوسط وبعض المناطق فى الجمهورية فى غرب القاهرة وبعض المناطق فى الصحراء الشرقية وهذه المناطق يحدث بها زلازل ضعيفة جدا لا يشعر بها المواطنون، كما أن تغير أحزمة الزلازل ليست بالأمر السهل؛ لأن الزلازل ليست مرتبطة ببعضها البعض فكل دولة لها بصمة زلازلية خاصة بها لكن ما حدث من أخبار الزلازل جعلت المواطنين فى حالة من الرعب.
وأكد د. هميمى أن العلماء تقوم بقياس قوة الزلازل على مقياس ريختر المقسم إلى تسع درجات، والإنسان فى العادة لا يشعر بالدرجتين الأولى والثانية وإنما يبدأ شعوره بالهزة الأرضية إذا بلغ مؤشر مقياس ريختر ثلاث درجات.
وعن الاهتزازات الأرضية حول العالم، يقول د. زكريا هميمي، رئيس اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا إن الاهتزازات مرتبطة بوجود الحزام الزلزالى والحزام البركانى وتحدث اهتزازات فى الغلاف الصخرى للأرض ولأن الحزام الزلزالى والبركانى متواجدان حول العالم فبالتالى لا يخلو مكان من وجود هذه الاهتزازات وإن كانت تختلف فى القوة وفى الأثر التدميرى من مكان لمكان.
وعن المحاور الجديدة فيما يتعلق بالزلازل قال: هى محاور معروفة ولا تتغير بتغير السنين وهى محاور محددة فوق سطح الأرض.
وعن الفوالق والصدوع، قال أستاذ الجيولوجيا إن الفوالق هى الكسور المصحوبة بحركة الأرض والتى تنتج عن عملية الانزلاق على مستوياتها تكون الهزات الزلزالية والقشرة الأرضية هى جزء من الغلاف الصخري، الذى يشمل القشرة الأرضية ويشمل الجزء العلوى مما يعرف باسم وشاح الأرض أو ستار أو دثار الأرض.
ونوه دكتور زكريا لإمكانية حدوث زلزال بسبب المياه التى يتم تخزينها فى بحيرة سد النهضة وسوف تمثل خللًا بالمنطقة وربما ينجم عنه نشاط زلزالى بالمنطقة.
وعن أحزمة الزلازل فى العالم، يقول د. زكريا هميمى إن منطقتنا العربية ليست بعيدة عن هذه الأحزمة المخيفة و «حزام النار» وهو حزام الزلازل المار بجنوب أوروبا ويمتد حتى الصين، «حزام التلاقى بين أوروبا وإفريقيا» وهو حزام يعبر شرق البحر الأبيض المتوسط بداية من سواحل تركيا وبلاد الشام مرورا بمصر ودول المغرب العربي، و «حزام الأخدود الإفريقى الشرقي»، يمتد من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وسلاسل جبال غرب البحر الأحمر حتى إثيوبيا والكونغو، «الحزام الآسيوى الأوروبي» وهو حزام يمتد بين جبال الهملايا والألب مارا بباكستان وإيران والعراق وجمهوريات الكومنولث الآسيوية حتى يصل أوروبا.
و «الحزام الأخطر» هو أخطر أحزمة الزلازل فى العالم أجمع ويمر حول المحيط الهادى من الشرق إلى الغرب أو من اليابان إلى سواحل الولايات المتحدة، وهو المتسبب فى ثلاثة أرباع ما يقع فى العالم من زلازل.
وأوضح أن الكرة الأرضية يغلفها قشرة صلبة مقسمة إلى حوالى 12 كتلة تفصلها فوالق ضخمة ينشأ منه معظم الزلازل، والدول التى تقع على حافة هذه الكتل تكثر فيها الزلازل وهى دول دائرة المحيط الهادى جميعًا (أحزمة الزلازل) يليهم تركيا ثم إيران ثم دول جنوب أوروبا.
وعن إمكانية وقوع زلزال كبير كما حدث بسوريا والمغرب أجاب د. زكريا هميمى أنه لا يقع زلزالان كبيران بشكل متتالى وحالياً بعد حدوث الزلزال بالمغرب فى باطن الأرض يصبح هناك فراغات ويتم تعبئتها بحركات صغيرة شدتها أصغر بكثير من الحركات التى ولدت الزلزال الأصلي.
وأضاف أنه لا يوجد فى الجيولوجيا ما يجعلنا نقول على أى دولة إنها دخلت حزام الزلازل؛ لأن ذلك يحتاج إلى ملايين السنين، ولكى تتغير جيولوجية مصر لن يكون ذلك قبل أن يصبح البحر الأحمر محيطاً، حيث إنه الآن « وليد محيط» أى بعد حوالى 10 ملايين سنة.
وعن شدة الزلازل يقول د. زكريا هميمي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة بنها إنها تقسم لثلاث درجات الأولى خفيفة دون 3 ريختر والوسطى من 3 حتى 6 والقوية حتى 9 درجات.
وفى سياق آخر، قال د. جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن موقع الشبكة القومية للزلازل متاحة أون لاين على مدار 24 ساعة ويتابع مراكز دولية ويتبادل المعلومات ولا نستطيع أن نخفى شيئا.
وأضاف أن الزلازل تحدث نتيجة حركة ألواح الغلاف الصخرى للأرض وهذه الحركة إما أن تكون متباعدة عن بعضها أو مصطدمة مع بعضها أو منزلقة عبر حدودها، وتنطلق من أعماق مختلفة، وتتوقف قوتها على هذا العمق الذى تنشأ منه، ومن صفات الأرض الأساسية أنها ذات صدع، فهناك شبكة هائلة من الصدوع تمزق الغلاف الصخرى للأرض وتحيط به إحاطة كاملة يشبهها العلماء بخط اللحام على كرة التنس.
وتابع: هذه الشبكة تمزق الغلاف الصخرى للأرض إلى عدد من الألواح يبلغ 12 لوحا تقريبا هذه الألواح تطفو فوق طبقة لدنة شبه منصهرة عالية اللزوجة وعالية الحرارة، وحينما تدور الأرض حول محورها أمام الشمس تؤدى إلى انزلاق هذه الألواح فوق هذه الطبقة اللزجة مما يؤدى أحيانا إلى تباعد الألواح بفعل تيارات الحمم الصاعدة من أسفل إلى أعلى، وفى المناطق التى تهبط فيها تيارات الحمم تؤدى إلى تصادم بعض هذه الألواح مع بعضها، وهو ما يؤدى إلى وقوع الزلازل.
وهناك كذلك علاقة بين استخراج النفط فى منطقة ما وحدوث اهتزازات زلزالية، حيث يؤدى استخراج النفط إلى تضاغط طبقات القشرة الأرضية مما يحدث شيء من التصدع ينجم عنه الهزات الأرضية، غير أن أغلب شركات النفط تحاول التغلب على هذه المشكلة بتعويض ما تستخرجه من نفط بضخ مياه البحار مكانه.
وأضاف رئيس معهد البحوث الفلكية أن هناك «سازموغراف»، التى تقيس باستمرار وعلى مدار الساعة أى اهتزازات فى سطح القشرة الأرضية حتى لو كانت ناجمة عن حركات القطارات أو الشاحنات وعن طريق هذا الرصد يمكن ملاحظة أى تغيرات تنبئ بقرب وقوع هزة أرضية.
ويشير القاضى إلى أن هناك أكثر من نصف عدد الدول العربية يقع فى مناطق نشاط زلزالى مباشر، مثل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر ودول المغرب العربى إضافة إلى اليمن وتتعرض هذه الدول بالفعل بين الحين والآخر لزلازل مدمرة، فالذاكرة لا تزال تعى الزلازل، التى وقعت فى خليج العقبة وضربت مصر وامتدت آثارها إلى الأردن فى الأعوام 1955 و1969 و1983 و1992 و1995 و1996، وزلزال الجزائر عامى 1980 و2003، وزلزال ذمار فى اليمن عام 1982، وليبيا عام 1964.
وعن زلزال سوريا وتركيا الذى تسبب فى حركة الأراضى التركية حوالى 3 م فى اتجاه البحر المتوسط، وظهر فى كثير من المواقع فوالق مختلفة وصلت فيها الإزاحة إلى حوالى 3 م، حتى قضبان السكك الحديدية وهل مصر معرضة لحدوث زلازل كبيرة؟ قال د. جاد القاضى إن مصر لا يحدث بها زلازل كبيرة، والتى تحدث من النوع الخفيف إلى متوسط، وأكثر المناطق المعرضة للزلازل بالنسبة لمصر هى مناطق خليجى السويس والعقبة وبعض البؤر الصغيرة فى الداخل مثلما حدث فى زلزال 1992 عند دهشور بقوة 5.8 ريختر، وكان شديد التأثير لضعف بعض المباني، التى كان إما قرارات إزالة أو غير مرخصة أو قديمة، وهذه الشدة تحدث أسبوعيا فى دول المحيط الهادئ دون تأثير.
وأشار إلى أن هذا لا يمنع من حدوث زلازل على أى بقعة أخرى على سطح الأرض لأسباب جيولوجية عديدة إلا أن نسبة حدوث ذلك تكون ضئيلة ، ومن أهم هذه المناطق معظم دول القارة الإفريقية عدا شرق إفريقيا حول الأخدود الإفريقى العظيم، خاصة منطقة القرن الإفريقى وهم:(جيبوتى وإثيوبيا وإريتريا والصومال) ولكن ليس بشدة الخطورة كالدول التى تقع فى أحزمة الزلازل بالمحيط الهادئ.