رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

رمضانيات

304

سعيد عبده

انتصف الشهر الكريم، وبدأنا فى النصف الثانى، والذى نتحرى فيه ليلة القدر، فشهر رمضان أوله رحمه، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

فهو شهر الرحمة والترابط الاجتماعى والتلاحم وتكافل الغنى مع الفقير، ومساعدة المحتاج وبر الوالدين، وصلة الرحم، وشهر الزكاة والصدقات.

كل المعانى السامية التى دعا إليها ديننا الحنيف تتجلى فى هذا الشهر الكريم، ولكم فى رسول الله أسوة حسنة يا أولى الألباب.

هل وقفنا مع أنفسنا بعد أن تعدينا منتصف الشهر، وراجعنا ماذا فعلنا؟.. هل أدينا ما علينا من عبادات وطاعات؟.. هل ساعدنا المحتاج؟.. هل قمنا بصلة الرحم، وغيرها من الأمور التى حثنا عليها ديننا الحنيف.

أعتقد أنها وقفة ضرورية ومهمة لكل مسلم ومسلمة.. وأيضًا دور الأسرة فى رمضان.. هل علمنا أولادنا وأحفادنا العادات الإسلامية؟.

هذه الأمور تضعنا أمام بعض العادات التى يمارسها البعض فى شهر الصوم.. زيادة النمط الاستهلاكى عن أى شهر من شهور العام.

التباهى والتفاخر بالولائم والعزومات، وكم من أسرة فقيرة تحتاج منا إلى نظرة بسيطة وتوفير بعض الاحتياجات لها وكفها عن السؤال.

هل قمنا بزيارة المساجد لأداء الصلوات واصطحاب الأسرة والأطفال لينعكس ذلك على كل الأسرة بالخصال الطيبة والسلوك الحسن.

مظاهر مرفوضة

قيام القنوات الأرضية والفضائية بمنافسة شديدة للاستحواذ على أعلى نسبة مشاهدة لما يقدم عليها من برامج ومسلسلات..

وبطل المسألة الآن الإعلانات التى سيطرت على الساحة بشكل غير عادى حتى إن المشاهد قد ينسى ما هو اسم المسلسل، وأين توقف ليبدأ الإعلان..
فمن الممكن أن نقول إنها إعلانات بطعم المسلسلات.

واستحوذت الإعلانات ضمن تطورها غير العادى فى المحتوى على معظم نجوم مصر فى السينما، وعدة مجالات أخرى لم تترك مطربا أو ممثلا، نجما
أو شابا أو رياضيا مشهورا، إلا وكان ضيفًا على المشاهد فى بيته.. طغت الإعلانات على كل شىء لم نعد نر محتوى إلا ما ندر.

غيرت أنماط حياتنا نحو الاستهلاك والعادات الجديدة، وكأن شعب مصر أصبح جميعه من سكان الكومباوندات فقط.. ناهيك عن الرفاهية الشديدة التى تخص فئة لا تشكل عشرة فى المائة من سكان مصر إذا بالغت فى الأمر.

غير السيارات الفارهة وما يقدم فى سواحلنا من قرى للاستثمارات العقارية، ومنتجعات تخص أيضًا الصفوة.

ما هو شعور المواطن العادى الذى يشاهد هذا إذا كان موظفا أو فلاحا، أو أى مهنة من الطبقة الوسطى فى المجتمع؟

ليس هذا فقط، بل أيضًا الأعمال الدرامية التى قدمت حتى انتهاء النصف الأول من الشهر قدمت أسوأ نماذج، وأعتقد الكثير منها غير موجودة بالمجتمع، ولكنها تحض على المكسب السريع من السرقة أو الاتجار فى المخدرات أو الآثار أو الدعارة.. فهى نماذج للثراء السريع ومن لزوميات الحبكة الدرامية نفس مشاهد المعارك والفتونة فى الأحياء الشعبية، التى يقف فيها البلطجى ليلقى تعليماته فى تجمع لأهل المنطقة!.. وكأننا ليس لدينا قانون أو شرطة وأن هذا يظهر متأخر جدا فى نهاية المسلسل.

أثر هذه الأعمال سيئ إلى أبعد الحدود على الشباب والأطفال، بل أيضًا تساهم هذه الأعمال فى ضياع الهويـــة من خلال الأداء والسيناريو، الذى يحتوى على كلمات ونمط هابط.. حقيقة غير طبيعى وكلنا نعلم أن الدراما المصرية تسوق فى الكثير من الفضائيات العربية، وهذا أيضًا له تأثير سلبى على صورة مصر وسلوك البشر فيها.

إن هذه الأعمال تعبر عن وجهة نظر تجارية والمبدع يجب أن يراعى تأثير رسالته على الغير وخاصة النشء والشباب.

ناهيك عن الإفتقار لإنتاج مسلسلات دينية تقدم نماذج من تاريخنا الإسلامى فى هذه الأيام.. وأيضًا غيرها من الموضوعات التى تثمر، ومن هنا يجب على قادة الرأى والفكر فى المجتمع دراسة هذه الظاهرة المستمرة معنا واتجاهات الدراما ودورها تحت عباءة الإبداع.

والمشكلة هناك جانب آخر أن كثرة الإعلانات يدفع ثمنها المواطن البسيط من أعصابه ودخله فى زيادة فاتورة الكهرباء واضطراره متابعة الإعلانات بما فيها المسلسل حتى النهاية.

أو دفعه إلى الاشتراك فى المنصات التى تذيع المسلسلات دون إعلانات وهى اتجاه جديد.

العمل والإنتاج فى رمضان

كل الأمور يتم تحميلها إلى الشهر الكريم فالعصبية لأنى صائم.. وقلة الإنتاج تظهر فى الشهر الكريم، وقراءة القرآن فى أوقات العمل الرسمى، وعلى حساب العمل تحت حجة العبادة!

أعتقد أن إنتاجية العامل تقل فى رمضان، وتأجيل الأمور بحجة أننا فى  رمضان إلا من رحم ربى.

يا عالم كلموه رمضان معمروش قال كده

نفحة رمضانية

تقوم العديد من منظمات المجتمع المدنى بجهود موحدة هدفها إيصال الوجبات وكراتين مواد غذائية إلى كل مكان محتاج فى مصر.

هى ملايين الكراتين أعدت فيها مواد غذائية للأسرة الفقيرة والمحتاجة، يتم إعدادها من فرق متطوعة فى هذه الجمعيات من تبرعات المواطنين للخير كنموذج للتكافل الاجتماعى الجميل من زكاة، وتبرعات الصائم، وأيضًا تقدم وجبات ساخنة من خلال كروت توزع عليهم.

شىء يفرح

أولاد البلد من الدرب الأحمر، قاموا بالجهود الذاتية بإعداد خيمة خلف الجامع الأزهر يستضيفون فيها أى زائر من أهل الحى، أو من خارجه، وطلبة البعوث الإسلامية أى مار بالشارع ودعوته لحضور الإفطار، الذى تم إعداده من خلال شباب المنطقة ولاد البلد بحب وبرضا ونرى على وجوههم الفرحة، ويسعدون باستضافة أى فرد ويقدمون له أحلى وأجمل أكل أو فطور أعد من شباب الكرم الشباب الذى سعدت بهم ومهما تحدثت لن أوفيهم حقهم فهم شباب مصر.