رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الدولة تقضي على «منابر الفتنة» وأبواق الإرهاب

108

خلصت ثورة «30 يونيو» المصريين من كابوس الجماعة الإرهابية بعد عام أسود عاشه الشعب المصري شاهد خلاله الوجه القبيح لتجار الدين، الذين ظلوا لسنوات يستغلون الدين للوصول إلى الناس مستغلين المنابر في المساجد، حتى وصلوا إلى المنابر الإعلامية من خلال الشاشات ودخلوا البيوت.

محمد أبو السول

كانت منابر الدعوة من أسلحة الإرهابية يمكن من خلالها زعزعة استقرار الوطن، وتخريب العقول عن طريق استقطاب الشباب وتشويه الخطاب الديني بغرض الحث على الكراهية وبث الفتنة.

جهود كبيرة بذلتها المؤسسة الدينية فى مصر وتحديدا وزارة الأوقاف بعد 30 يونيو؛ لاستعادة منابرها والسيطرة وإحكام قبضتها على المساجد، والعمل على حسن اختيار الأئمة والدعاة ومحاسبة المخالفين لتعليمات الوزارة دون تهاون.

وأدركت وزارة الأوقاف أهمية استعادة منابرها مع تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المستنير، من خلال التفسير الصحيح للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، بما يفوت الفرصة على الجماعات المتشددة فى تفسير النصوص والأحاديث بصورة تهدف إلى توجيهها لصالح الأفكار الهدامة.

ونجحت الأوقاف فى السيطرة على جميع المساجد والزوايا، التي كانت قبلة للجماعات السلفية وأعضاء الجماعة الإرهابية، وكذا الجمعيات التي كان أغلبها بوقا من أبواق نشر الفكر المتطرف والمتشدد، ولعل أشهرها مسجد أسد بن الفرات بالدقي، الذي كان يسيطر عليه جماعة «حازمون»، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، مسجد الحمد بالتجمع، ومسجد العزيز بالله بالزيتون، مسجد المراغي بحلوان.

استعادة المساجد من مختطفيها والتصدي للمتطرفين وغير المؤهلين، مع العمل على تصحيح مسار الخطاب الديني، ونشر الفكر الوسطى، الذي يؤمن بالتنوع والتعددية وقبول الآخر، ويدعو إلى التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ومجابهة الفكر المتطرف وتفنيد أباطيل المتطرفين، فمنعت غير المتخصصين من صعود المنابر، ما أغلق الباب أمام المتشددين وغير المؤهلين من المنتمين لتيارات التشدد وجماعات الإسلام السياسي من نشر أفكارهم المتشددة.

توحيد خطبة الجمعة

قرار الأوقاف بـ «خطبة موحدة» كان أول الأمور التي بدأت بها الوزارة سيطرتها على ما يقال على منابرها، من خلال اختيار موضوع الخطبة وتعميمه على جميع المساجد.

وحرصت الوزارة على اختيار موضوعات تعالج قضايا المجتمع وأزماته، والتأكد من سلامة الرسائل التي توجه للمصلين فى المساجد وعدم إعطاء فرصة لأحد بعرض توجهاته الشخصية أو نشر أفكار متطرفة.

كما واجهت وزارة الأوقاف الإرهاب والجماعات المتطرفة إلكترونيا، من خلال مواقع التواصل والصفحات المتخصصة إذ أنشأت 21 صفحة إلكترونية لمواجهة التطرف والتشدد الذي يبث عبر صفحات المتطرفين.

وحرصت الوزارة على استحداث عدد من الوسائل والتقنيات الإلكترونية على بوابة الأوقاف الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، وقنوات اليوتيوب، كما تم تطوير موقع وزارة الأوقاف (أوقاف أونلاين) وإنشاء منصة خاصة بالسوشيال ميديا، منصة الأوقاف العلمية، كما تم إطلاق عدد من الصفحات والمواقع والقنوات بهدف التواصل مع الجمهور والنشر الدعوي والتثقيف الإلكتروني، وتوجيه الأئمة بضرورة التفاعل من خلال صفحاتهم الشخصية.

وحاصرت الأوقاف كتائب الإرهابية الإلكترونية من خلال العديد من الندوات والفعاليات، وخطب الجمعة، والدروس اليومية، ومراكز الثقافة الإسلامية والملتقيات الفكرية، والأسابيع الدعوية، فلم تترك لهم فرصة العودة والدخول للمصريين من أي باب، خصوصا بعد انتزاع المنابر منهم.

ففي مجال التطوير التكنولوجي والدعوة الإلكترونية حتى نهاية يونيو 2024، أوضحت الوزارة أنه تم إطلاق 36 موقعا وقناة، منها 10 صفحات متخصصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بهدف ملء الفضاء الإلكتروني بالفكر الوسطي المستنير.

وتم إطلاق دورة الفكر المستنير الإلكترونية العامة لجميع الأئمة والواعظات على مستوى الجمهورية، حول ثلاثة كتب هي (الفهم المقاصدي للسنة النبوية، والكليات الست، وقواعد الفقه الكلية)، وإطلاق الكتاب المرئي والمسموع، ونشر أكثر من 400 مؤلف ومترجم وموسوعة على البوابة الإلكترونية لوزارة الأوقاف، وإطلاق مكتبة رؤية الإلكترونية، التي تتضمن جميع إصدارات سلسلة (رؤية) للفكر المستنير، وسلسلة (رؤية) المترجمة إلى اللغات الأجنبية المختلفة، وسلسلة (رؤية) للنشء باللغة العربية، وسلسلة (رؤية) للنشء المترجمة على موقع بوابة وزارة الأوقاف الإلكترونية بصيغة (PDF).

وأكد د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أن 30 يونيو كانت نقطة تحول فى التاريخ المصري، وفى مجال الدعوة تمت استعادة المساجد من مخطتفيها وإعادة لها دورها الحقيقي، وشهدت عمارة المساجد فى عهد الرئيس السيسي نقلة غير مسبوقة كمًّا وكيفًا.

وأوضح أن المساجد أصبحت منارات إشعاع فكري وثقافى وتربوي، وأن البرنامج الصيفي للطفل وإقبال الناس على بيوت الله، وعلى مقارئ القرآن الكريم ودروس العلم بها خير شاهد، وكذا الندوات الثقافية واللقاءات المفتوحة مع الشباب.

وأوضح أن هذه الأنشطة تجعل من المساجد منارات دعوية وفكرية وثقافية، لتؤدي دورها الروحي والأخلاقي والقيمي والتربوي، مسهمة بكل قوة فى ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية.

وشدد وزير الأوقاف على أن المسجد أصبح بيتًا ومحضنا للجميع بلا تصنيف ولا إقصاء، وأن وزارة الأوقاف اتخذت من السماحة وفقه العيش المشترك مسلكًا وخطا واضحا.

في حين، قال د. شوقي علام، مفتى الجمهورية: إن الخطاب الديني تعافى من الازدواجية بعد ثورة 30 يونيو والتخلص من جماعة الإخوان، التي استغلت الدين فى الوصول إلى حكم البلاد.

إنجازات كبيرة

حققت وزارة الأوقاف فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه المسئولية، إنجازات كبيرة فى شتى مسئولياتها الدعوية والاجتماعية والتنموية، التى تأتى فى إطار الفلسفة العامة لبناء مصر الجديدة، التى تبناها الرئيس لبناء الإنسان المصرى والدولة المصرية الحديثة.

ومن أهم الإنجازات التي حققتها الأوقاف إلى جانب إحكام السيطرة على المساجد وضبط شئونها أيضا استحداث أنشطة جديدة منها:مجالس الإفتاء للأئمة والواعظات ومقارئ الجمهور والبرنامج الصيفي للطفل وتحسين الأحوال المالية والمعيشية للأئمة بزيادات غير مسبوقة.

تطوير وافتتاح المساجد

قامت الوزارة بصرف أكثر من 18,661 مليار جنيه لعمارة بيوت الله (عز وجل) إحلالا وتجديدا وصيانة وتطويرا لأكثر من 12081 مسجدا، وافتتاح أكثر من 4960 مسجدًا من سبتمبر 2020 م حتى نهاية يونيو 2024، وحصول 446 مسجدا على شهادة الاعتماد وضمان الجودة من الفئتين (أ) و(ب)، كما حققت وزارة الأوقاف رقمًا قياسيًّا فى افتتاح المساجد الجديدة، التي تم إنشاؤها بمعرفة وزارة الأوقاف أو بالجهود الذاتية التي تمت تحت إشراف وزارة الأوقاف؛ بما يؤكد اهتمام الوزارة بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى.

المؤلفات والترجمات

وبشأن المؤلفات والترجمات قامت الوزارة بتأليف وترجمة 500 كتاب؛ لنشر الفكر الوسطي المستنير منها 224 إصدارا ضمن سلسلة «رؤية» للفكر المستنير و»رؤية» للنشء و»رؤية» المترجمة وإصدار أول ترجمة مرئية لمعاني القرآن الكريم بأربع لغات الأردية واليونانية والهوسا والعبرية، كما أصدرت الوزارة أهم أطلس وقفي فى العالم فى 92 مجلدًا لتوثيق أعيان الوقف.

المؤتمرات الدولية

عقدت الأوقاف 12 مؤتمرا دوليا و10 مسابقات عالمية لتعزيز دور مصر الريادي فى نشر الخطاب الوسطي المستنير وخدمة القرآن الكريم، فضلا عن تقديم 4854 منحة دراسية للطلاب الوافدين من مختلف دول العالم.

وبشأن مجالات التدريب بالوزارة فقد عملت الأوقاف على التنوع فى مجالات التدريب النوعي التراكمي المستمر لتشمل مجالات (العلوم الشرعية – اللغة العربية – علم النفس والاجتماع – التحديات المعاصرة وحروب الجيل الرابع – برامج الحاسب الآلي المتقدمة – اللغات الأجنبية).

وقامت الوزارة بتعيين 3011 إمامًا و4258 عاملا و 143 فنيا، وأخصائي تمريض وممرضات، كما تم الإعلان عن 3000 وظيفة إمام وخطيب و3000 وظيفة عامل بنظام التعاقد وتوفير آلاف فرص عمل بمشروعات هيئة الأوقاف.

تمكين المرأة والشباب

وفى ضوء اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتمكين الشباب والمرأة، حققت وزارة الأوقاف أكبر حركة تمكين للمرأة والشباب، حيث أصبح معظم قيادات الوزارة إما من الكفاءات الشابة، أو ممن هم تحت سن الخمسين عامًا، منهم أربع عشرة قيادة حاصلون على الدكتوراه، فضلًا عن الدفع بالعديد من شباب الأئمة فى المجال الإعلامي وخطبة الجمعة بالمساجد الكبرى والتليفزيون المصري والإذاعة المصرية والعديد من وسائل الإعلام.

وبالنسبة للمرأة عملت الوزارة على تقلد 16 سيدة مواقع قيادية ما بين وكيل وزارة أو مدير عام، أربعة منهن حاصلات على الدكتوراة، كما حصلت 6 سيدات بالأوقاف على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، منهن واعظتان معتمدتان.

وفى مجال الأنشطة القرآنية والدعوية المستحدثة تم استحداث العديد من الأنشطة القرآنية والدعوية بهدف مواجهة الأفكار المتطرفة، وبناء الوعي الرشيد، وذلك من خلال الأنشطة القرآنية المستحدثة ومقرأة كبار القراء ومقرأة الفجر ومقارئ السيدات والواعظات ومجالس الإقراء على كبار القراء، كما تم استحداث مراكز تلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكام التلاوة ومكاتب التحفيظ عن بعد بالإضافة إلى الابتهالات الدينية بالمساجد الكبرى، ومبادرة (حصن طفلك بالقرآن):، التي عقدت خلال إجازة نصف العام الدراسي بعدد (6014) مسجدًا، وتم عقد أكثر من (108) آلاف جلسة، وإطلاق مسابقة النوابغ الدولية للقرآن الكريم والثقافة الإسلامية بجنوب سيناء بالتعاون مع وزارة الأوقاف.

وتم إطلاق البرنامج التثقيفي والصيفي للطفل، وإطلاق مجالس الإقراء بالمساجد فى أربعة علوم، وهي التفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة العربية، وندوات الإفتاء والتثقيف الفقهي بالمساجد.