رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بعد 11 عاما من الثورة القاهرة تمتلك أدوات إدارة الملفات الإقليمية

97

عقب ثورة 30 يونيو المجيدة، التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، كشفت الأحداث التى شهدتها منطقة الشرق  الأوسط على مدار هذه الفترة عن الدور الريادى الفريد والمتميز لمصر فى محيطها الإقليمي، وأكدت مما لا يدع مجالًا للشك أن قوة مصر وإمتلاكها كل الأدوات لإدارة الملفات الإقليمية شديدة التعقيد، والحفاظ على المصالح الاستراتيجية للقوى العظمى فى منطقة الشرق الأوسط.

صفاء مصطفى

مما يعد مؤشرًا على أن مصر تملك مفاتيح الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الاوسط، ويعلن عن دخول مصر حقبة جديدة من الريادة الإقليمية، بفضل سياسات الرئيس السيسي على كل الأصعدة الداخلية والخارجية، هذا ما تؤكده صحف وفضائيات عالمية رصدت تغير الموقف العالمى وتقييمات المجتمع الدولى لثورة 30 يونيو لمصر على خلفية نجاح الدبلوماسية المصرية بفضل توجهات الرئيس السيسي فى إدارة الملفات الإقليمية، كما شدد محللون سياسيون  وخبراء استراتيجيون، على أن قوة الدور الإقليمى لمصر جاءت انعكاسًا لنحاج سياسات الإصلاح والتنمية والبناء  والتحول النوعى الذى أحرزته مصر على كل المستويات، الذى جاء مدعوما بنجاح سياسات الإصلاح الاقتصادي، السطور التالية تنقل رؤية صحف عالمية وخبراء استراتيجيين دوليين، حول تغير موقف القوى العظمى والإقليمية من ثورة 30 يونيو والتحول النوعى فى الدور الإقليمى لمصر تحت قيادة الرئيس السيسي فى الحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط والحد من تداعيات التوترات الجيوسياسية على المستوى الإقليمى والعالمى على المصالح الاستراتيجية للقوى العظمى فى منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع تعزيز أدوات الاستقرار والأمن على مستوى القارة الإفريقية.

الشراكة الاستراتيجية 

الدور الجيوستراتيجى الفريد والحيوى لمصر كركيزة للأمن، الاعتدال والسلام فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دفع بالعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى نحو  نقلة نوعية واسعة النطاق على كل المستويات منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر فى عام 2014، فى أعقاب ثورة 30 يونيو، انطلاقا من هذا على مدار السنوات العشر الأخيرة ارتقت العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» هذا ما أكدته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورؤساء وزراء النمسا وبلجيكا وقبرص واليونان وإيطاليا، تعقيبا على توقيع  اتفاقية الشراكة الاستراتيجية و الشاملة بين الاتحاد الأوروبى ومصر.

وبحسب ما تداولته وسائل إعلام أوروبية، أكدت رئيسة المفوضية أن إبرام هذه الاتفاقية يمثل علامة فارقة تاريخية بتوقيع الإعلان المشترك لشراكة استراتيجية وشاملة، لافتة إلى أن هذه الشراكة  تقوم على ست ركائز رئيسية؛ ستة مجالات ذات اهتمام مشترك لأوروبا ومصر.

ورصدت هذه الركائز قائلة: «الركيزة الأولى هى أننا سنكثف حوارنا السياسي،  وسنعمل معًا أيضًا على التزامنا بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. وللقيام بذلك، سنعقد قمة القادة مرة كل عامين، التى تأتى على رأس مجلس رابطتنا السنوي.

وأضافت «أما الركيزة الثانية فهى تتعلق بالاستقرار الاقتصادي، وسوف ندعم جهودكم الإصلاحية ماليا، بالتعاون مع الشركاء الدوليين».

أما الركيزة الثالثة فهى تتعلق بالاستثمار والتجارة: «لقد وضعنا بالفعل خطتنا الاقتصادية والاستثمارية للجوار الجنوبي، ولكن يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير، سواء كان ذلك فى مجال الطاقة المتجددة، أو الرقمنة أو الاتصال، أو سواء كان ذلك فى القطاع الزراعى أو إدارة المياه، على سبيل المثال لا الحصر.

وتابعت: «الركيزة الرابعة هى الهجرة والتنقل. لدينا بالفعل تعاون جيد للغاية. وهذا مطلوب أكثر من أى وقت مضى».

«الركيزة الخامسة تتعلق بالأمن وإنفاذ القانون، لدينا تعاون راسخ فى مجال مكافحة الإرهاب، وسوف نعززه».

الركيزة الأخيرة، تتعلق بعدة طرق، أهمها: أنها تتعلق بالأشخاص ومهاراتهم وأبحاثهم، تبادل الطلاب فى إطار برنامج إيراسموس + مزدهر بالفعل. ويمكن لمصر الآن التفاوض بشأن انضمامها إلى برامج الاتحاد الأوروبى الأخرى مثل برنامجى Creative Europe و Horizon Europe. كل هذا من شأنه أن يعمق الروابط بين شعبين على ضفتى البحر الأبيض المتوسط.

نجاحات إقليمية

وكشفت مجلة فورن الأمريكية عبر سلسلة من المقالات عن أن مصر تعيش حقبة من أفضل وأزهى الحقب على مستوى انتصار الإرادة السياسية المصرية والأدوات الدبلوماسية فى تسوية الصراعات الإقليمية شديدة التعقيد، ورصدت  المجلة العالمية عددًا من الملفات التى تشهد انتصار أدوات الدبلوماسية المصرية بفضل سياسات الرئيس السيسي.

وأشارت إلى أن هذه الملفات تتضمن سياسة ضبط النفس التى تتبعها مصر فى قضية سد النهضة ردًا على التعنت الإثيوبي، والدور المصرى المحورى فى مسارات الأحداث فى ليبيا، واتباع النظام التركى سياسة (الانحناء للخلف) وطلبه المستمر والملح لتحسين العلاقات مع مصر، أمام انتصار السياسة المصرية فى إدارة ملف ثروات شرق المتوسط.

الرئيس السيسي الأكثر تأثيرًا

وفى سياق متصل، أشادت صحيفة واشنطن بوست بالدور الإقليمى لمصر فى  أعقاب ثورة 30 يونيو، لافتة إلى تطورات الأحداث إقليميا وعالميا، تكشف عن الحاجة للدور الإقليمى لمصر خلال المرحلة المقبلة فى استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، مما يؤكد أن الرئيس السيسي هو القائد الأكثر  تأثيرًا فى المشهد السياسى بمنطقة الشرق الأوسط.

أشادت صحيفة «فورماتشى» الإيطالية، بمسارات التعاون بين مصر ودول القارة الإفريقية بعد 30 يونيو، لافتة إلى أن سياسات الرئيس السيسي، على كل المستويات داخل وخارج الدولة المصرية جعلت من مصر القوى الإقليمية الأكثر أهمية وفاعلية على  مستوى القارة الإفريقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يتضح من الدور المصرى فى دعم قضايا الاستقرار فى ليبيا ودورها فى الحد من تداعيات الأحداث فى السودان ودعم اللاجئين السودانيين.

وتتوقع الصحيفة أن اتفاقيات التعاون فى مجالات الدفاع والاستخبارات والأمن، التى وقعتها مصر مع أربع دول فى حوض النيل هى السودان وأوغندا وبوروندى وكينيا، تلعب دورا محوريًا خلال الفترة المقبلة فى مواجهة التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية على كل المستويات.

إعادة هيكلة العلاقات الإفريقية

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السيسي أعاد تنظيم العلاقات بين مصر والعديد من الدول الإفريقية، تشمل السودان وتنزانيا وزامبيا وجنوب السودان، مشيدة بجهود الرئيس السيسي لإعادة هيكلة العلاقات مع جيبوتي.

وتتوقع الصحيفة فى ضوء هذه الإتفاقيات والدور الذى تقوم به أجهزة الدولة المصرية مزيدا من التقارب بين الدول الإفريقية، خاصة دول حوض النيل وأن تصبح مصر شريكا استراتيجيا محوريا على مستوى غالبية الدول الإفريقية.

وأرجعت الصحيفة إعادة التفاهمات الأخيرة بين القاهرة وواشنطن فى ظل إدارة الرئيس الحالى جو بايدن، إلى قوة الدور الإقليمى للرئيس السيسي فى تسوية القضايا العالقة على كل المستويات.

تفاهمات بين واشنطن والقاهرة 

نتيجة لالتفاف الشعب المصرى حول قيادته السياسية ودعمه لمسيرة الإصلاح الاقتصادي، منذ ثورة 30 يونيو، تغيرت توجهات دوائر صناعة القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية نحو ثورة يونيو مبادئها وتداعياتها.

وفى هذا الصدد، أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن دور مصر القوى كقائد إقليمى ووسيط قوى بين الدول العربية فى ظل إدارة الرئيس السيسي ساهم فى إنهاء حالة تجميد التفاهمات السياسية بين واشنطن والقاهرة، وتغيير دوائر صناعة القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية لثورة 30 يونيو.

وتتوقع الصحيفة من واقع تطورات الأحداث عالميا وإقليميا أن تشهد المرحلة القادمة حالة من التفاهمات الواسعة بين الولايات المتحدة ومصر.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق نجاحات كبيرة على مدار السنوات الأخيرة  فى العديد من الملفات على المستوى الإقليمي، جميعها تؤكد الصقل الإقليمى لمصر، وتعطى مؤشرا على انتصار أدوات الدبلوماسية المصرية فى مقابل تراجع أدوار القوى الإقليمية المنافسة.

حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية

من أهم ثوابت السياسة الأمريكية على مدار السنوات العشر الماضية، انه عندما تتعارض المصالح الأمريكية مع المبادئ الأمريكية يتم تغليب كل المصالح الأمريكية، كان تعقيب الصحيفة الأمريكية على رد الرئيس الأمريكى على أسئلة الإعلاميين عن التناقض بين المبادئ والمصالح وأسباب تغير الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو والقيادة المصرية، وكان رد الرئيس الأمريكى هو أن «المبادئ ليس فى الأولوية الآن» ومن هذا المنظور جاء التغيير فى موقف الرئيس الأمريكى بايدن نحو الدولة المصرية، واعترافه بالدور الإقليمى للرئيس السيسى والتأكيد أنه الأكثر أهمية فى حفظ أمن واستقرار الشرق الأوسط، والحفاظ على مصالح جميع الأطراف بما ذلك المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

نجاح الدبلوماسية المصرية

 وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الدور الفاعل للدولة المصرية فى تطورات الأحداث فى الشرق الأوسط بفضل التوجهات السياسية للرئيس السيسى أثبت للدبلوماسيين الأمريكيين مقولة الدبلوماسيين المصريين بأن مصر حجر الزاوية فى استقرار منطقة الشرق الأوسط  فاستقرار المنطقة يبدأ من مصر، وأن الرئيس السيسي هو الزعيم الوحيد الذى يملك مفاتيح تسوية القضايا شديدة التعقيد فى الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن مصر الدولة الوحيدة تحت قيادة الرئيس السيسي القادرة على استيعاب كل التحديات الراهنة والمستقبلية التى تواجه المنطقة العربية، كما أنها الدولة الأكثر قدرة أيضا على وقف أية أعمال عنف فى المنطقة.

وأضافت أن الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو تتصف بالعديد من السمات التى تجعلها الوحيدة القادرة على الحفاظ على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، والمصالح العالمية فى المنطقة، لافتة إلى أن من أهم هذه السمات أن الدبلوماسية المصرية فى ظل توجيهات الرئيس السيسي تستطيع التدخل فى أية ملف على مستوى الدول العربية، نظرًا لعلاقاتها الجيدة بجميع الدول العربية، أن الدول العربية جميعها أصبحت راغبة فى توطيد علاقاتها مع الدول المصرية، مبررًا ذلك بحاجة جميع الدول العربية للدعم الدبلوماسى والسياسى للدولة المصرية بتوجهاتها الجديدة تحت قيادة الرئيس السيسي بعد سنوات من نجاح ثورة 30 يونيو فى نقل مصر نحو مسارات التنمية المستدامة على كل المستويات.

درء المخاطر

أوضح سودارسان راغافان، المحلل السياسى الأمريكى أن الدولة المصرية ساهمت فى درء الكثير من المخاطر عن منطقة الشرق الأوسط من أهمها الإرهاب، مشددًا على أنه منذ بداية عهد السيسي، تعمل الدولة المصرية لصالح القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، ذات الطابع الإقليمى مما يعزز قدرات مصر على الوساطة لحل الصراعات الإقليمية الأكثر تعقيدًا خلال المرحلة المقبلة.

استقرار الشرق الأوسط

وأكد المحلل السياسى أن قوة مصر على أرض الواقع  ونجاح الرئيس السيسي فى إدارة الملفات الشائكة فى منطقة الشرق الاوسط، حفزت الرئيس الأمريكى بايدن على تغيير سياساته نحو الدولة المصرية، استجابة لمتطلبات الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الراهنة فى الشرق الأوسط، التى تؤكد أن مصر هى اللاعب الإقليمى الوحيد القادر على الحفاظ على هذه المصالح.

وأضاف أن إشادة زعماء وقادة الدول الأوروبية بالدور الإقليمى لمصر وأهميته فى الحفاظ على مصالح دولهم فى منطقة الشرق الأوسط تؤكد أهمية ثورة 30 يونيو فى تصحيح مسار الدولة المصرية، و أن الرئيس السيسي الأجدر فى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية العالمية على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط.