https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اليهود.. تاريخ من الإفك

1001

بدءًا من أكاذيبهم على السيدة عائشة.. ووصولًا إلى إدعادائتهم أمام العدل الدولية

ياسر حسني

لم تكن الأكاذيب التي تحاول دولة الاحتلال ترويجها ضد مصر، فيما يتعلق بتعطيل نقل المساعدات للأشقاء الفلسطينيين عبر معبر رفح، هي أول الأكاذيب الإسرائيلية، فدولة الاحتلال قائمة على الكذب والتضليل منذ إنشائها، بل حتى من قبل أن تكون دولة، فشيمة اليهود الكذب والإفك منذ فجر التاريخ.

المتأمل فى صفحات التاريخ سيجد العديد من الوقائع التى كان أبطالها من اليهود بثوا الفتن والأكاذيب من أجل أن يصلوا لأغراضهم الدنيئة أو ليدفعوا عن أنفسهم الجرائم التى تلوث أيديهم وقلوبهم، ولعل أشهر تلك الوقائع «حادثة الإفك» التى حاولوا خلالها النيل من الرسول صلى الله عليه وسلم واتهموا السيدة عائشة أم المؤمنين فى شرفها.

كان جيش المسلمين، بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، قد عاد منتصرًا من غزوة بنى المصطلق، فى العام 6 هـ، وهو ما أثار غيظ المنافقين واليهود، خاصة وأن المسلمين قد انتصروا فى غزوات سابقة وزادت حصيلتهم من الغنائم.

كانت حادثة الإفك، قد سبقها محاولة من اليهود وأذنابهم من المنافقين، لإسقاط الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة، وإثارة الفتنة بين المهاجرين والأنصار على السقاية من بئر من آبار المنطقة، وكانت الفتنة ستتفاقم لولا حكمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى السيطرة عليها.

ولما فشلت تلك المحاولة للوقيعة بين الأوس والخزرج، كان البحث عن وسيلة لإشعال نار الفتنة بين المسلمين ونبيهم عليه الصلاة والسلام، فكانت حادثة الإفك التى حاول فيها اليهود والمنافقين اتهام ام المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها فى شرفها فهى أحب زوجات الرسول لقلبه وأبوها أبو بكر هو المناصر الأول للرسول والداعم له بماله وأولاده وسطوته بين قريش.

إلا أن الله كشف مخططهم الخبيث وبرأ السيدة عائشة من تلك الاتهامات الدنيئة التى حاول اليهود والمنافقون أن يلصقوها بها، وأنزل آيات فى القرآن الكريم تبرئها وتدافع عنها.

الفيلق اليهودي

ولم تكن واقعة الإفك هى أول أكاذيب اليهود ولم تكن آخرها كذلك، فهم يتغذون على الكذب والنفاق، ويروجون الشائعات من أجل تحقيق أغراضهم، ففى الحرب العالمية الأولى، انضم المئات من اليهود إلى ما أطلق عليه الفيلق اليهودي، الذى يتكون من 5 تشكيلات عسكرية من المتطوعين اليهود الذين حاربوا فى صفوف القوات البريطانية والحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى بدءا من الكتيبة رقم «38» إلى الكتيبة رقم «42»، وقد بلغ عدد أفراد كل هذه التشكيلات نحو 6400 فرد.

وروج قيادات الحركة الصهيونية حينها إلى أن الانضمام لهذا الفيلق واجب قومى من أجل التصدى لمعاداة السامية المنتشرة ضد اليهود فى دول المحور، ولكن السبب الحقيقى كان تدريب أفرادهم على العمليات العسكرية ومساعدة بريطانيا فى حربها من أجل إنشاء دولتهم المزعومة فى أرض فلسطين.

ومع نهاية الحرب العالمية الأولى كانت تتمركز على أرض فلسطين 3 كتائب يهودية تضم حوالى 5 آلاف فرد شكلوا 15% من جيش الاحتلال البريطانى عرفت باسم الكتيبة العبرية وأصبح شعارهم «المينوراه» اليهودى إلا أنه فى العام 1920م تم حل هذه الكتائب نهائيا وضم الكثير من أعضائها إلى الـهاجاناه.

هتلر «اليهودى»

والغريب أنه فى نفس الوقت كان اليهود يتقربون من هتلر ويتوددون إليه ويروجون أنه من أصول يهودية وتحالفوا مع التيارات القومية بألمانيا باعتبار أن الجنس الآرى واليهودى هم الأجناس السامية بين الفصائل البشرية.

ففى عام 1914، دعا الاتحاد المركزى ومنظمة اليهود الألمان أعضائهم «لتكريس كل جهودهم من أجل وطنهم – ألمانيا – إلى أبعد مما يقتضى الواجب»، وتبنى «الاتحاد الصهيونى من أجل ألمانيا” حوارا وطنيا، انضم على إثره 10 آلاف متطوع من اليهود للجيش الألماني، حتى أن الشاعر اليهودى الألمانى «إرنست ليسور» كتب قصيدته الشهيرة «نشيد الكراهية ضد إنجلترا»، والذى حصل من أجله على وسام من فيلهلم الثاني.

وتكرر نفس الأمر فى النمسا والمجر، وانضم اليهود لجيوش الحلفاء والمحور، حتى كان توقيت اندلاع الحرب، كشف اليهود عن مخططهم الخبيث، وتحالف اليهود البلشفيون واليهود الرأسماليون ضد ألمانيا، وبدأوا الترويج لشائعة أن والد هتلر هو «ابن سفاح» وأنه ثمرة زنا بين رجل يهودى وامرأة ألمانية تركها فى شهور حملها الأولى وفر هاربا.

كما رفض المتطوعون اليهود استخدام أسلحتهم ضد هجوم قوات الحلفاء بزعم أن شريعتهم تحرم قتل اليهودى لأخيه، وروجوا الشائعات داخل الجيوش الألمانية والمجرية والنمساوية مما أضعف من الروح المعنوية للجنود.

وكشف هتلر فى مذكراته «كفاحي» أن سبب قيامه بتنفيذ أحكام إعدام ضد اليهود فى الحرب العالمية الثانية جاء لمحاولتهم تكرار نفس الخيانة وتسببهم فى خسارة ألمانيا للحرب وتحريضهم الشعب الألمانى ضد قيادات الجيش، ثم قاموا بعد ذلك بالترويج لما أطلقوا عليه «محارق النازية» أو «الهولوكست» ومعاداة السامية.

اتهام «الحسينى»

ولم يتوقف الأمر عند خيانة اليهود لألمانيا ودول المحور بل إنهم حاولوا لصق «المحارق» بالفلسطينيين فى تبرير لعمليات الانتقام منهم عقب استيلائهم على أرض فلسطين، فروجوا لصور زيارة الشيخ أمين الحسينى مفتى القدس، لألمانيا، عام 1941، وزعموا أن «الحسيني» هو صاحب فكرة «حرق اليهود أحياءَ» وهتلر قام فقط بتنفيذها.

وهى نفس المزاعم التى سبق ورددها رئيس حكومة الاحتلال المتطرفة، بنيامين نتينياهو، فى وقت سابق عقب إحدى الهجمات البربرية لجيشه على الفلسطينيين العزل، قائلًا: (هتلر استمد فكرة إبادة اليهود من مفتى القدس أمين الحسيني، فهتلر كان سيكتفى بطرد اليهود من ألمانيا ولكن الحسينى شكا من أنهم سيأتون إلى فلسطين وعندما سأله هتلر عن توصياته أجاب بأن العرب ينصحون بـ «إحراقهم»).

وكانت آخر أحاديث الإفك اليهودية، والتى روجها أحفادهم من قادة دولة الاحتلال، أمام محكمة العدل الدولية، زاعمين أن مصر هى من تمنع وصول المساعدات للأشقاء الفلسطينيين عبر معبر رفح، فى محاولة للى عنق الحقيقة، فمصر منذ السابع من أكتوبر الماضى لم تغلق معبر رفح أمام المساعدات أو الحالات الإنسانية، إلا فى الأوقات التى كان المعبر من الجانب الآخر يتعرض لضربات من قوات الاحتلال.