محمد نجم

نواصل الكتابة عن الكتب التى وصلتنى مؤخرًا ونبدأ برواية “واحترقت أوراق القضية” والتى تتناول الأحداث السياسية والأمنية فى مصر فى فترة الخمسينيات من القرن الماضى، والتى انتهت بحريق القاهرة أو ما سمى بـ “السبت الأسود”!

 ويكشف المؤلف بحرفية روائية وقدرة استقصائية حقيقة ما جرى، مشيرًا من خلال الأسماء والمكان والزمان – إلى أن كل اللاعبين على المسرح السياسى وقتها ساهموا فى “إحراق” القاهرة، بداية من الملك مرورًا بالأحزاب والإنجليز.. وانتهاء بالأمريكان الذين حركوا الكل من خلف الستار!

ومؤلف الرواية.. هو المستشار محمد عبد العال نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، وقد صدر له من قبل عدة روايات منها “البهلوان”، وأخطر الرجال، وتحت الحصار، وأرض بلا ظل، ومؤخرًا “حارة الصوفى”، كما أصدر عدة كتب تاريخية منها؛ عصر التحية، وقناة السويس من المهد حتى التحرير.

والرواية الثانية.. بعنوان “صيد الذئاب”.. كتبها صديقى وزميلى حسام أبو العلا وأحمد شنب، والأول صدر له من قبل عدة مجموعات قصصية؛ والثانى يبدأ خطواته الأولى فى مجال الرواية.

ويبدو أن الزميلين كتبا الرواية وعينهما على شاشات التليفزيون أو السينما، فالأحداث متلاحقة ومتدفقة ومشوقة، وتلعب “الصدفة” دورًا كبيرًا فيها، وينقصها – فقط – سيناريو جيد وحوار قوى، لأنها تدور حول الصراع بين أجهزة الأمن والجماعات الإرهابية، التى كانت نبتا شيطانيا.. سرعان ما جف عوده وانقطع وصله.

ونختم بمذكرات رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أثناء حرب 1973، والتى ترجمها زميلى وصديقى الكاتب المتخصص رفعت فودة والذى انتقل إلى أستراليا وأسس هناك عائلة كبيرة من الأبناء والأحفاد، يسعدنا برؤية الجديد منهم كل عدة أشهر، بنشر صورهم على صفحته بالفيس بوك!

والمذكرات أصدرتها دار المعارف فى عدة طبعات منذ عام 1976، وتعترف بقدرة المصريين على خداع كافة مخابرات العالم،  “بخطة ذكية ودقيقة”.. ساهم الجميع فى تنفيذها عن عِلم أو حُسن نية!

فضلا عن “التكرار” و”التشابه” للأحداث وتطوراتها بين ما حدث عام 1973، وما يجرى حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وكانت مفاجأة “العبور” مذهلة للإسرائيليين عام 73 وهو ما تكرر فى 7 أكتوبر الماضى، كما حصل الإسرائيليون – وقتها – على شبكات تشويش إلكترونية، وقنابل ذكية، وهو ما تكرر مؤخرًا، بالإضافة إلى خبراء ومقاتلين.

والاختلاف الوحيد وكما ورد فى المذكرات “أن العرب وقتها.. استخدموا سلاح البترول بمهارة ودقة فائقين..”!