رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

عودة مصر دولة زراعية

312

الاهتمام – غير المسبوق – الذى بدأت تحظى به الزراعة هذه الأيام من الدولة ومن رئيس الجمهورية شخصيًا..
لم تشهده مصر على مر الـ 50 سنة الماضية وينذر بعودتها دولة زراعية مرة أخرى.

فلا يمر يوم إلا ونشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي – بنفسه – وهو يفتتح مشروعًا زراعيًا عملاقًا أو يعقد اجتماعًا مع الجهات المعنية لبحث دعم الزراعة وتوسيع الرقعة الزراعية.

وآخرها من أيام قليلة افتتاحه للمرحلة الأولى من موسم الحصاد لمشروع مستقبل مصر للزراعة والذى يقع على طريق محور (روض الفرج – الضبعة الجديدة).. وافتتاحه لمزرعة على مساحة 5 آلاف فدان تحتوى على محاصيل للمشمش والكمثرى والبرقوق واليوسفى والبرتقال والمانجو والجريب فروت.. وكذلك افتتاحه لمزارع قطاع السادات على مساحة 45 ألف فدان والتى تحتوى على محاصيل للبصل والبنجر والبطاطس والفاصوليا والفراولة والطماطم وقصب السكر، فقد نجح هذا المشروع – لوحده – فى إضافة 800 ألف فدان للرقعة الزراعية فى مصر وستكمل إلى 4.5 مليون فدان بحلول 2027..

هذا غير إحيائه لمشروع توشكى من عامين مضيا بعد أن تعرض للإهمال لسنوات طويلة وزراعته بالقمح، إضافة إلى المشروع القومى لاستصلاح الأراضى فى الدلتا الجديدة والذى يهدف لزيادة الرقعة الزراعية.

هذا ينم على مدى وعى الرئيس و”بُعد نظره” بأهمية الزراعة.. وأنه ينظر للمستقبل وليس “تحت رجليه”
لما للزراعة من مردود فى حل مشاكلنا من زيادة سكانية وفجوة غذائية وارتفاعات أسعار.

فقد نجح الرئيس فى خلال فترة زمنية لم تتجاوز الـ 3 سنوات فى تغيير خريطة مصر الصحراوية من اللون الأصفر للأخضر.. بعد أن استطاع غزو الصحراء وخاصة الدلتا الجديدة ووصل حتى الداخلة والعوينات ومازال استصلاح الصحراء مستمرًا.

وفى تقديرى إذا استمررنا على هذا النهج الزراعى غير المسبوق من استصلاح الأراضى وزيادة الرفعة الزراعية إلى زراعتها بالمحاصيل وخاصة الاستراتيجية من قمح وذرة والمحاصيل التى تدخل فى صناعة الأعلاف وغيرها.. فإنه فى خلال ما بين 3 و5 سنوات لن نحتاج للاستيراد وستنخفض الأسعار.. والأيام بيننا.

فالرئيس باهتمامه بالزراعة يكون قد وضع “إيده” على المسار والطريق الصحيح لتحقيق الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى لمصر وسر احتياجنا من الغذاء.. بعد أن أخطأنا فى حق أنفسنا بإهمالنا للزراعة فى الـ 50 سنة الماضية والتى كانت من نتاجها أننا أصبحنا دولة مستوردة للمحاصيل رغم أننا دولة زراعية، وهى مصيبة كبيرة.. حيث كان الاعتقاد السائد – وقتها – بأن الاستيراد من الخارج أوفر لنا من الزراعة، حيث اقتصرت الزراعة على زراعة الكانتالوب والمحاصيل التافهة على حساب زراعة القمح والمحاصيل الاسترتيجية، وكانت النتيجة ما واجهناه من فجوة غذائية وارتفاعات أسعار نتيجة لاعتمادنا على الاستيراد.

وهذا ما فعله الرئيس.. نتعب شوية.. وبعدها نشبع العمر كله.. فتحية للرئيس على هذا الفكر الواعى.