رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر فى عالم متغير!

202

محمد نجم

ليس أسعد من أن تتواجد فى لقاء خاص يضم نخبة متميزة ومتنوعة، أن يكون المتحدث الرئيسى فيه “علم” فى مجاله ويصول ويجول شارحا وموضحا لما يجرى شرقا وغربا، كاشفا عن الأسباب والتداعيات، وخطورة عدم الاشتباك مع الأحداث أو التراجع عن الدور المنتظر!

 نعم.. لقد كان اللقاء مع الوزير الأسبق والأمين العام عمرو موسى فى “الصالون الثقافى” لمعهد التخطيط القومى ممتعا، حيث العنوان “مصر.. فى عالم متغ  ير”..

 ورغم أهمية ما قيل وسخونة المناقشات، إلا أن “الحكمة” والجدية التى سادت اللقاء وإدارته من قبل د. أشرف العربى، الوزير السابق والمدير الحالى للمعهد.. قد أضافتا متعة أخرى للحضور!

لقد بدأ الأمين العام بالتأكيد أن العالم يتغير بسرعة شديدة مما يخلق “مشكلة” لأهل التخطيط..

 فمثلا: كان البعض يتصور أن هناك قبول عام لإسرائيل، والتعامل معها – كمحتلة – كأمر واقع.

وأن إيران قادمة.. وأنها تدير المنطقة من أربع عواصم عربية.

 كذلك تركيا.. القادرة على إدارة الحركة السريعة سياسيا ودبلوماسيا.. فضلا عن قوتها الاقتصادية.

 ولكن جاءت أحداث 7 أكتوبر لتوقف “الهرولة” نحو التطبيع، ووقف محاولات إزاحة القضية الفلسطينية من “بؤرة الاهتمام” وأشياء أخرى..!

العالم اليوم.. ليس هو ما كان موجودا من عدة سنوات، فقد برزت الصين، وعادت روسيا للمنافسة، وكذلك أوروبا.. ولم تعد أمريكا وحدها على القمة، مشيرا إلى أننا لا زلنا نعيش تحت مظلة النظام الدولى “متعدد الأطراف” وإن كان قد فشل فى الحفاظ على الأمن والسلم الدولى، إلا أن وكالاته المتخصصة لا تزال تعمل بكفاءة، كما أعادت إليه محكمة العدل الدولية مؤخرًا المصداقية المفقودة!

 وفيما يتعلق بالمنطقة.. أوضح الأمين العام أنه لا يمكن قبول أن تقف دول أو شركات خلف محاولات أحد المرتزقة السيطرة على حكم قطر شقيق!، محذرًا نفاد صبر مصر لما يحدث فى الغرب أو الشرق أو الجنوب!

 وتساءل عن محاولات إنشاء حلف “شرق أوسطى”، فالمنطقة ليس لديها أعداء دائمون، ولن تنافس فى السيطرة على العالم!

 وداخليا طالب عمرو موسى بتطبيق قواعد “الحكم الرشيد” فى الجمهورية الجديدة، حيث الشفافية والمحاسبة والمساءلة، فقد عانينا كثيرًا من سوء إدارة التعليم والصحة والخدمات.. فضلا عن الاقتصاد.

 وأكد أن الفقر أصبح هو العدو الأساسى للمجتمع المصرى، ومن ثم يجب أن تساهم مراكز البحوث والمعاهد المتخصصة فى وضع “إطار فكرى” ثابت للمرحلة المقبلة، وتحت مظلته توضع الخطط التنفيذية المطلوبة.

 شكرًا معهد التخطيط.. شكرًا د. أشرف العربى أمتعتونا!