عاطف عبد الغنى

لا تسأل المصريين عن تغيير وزارى سابق أو قادم، لأنك إذا توجهت إلى الشارع وسألت أى مواطن عن أسماء 5 وزراء فى وزارة د. مصطفى مدبولى التى قدمت استقالتها قبل أيام قليلة (على طول الفترة التى قضتها فى الحكم)، سوف تفاجئك الإجابة فيما يخص الأسماء، أو المناصب، والمعنى أن المصريين لا يهمهم الأسماء، ولكن يهمهم ناتج العمل الكلى للوزارة، وانعكاس هذا على حياتهم أو بعبارة أخرى أحلامهم، فما هى أحلام المصريين؟ بالطبع سوف تختلف الإجابـــة باختلاف الشــريحة الاجتماعية، المعنية بالسؤال، لكننى سوف أتصور أن السؤال موجه للطبقة المتوسطة (بمفهوم متوسطات الدخل العالميــــة)
وما دونها من طبقات، وهنا أتصور أن ما أعنيه من شرائح يمثل 80% من المصريين على الأقل، فما هى أحلام هذه الأغلبية الكبيرة من المصريين؟.. أحلام المصريين البسيطة باختلاف ظروفهم وتجاربهم، فى هذه النسبة التى حددناها لا تخرج عن طلب الحياة الكريمة، أو بمعنى آخر “الستر” الذى يعنى العيش بأمان وكرامة دون قلق من الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب والملبس والسكن، وتطلب هذه الفئات من المصريين أيضا الشعور بالأمان والاستقرار فى حياتهم، بعيدًا عن التهديدات الأمنية والاضطرابات السياسية والاقتصادية.. وفى ترتيب الأولويات تطلب هذه الفئات بشدة الحصول على رعاية صحية جيدة لهم ولذويهم، وبعدها يطلبون التعليم الجيد إدراكا منهم أن التعليم لأبنائهم يُمكنّهم من تحقيق طموحاتهم، فى الترقى الاجتماعى، وزيادة فرصة الحصول لأبنائهم على وظيفة أو عمل مناسبة يؤمّن لهم دخلًا كافيًا، ليس فقط لتلبية احتياجاتهم وتحسين مستوى معيشتهم، ولكن أيضا الزواج وتكوين أسرة مستقرة، أحلام المصريين البسيطة التى تمثل حقهم فى العيش بكرامة، لا تنسيهم أحلامهم الكبيرة لبلدهم، التى يحلمون لها أن تكون دولة قوية ومتقدمة على جميع المستويات، اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، ويحلم الشباب بخاصة أن يكون لهم دور فى المشاركة بفعالية فى بناء بلدهم وتطوره، بلد يمنحهم الفرصة لتحقيق الذات، ولن يكون هذا إلا بكفالة تحقيق العدالة الاجتماعية، الممثلة فى المساواة، وتكافؤ الفرص، والمواطنة الكاملة القائمة على الفهم الصحيح لمبدأ المواطنة، وباقي الحقوق.. هذا ما نريده من الوزارة الجديدة للدكتور مدبولى.