https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مدير التصوير السينمائى سعيد شيمي لـ «أكتوبر»: بكيت للمرة الأولى في التصوير لهذا السبب !!

859

أحد أبرز مصورى السينما المصرية.. أطلق عليه البعض لقب «مصور الشارع» لعشقه التصوير فى المواقع الحقيقية والابتعاد عن الاستديو وهو ما تعلمه من السينما التسجيلية .. هو أول من خرج بالكاميرا من الاستديو إلى الشارع، وصاحب مدرسة الواقعية الجديدة، التى بدأ فى محاكاتها البعض من بعده، وحقق للسينما المصرية طفرة غير مسبوقة.

 وأيضا هو أول مصور مصرى يصور تحت الماء.. وشارك فى العديد من الأفلام التى تعد من علامات السينما المصرية، وصور أكثر من 75 فيلما تسجيليا، و108 أفلام روائية، بعضها ضمن قائمة أهم 100 فيلم مصري.

50 عاما قضاها فى حب الكاميرا والسينما، إنه مدير التصوير الكبير سعيد شيمي، الذى كان لـ «أكتوبر» معه هذا الحوار الذى فتح خلاله صندوق ذكرياته ليروى العديد من أسراره فى السطور التالية.

حوار :سارة رفعت

تصوير/ خالد بسيوني

 هل تأخر فوزك بجائزة الدولة التقديرية.. وشعورك بها مختلف عن غيرها؟

بالتأكيد لها قيمة مختلفة عن أى جائزة خاصة بالتصوير مما فزت بها، فهى تقدير من الدولة وعرفان بمشوارى الفنى وتاريخى السينمائي، ومن قبل نلت جائزة الدولة التشجيعية. وكانت أغرب جائزة فى معرض الكتاب عن كتابى خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى عام 2019، وتم ترشيحى لها من نقابة المهن السينمائية.

 متى اكتشفت شغفك بالتصوير؟

كان شغفى الأول للسينما ولم يكن للتصوير، وكان والدى صديقا لوالد المخرج محمد خان الذى كان صديقى أيضا، وكان يقطن فى ذات المنطقة التى أعيش بها، وكان والدانا يصطحبانا إلى السينما، ونشاهد الأفلام وبعد عودتنا نحللها فى كراسة ونعطيها تقييما، ومن هنا جاء حبى للسينما.

بينما حبى للتصوير كان فى الـ14، وكنت أشترى بعد المدرسة بمصروفى المجلات لما فيها من صور كثيرة ملونة. وخلال المرحلة الإعدادية كانت الحصتان الأخيرتان كل خميس، بالاتفاق مع إدارة المدرسة، مخصصتين لرحلة إلى سينما هونولولو القريبة من المدرسة، وشاهدت أفلاما كثيرة، وأيضا كان يتم الإعلان عن رحلة يوم الجمعة، وأتذكر جيدا أنى شاهدت فيلم  Dick  Moby  فى سينما ريفولي.

وأثناء دراستى للثانوية العامة، كانت مدرستى تصدر مجلة مطبوعة شهريا، وكنت أكتب فيها نقدًا فنيا ولكن ليس بالمعنى المعروف للنقد، فقد كنت أحكى الأفلام.

وفى عام 1959، قرأت فى جريدة الأهرام، أن وزير الثقافة ثروت عكاشة سيفتتح المعهد العالى للسينما فى 24 أكتوبر لنفس العام، وذهبت للالتحاق بالمعهد، لكنهم قالوا لى بعد الثانوية العامة.

وبعد انتهاء دراستى للثانوية، قدمت أوراقى للمعهد، ولكن تم رفضي، ثم دخلت كلية الآداب قسم التاريخ، وخلال سنوات الدراسة، صورت فيلما تسجيليا عن الجامعة، وتعرفت على الناقد الراحل سامى السلامونى الذى كان فى قسم صحافة آنذاك.

ولم يقف حلمى بالتصوير والسينما بعد هذه المحاولة فقط، ولكنى قدمت 3 مرات وفى المرة الثالثة تم قبولى وكنت الأول، وسحبت ملفى من كلية الآداب وتوجهت إلى معهد السينما، قسم تصوير.

 ما السبب الذى شجعك على اختيار التصوير بالتحديد؟

سببان، الأول أنه لا سينما بدون تصوير، والثانى شاهدت فيلم «جسر الخالدين» عام 1960، لمدير التصوير عبد العزيز فهمي، وانبهرت بالصورة، ومن هنا قررت أن أكون مثله، وأتذكر أنى كنت أذهب لسور الأزبكية، لشراء كتب عن السينما والتصوير، باللغتين العربية والإنجليزية، وكنت أقرأ كتب عبد الفتاح رياض، الذى كان فيما بعد مدرسا لى فى المعهد.

 هل تتذكر أول فيلم صورته فى السينما؟

خلال دراستى بمعهد السينما، عرض المخرج الكبير شادى عبد السلام، فيلم «المومياء»، وأعجبت بالفيلم كثيرا، وكنت وصلت لمرحلة ثقافية تؤهلنى أن أفهم فى التصوير بحرفية، وناقشته فى الفيلم، وكان رئيس المركز التجريبى وقتها، ورشحنى لتصوير الفيلم التسجيلى «ألوان»، للمخرج أحمد متولى الذى أصبح مونتيرا كبيرا فيما بعد، وأيضا صورت الافتتاح الأول لفرقة باليه القاهرة، وهذه كانت بدايتى فى السينما التسجيلية.

 وكانت وقتها الأفلام المصرية تقليدية جدا، وظهرت اتجاهات أوروبية فى السبعينيات، واختلفت السينما فى الفترة من 1959 لـ 1970، وكنت أعرف هذه الأعمال من محمد خان الذى كان يعيش فى لندن، وكنت حينها عضوا فى جمعية الفيلم، وأفادتنى كثيرا فى الثقافة السينمائية، وتحليلها.

وبعد تخرجى فى عام 1971، صورت الفيلم التسجيلى «بورسعيد 71» للمخرج أحمد راشد، أثناء النكسة، وكانت بورسعيد مهجرة فى ذلك الوقت، وكان أول أفلامى التسجيلية بعد التخرج، وفوجئت أن الدولة تنظم مهرجان وفزت بجائزة أحسن تصوير فيلم تسجيلى وسلمنى الجائزة وزير الثقافة حينئذ يوسف السباعي، ولم أكن أتخيل أن أول أفلامى تحظى بجائزة، وبدأت شهرتى فى السينما التسجيلية، واختلافى فى التصوير عن المتعارف عليه وقتها، ولكن السينما الروائية أخذتنى من التسجيلية، ولكنى لم أتركها، وكان آخرها فى 2009 فيلم «أيام الراديو» مع المخرج سمير عوف، وقدمت فوق الـ75 فيلما تسجيليا.

 ما سر عشقك للأفلام التسجيلية؟

أعشق الأفلام التسجيلية لأنها جعلتنى أطوف مصر، والأهم أنها تسجل واقعا، ونرى فيها أهل مصر الحقيقيين فى الجنوب والدلتا، فمثلا فى أحد أفلامى «كهربا الريف» صورنا خلاله الكهرباء عندما بدأت تدخل القرى، وأيضا التعليم فى القرية للمخرج داوود عبد السيد.

 ما أقرب فيلم صورته لقلبك؟

أفلام كثيرة، فمثلا فيلم «أبطال من مصر» التسجيلى عن شهيد فى حرب أكتوبر، ولأول مرة أبكى خلال التصوير بسبب حديث سيدة ريفية، لا تملك فى منزلها أكثر من الطبلية، وكان ابنها متفوقا فى الجامعة ودخل ضابطا احتياطيا فى الحرب، واستشهد، استشعرت إيمان هذه الأم أن ابنها يدافع عن بلده ومدى صلابتها وحبها لبلدها، وأعتبره من أهم أفلامى التسجيلية التى صورتها، وأيضا من أهم الأفلام عن حرب أكتوبر، ونال جائزة الدولة سيناريو وتصوير.

أما عن الفيلم الروائي، فأعتز به وأحبه  كثيرا خاصة «العار» لعلى عبد الخالق، و «الحريف» لمحمد خان، و «سواق الأتوبيس»، و «الحب فوق هضبة الهرم»، و «ضد الحكومة» لعاطف الطيب، و «الشيطان يعظ» لأشرف فهمى وغيرها الكثير، فمثلا من 108 أفلام روائية صورتها، أحب على الأقل 30 منهم مع مخرجين مختلفين.

 هل يوجد فيلم صورته ولم يأخذ حقه؟

فيلم «البريء» للمخرج عاطف الطيب، فقد تم حذف بعض مشاهد النهاية، وشعرنا بالحزن جميعا، ولكن بعد عرض الفيلم نال العديد من الجوائز، وأرى أن محبى السينما يشعرون بقيمة هذا الفيلم، الذى لعب فيه الفنان أحمد زكى دور حياته.

 التصوير تحت الماء.. من أين جاءت تلك الفكرة؟

فى أيام الصبا، كان أحد أحلامى التصوير تحت الماء، فشاهدت ذات مرة الممثلة الأمريكية إيستر ويليامز، بطلة السباحة والتى أبهرتنى بأفلامها الاستعراضية تحت الماء، وكنت لا أعلم أنه يوجد حوض ماء فى الاستديو، وبعد فترة ظهر التصوير الحقيقى تحت الماء، وشاهدت فيلم «20 ألف فرسخ تحت الماء» وهو ينتمى لأفلام الخيال العلمي، ومن هنا قررت فهم التصوير تحت الماء.

 كيف راودتك فكرة فيلم «الطريق إلى إيلات»؟

بعد تمكنى من التصوير تحت الماء فى الأعمال السابق ذكرها، تم الموافقة على فيلم عن الضفادع البشرية، وبدأنا فى تنفيذ الفيلم الذى استغرق وقتا طويلا وظهر للنور فى عام 1994، وبه نفذت أحد أحلامى بالتصوير تحت الماء وعمل فيلم عن حرب أكتوبر أعتز به طيلة عمري.

 ماذا عن ذكرياتك مع حرب أكتوبر؟

فى أول يوم للحرب، ذهبت لوزير الثقافة يوسف السباعى وطلبت تصوير الحرب، وكنت حينها موظفا فى المركز القومى للسينما، وبالفعل تركت اسمى فى المكتب حسب رغبته، وفى 12 أكتوبر أرسل لنا وسافرت مع المخرج داوود عبد السيد، لمدة 10 أيام بين الجيش الثاني، وكل ما يتم تصويره، نسلمه فورا للقوات المسلحة والتى كانت مسئولة عن التحميض والطباعة.

 هل الأفلام التى تناولت حرب أكتوبر أعطتها حقها وكافية؟

أتذكر أنى صورت مع المخرج الإيطالى «ماريو» المعارك الحربية فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبي»، كما قدم خيرى بشارة فيلم «صائد الدبابات»، وأيضا سجلت السينما التسجيلية عن الحرب من خلال المخرج شادى عبد السلام فى «جيوش الشمس»، والمخرج سمير عوف فى «مسافر إلى الشمال.. مسافر إلى الجنوب»، وما زال هناك قصص حقيقية لا بد من تسجيلها عن حرب أكتوبر التى ليست فقط العبور ، ولكن لدينا العديد من القصص ، والأفلام التى تناولت الحرب لا تكفى بالتأكيد.

وعندما كرمتنى القوات المسلحة عن «الطريق إلى إيلات»، وسلمنى المشير طنطاوى الدرع والشهادة، ممسكا بيدى قائلا نصا: «دى الأفلام اللى إحنا عاوزينها».

 هل تغير رأيك فى المخرج عاطف الطيب؟

عاطف كان زميلى فى المعهد، وكنت أرى أنه ليس لامعا ولم يكن له صوت، ولكن المشترك بيننا حبنا لساندوتشات الجبنة الرومى بالبسطرمة، وبعد التخرج التحق بالجيش وظل 7 سنوات، وأثناء هذه الفترة أخرج فيلمين تسجيليين، الأول «جريدة الصباح» عما يحدث فى الجبهة وقت حرب الاستنزاف، والآخر «مقايضة».

وبعد 11 عامًا من التخرج، طلب منى عاطف تصوير فيلم «الغيرة القاتلة» لنور الشريف، وقرأت السيناريو ولكن رأيت أن القصة مكررة وضعيفة، ورفضت، لكنه قال لى جملة لا أنساها حتى الآن: «بقالى 11 سنة متخرج.. عايز أقول إنى مخرج».

ومن هنا اكتشفت أن عاطف الطيب مخرج عبقرى، وانضم إلى «شلة أصدقائى وعرفته بمحمد خان وبشير الديك ونادية شكري».

وبعد ذلك الفيلم، سافرت إلى كندا، لتصوير فيلم «المجهول» مع المخرج أشرف فهمي، وبعد عودتى ، كان محمد خان انتهى من كتابة فيلم «سواق الأتوبيس»، لكنه رأى أن عاطف الطيب يستطيع أن يقدمه بشكل أفضل منه، وهو من أفضل أفلام السينما المصرية إنتاج 1982، ونقل السينما المصرية إلى الواقعية الجديدة التى تصور فى الأماكن الحقيقية، وليس فقط فى البلاتوه، ومن ثم اتبعه زملاء المجال.

 ما أهم عمل قدمته مع عاطف الطيب؟

قدمت معه 8 أفلام، هي» التخشيبة، ضد الحكومة، سواق الأتوبيس، الحب فوق هضبة الهرم، ملف فى الآداب، كتيبة الإعدام، والبرىء»، وجميعها جيدة عدا الغيرة القاتلة أول أفلامه، ويوجد فيلمان اعتذرت عنهما هما «الزمار» و»البدروم» نظرا لارتباطى بأعمال أخرى.

 كيف اختلفت رؤيتك للفنان أحمد زكى بعد العمل معه؟

التقيت أحمد زكى للمرة الأولى فى مقهى شهير بميدان التحرير، حيث عادة أجلس بصحبة صديقى الناقد سامى السلاموني، ولكن هذه المرة وجدت السلامونى وزكى يأكلان ساندوتشات الفول، ولم يلفت نظرى على الإطلاق، بينما فى المرة الثانية، وجدت أن عينيه قويتان، ثم قدم مسرحية «مدرسة المشاغبين»، وأسند إليه المخرج محمد خان بطولة فيلم «طائر على الطريق» ولكن المنتج قال: «أحمد زكي.. هيبيع ازاي»، إلا أن خان تمسك بزكي، وبالفعل تم اختيار فريد شوقى ليقدم دور الزوج، ليستطيع المنتج أن يحقق أرباحا.

واكتشفت موهبة أحمد زكى، وكيف يتعمق فى الشخصية ويعيشها وينفصم عن الواقع الحقيقي، وخلال تصوير فيلم «ناصر 56» ، «حضر وزير الإعلام لزيارة موقع التصوير، فهرول إليه لبيس زكى ليخبره بزيارة الوزير، وكان رد فعله: «وزير مين.. أنا جمال عبد الناصر، الوزير هو من يأتى إلي». وعلى الرغم من أن زكى لا يشبه عبد الناصر، إلا أنه قدم روحه وهذه موهبة من الله.

 ما الذى لا يعرفه الجمهور عن أحمد زكي؟

أحمد زكى أجدع واحد يقول حاضر على أى أوامر خلال التصوير، ولكنه لا ينفذها ، فمثلا خلال تصوير «طائر على الطريق» كاد أن يُنهى حياتى أكثر من مرة، أثناء تصوير مشاهد المطاردة بالسيارة، حيث أجلس خارج السيارة والكاميرا فى يدى لتصويره ولكنه يفرمل فجأة وبسرعة، رغم التنبيه عليه أن يتوقف بهدوء، وانتهت مسيرتى معه بفيلم «حسن اللول» عام 1997 للمخرج نادر جلال.

 نور الشريف قال «مين سعيد شيمي؟».. حدثنا عن كواليس تلك الواقعة؟

نور الشريف فنان هائل، وكان محمد خان يريد تصوير فيلم «ضربة شمس»، وفكرنا أن نعرض الفيلم عليه وقال اتركوا لى السيناريو، وفى أواخر السبعينيات كان من الصعب وجود تليفون فى المنزل، وذهبنا إلى منزل جدى وجلسنا بجوار التليفون فى انتظار مكالمة نور الشريف، وبالفعل طلب مقابلتنا، وعجبه السيناريو وقال إنه فيلم صعب وتساءل مين سينتجه؟، وقلنا له «إحنا اللى هننتجه»، إلا أنه عرض أن ينتجه، وكان أول أعمال محمد خان إخراجيا، وبعد عرض الفيلم ونجاحه روى لى خان أن الشريف سأله عن سبب تمسكه بي، وعرض عليه أن يأتى بأكبر مصور وقتها، ولكن خان رفض قائلا «شيمى هو اللى هيصور الفيلم، وهو الوحيد الذى يستطيع أن يصوره لأنه عمل كثيرا فى التسجيلي».

وفزت بـ3 جوائز عن هذا الفيلم، وكان سابع فيلم روائى لي، وأول فيلم لخان، ومن هنا أصبح نور الشريف صديقى وقدمت معه أفلام عدة.

 ما العمل الذى يعد علامة فارقة فى مشوارك؟

الفيلم التسجيلى «حياة جامعية»، وصورته خلال دراستى بكلية الآداب ، وكنت هاويا فقط، ولم أدرس التصوير بحرفية وقتها، وكان أول حديث فى حياتى مع الطالب فى قسم صحافة سامى السلامونى الذى أصبح صديقى فيما بعد.

 هل هناك لقطات رفضت تصويرها؟

لم أقل لمخرج يوما ما طيلة مشواري، «مقدرش» على أى لقطة، عدا لقطة واحدة، وهى لقطة نزول أحمد زكى فى الترعة فى فيلم «البرىء» حيث رفضت قائلا: «ده مصرف مش ترعة».

فى فيلم «سواق الأتوبيس» جاءنى المخرج عاطف الطيب بعد انتهاء تصوير أحد المشاهد فى رأس البر، طالبا تصوير مشهد تحت الماء، وبالفعل خلعت ملابسى ونزلت فى البحر وأخذت اللقطة على الرغم أننا كنا فى الشتاء.

 ما اللقطات التى كان يستحيل تصويرها ولكنك نفذتها؟

لا على العكس، هناك لقطة لم تكن موجودة فى السيناريو ورغم خطورتها إلا أنى نفذتها، وذلك أثناء تصوير فيلم «نص أرنب» وكنا نصور فى مبنى مهجور خرسانى مكون من 42 طابقا، وخان رأى الونش، وقال لي: «سعيد عايزين نركب الونش ونصورهم وهما بيتكلموا كمالة المشهد، ثم تبتعد بالكاميرا وتصور القاهرة»، واللقطة أعجبتني، وبالفعل نفذتها وأثناء دورانى بالكاميرا لتصوير القاهرة، نظرا للهواء الشديد، بدأت السلة التى نقف بداخلها تتحرك، وتعرضت للخطر، إلا أن اللقطة كانت حلوة ومهمة.

 هل التطور التكنولوجى يصنع مصورا أم العكس؟

التكنولوجيا لا تصنع فنًا، لأن الذى يصنع الفن هو الإنسان، فالمصور ليس آلة.

 هل لا بد أن يكون لدى المخرج والمصور نفس الرؤية الفنية للعمل؟

بالتأكيد، لا بد أن يكونا على وفاق ووجهة نظر واحدة، لأن المصور هو الذى يترجم رؤية المخرج.

 من أبرز الفنانين الذين يمتلكون ملكة التعبير بالوجه؟

أبرزهم نجيب الريحانى وزكى رستم وفريد شوقى ورشدى أباظة وحسين رياض وفاتن حمامة وسعاد حسنى ونجلاء فتحي.

 على عبد الخالق من أكثر المخرجين الذين تعاونت معهم.. ما السر؟

لم نكن أصدقاء ، وتعرفت عليه من الفيلم التسجيلى «السويس مدينتي» وكان أول أفلامه، ومن ثم قدم فيلم «أغنية على الممر» والتى كان الكل يردد كلمات الأغنية، والتقيت به على المقهى مع صديقى السلاموني، وقدمت معه 19 فيلما، وهو أكثر مخرج عملت معه فى مشوارى الفني.

 قدمت 6 أفلام فقط مع محمد خان، رغم الصداقة القوية،  فما السبب؟

عرض على المخرج رأفت الميهى تصوير فيلم «عيون لا تنام» وبالفعل اتفقت معه، وفى اليوم التالي، محمد خان حدثنى عن فيلم «الثأر» لمحمود يس، ومشاهد الفيلم جميعها فى الشارع، واعتذرت للأول، ومن هنا ترددت بعض الأحاديث أن سعيد شيمى سيترك أى عمل من أجل خان، وشاركت خان أكثر من فيلم بعده.

 فكرة كتاب خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي.. هل كنت تحتفظ بها لمعرض الكتاب؟

لم تكن خطابات محمد خان عادية، والعلاقة بيننا خاصة جدا ونحب السينما سويا، وعندما سافر خان إلى لندن عام 1959، استمرت الخطابات بيننا وهى عبارة عن رؤيته للأفلام التى يراها ولم تكن تعرض لدينا حينئذ، وأيضا أبادله هذه الخطابات عن الأفلام المصرية ورؤيتها فيها، وظلت هذه الخطابات لمدة 19 عاما، وما زلت أحتفظ بها ، وفى يوم سألنى عنها، وبالفعل أرسلها لصديقنا الناقد محمود عبد الشكور، قبل فيلمه الأخير «قبل زحمة الصيف»، ولكنه توفى رحمة الله عليه. واستشعرت أن خان كان يريد نشرها، وبالفعل نشرتها تكريما له، وشعرت بالراحة تحقيقا لأمنية كان يريدها.