صالون الرأي
الحمارة والجبان
By amrأغسطس 25, 2024, 15:37 م
329
عاطف عبد الغنى
الحمار هو رمز الحزب الديموقراطى الأمريكى، وإذا ما أسقطنا الرمز على كوادر الحزب فقلنا: إن كامالا هاريس، مرشحة الحزب لمنصب الرئاسة “حمارة”، فلا هى سبة ولا شتيمة، ولا غضاضة، واليوم الأربعاء 21 أغسطس 2024 (تاريخ كتابة هذا الكلام) يتزامن مع اليوم الثانى من أيام انعقاد المؤتمر الثلاثة للحزب الديموقراطي، الذى سوف يتم فى نهايته الإعلان الرسمى لترشيح هاريس منافسة لمرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات على مقعد رئيس سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
هاريس ليست المرأة الأولى، التى يدفع بها الديموقراطيون لتنافس على منصب الرئيس، فقد سبقتها هيلارى كلينتون فى انتخابات 2016، وكانت أيضا منافسا لترامب، وانتزع الرئيس السابق المنصب، وحكم أمريكا لفترة رئاسة أولى بعقلية المقامر وأسلوب البلطجى، وأبدع فى التطبيق ليس فقط مع الخصوم ولكن مع الأصدقاء أيضا، فسعى لتحييد أعداء أمريكا الأقوياء التقليديين مثل الاتحاد الروسى، وعمل على ابتزاز الخصوم فى الشرق الأوسط، ماديا ومعنويا، وفى الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني منح إسرائيل “وعد ترامب” بتفعيل قرار “تشريع سفارة القدس 1995″، الذى يقضى بنقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة، إيذانا بإعطاء الضوء الأخضر للصهاينة بالمضى فى استراتيجيتهم بتهويد كامل للمدينة، تمهيدًا لإعلانها عاصمة للدولة اليهودية أو مملكة الرب “يهوه” رب الجنود الباطش الجبار الذى يحصد بسيفه أرواح أطفال غزة ونساءها قبل رجالها.
اليوم كانت حشود المتظاهرين فى شوارع شيكاغو المحيطة بمقر انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطى، تندد بسياسات الرئيس بايدن تجاه غزة، مطالبة بمنع المساعدات العسكرية لإسرائيل، واقتحم المتظاهرون أحد الأسوار الأمنية حول المقر، وتصدى الأمن لهم وألقى القبض على عدد كبير منهم قبل فض التظاهرة، التى لن ينهى فضها احتجاجات الشارع الأمريكى ضد سياسات الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل، التى لن تتغير عما هو حادث الآن، سواء وصل ترامب أو هاريس، التى أبدت شيئا من التعاطف تجاه الغزاويين، الذين يذبحون ليل نهار على مقصلة إسرائيل، وكانت هاريس قد أبدت تعاطفها مع “الناس فى غزة الذين يتضورون جوعا فى ظروف غير إنسانية” حسب قولها، وعدها بإن “إنسانيتنا تجبرنا على التحرك”، كان هذا فى شهر مارس الماضى، وقبل 6 أشهر، وقبل حتى التفكير بإمكانية ترشحها بديلا لبايدن، أما بعد الترشح، فقد أضافت لتعاطفها مع “الناس فى غزة”، وعدا بضمان أمن إسرائيل، الدعم يعنى تزويدها بالسلاح، المال، الرجال، المعلومات، العمل الدبلوماسى، السياسى، كل ما يخطر وما لا يخطر على البال، وحال نجاح هاريس التى تصف خصمها ترامب بـ “الجبان” لأنه شخص يركز على تقويض وهزيمة الآخرين فلن تتغير كثيرا سياسات أمريكا تجاه إسرائيل أو الفلسطينيين أو العرب، أما إذا وصل ترامب للبيت الأبيض فسوف ينهج نهج الجبناء تجاه خصوم إسرائيل.