https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قمة بغداد.. موقف عربى موحد تجاه القضايا العربية المعقدة

430

تتبنى الخطة المصرية لإعمار غزة

سوسن أبو حسين

تنطلق اليوم السبت بالعاصمة العراقية بغداد القمة العربية الرابعة والثلاثون، تحت شعار «حوار وتضامن وتنمية»، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، فى حدث مزدوج يُجسد أهمية الدمج بين البُعدين السياسى والاقتصادى فى التعامل مع تحديات المنطقة الراهنة.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط أن القمة المرتقبة تأتى فى لحظة تاريخية دقيقة تتطلب مواقف عربية موحدة لمواجهة التحديات المتصاعدة فى الإقليم والعالم.

أعرب أبو الغيط عن شكره لمملكة البحرين على نجاح قمة العام الماضي، ولجمهورية العراق على كرم الضيافة وحسن التنظيم، مشدداً على أهمية الخروج برسالة موحدة من القمة المقبلة تدعو إلى الوقف الفورى لحرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيرى للقمة إن ضحايا فلسطين هم ضحايانا، وآلامهم هى آلامنا، محذراً من أن مخطط اليمين المتطرف فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى لا يهدف إلا لاستمرار التوتر والعنف، ليس فقط فى فلسطين، بل أيضاً فى سوريا ولبنان، من أجل إبقاء المتطرفين فى السلطة.

وفيما يتعلق بالقضايا الأخرى، أشار أبو الغيط إلى أن الأزمات فى السودان واليمن والصومال وليبيا تُهدد الأمن القومى العربى وتتطلب معالجة جماعية بمفهوم شامل، داعياً إلى رؤية عربية موحدة تعزز الاستقرار وتحمى مصالح الشعوب العربية. وختم كلمته بالتمنيات بنجاح القمة، مؤكداً أن المواطن العربى يترقب منها الكثير.

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، قد صرح بأن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين التحضيرى للقمة العربية ناقش العديد من مشروعات القرارات المهمة فى مقدمتها المتعلقة بقضية العرب المركزية «فلسطين» والصراع العربى الإسرائيلى وكذلك الموضوعات المتعلقة بليبيا والسودان وسوريا واليمن والتضامن مع لبنان.

وعن احتمال صدور قرار بشأن دعم قطاع غزة فى ضوء وجود الخطة المصرية لإعمار غزة قال إنه صدر قرار بشأن تبنى الخطة العربية لإعمار غزة عن القمة العربية غير العادية التى عقدت مؤخرا فى القاهرة ، وتم تأجيل التنفيذ بسبب الانتهاك الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار.

 وحول تأثير القمة الأمريكية الخليجية على قمة بغداد، قال إن القمة الخليجية الأمريكية على أهميتها حدث منفصل عن القمة العربية ونأمل أن تخدم المصالح العربية، والقمة العربية أيضا هى حدث له أهميته وقيمته.

وقال الرئيس العراقي، الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، إن احتضان بغداد لـمؤتمر القمة يأتى انطلاقا من دورها المحورى وسعيها الدائم لترسيخ العمل المشترك لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبنا، ويلبى تطلعاتها فى التنمية والازدهار والسلام، مؤكدا أن مؤتمر القمة سيناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم فى تحقيق السلام والاستقرار.

وجدد دعم العراق للشعب الفلسطينى وحقه المشروع فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وفى الشأن السورى أكد أهمية احترام إرادة الشعب السورى بجميع مكوناته، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل وبما يخدم المصالح المشتركة.

وأشار الرئيس العراقى إلى ضرورة إنهاء النزاع فى السودان واليمن، مؤكدا أن العراق يدعم استقرار البلدين والسلام فى المنطقة. وسلط الضوء على الاستقرار الأمنى والاقتصادى والسياسى الذى ينعم به العراق حالياً، وتطور علاقاته بمحيطيه الدولى والإقليمي.

وجدد وزير خارجية العراق فؤاد حسين، موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، مشددا على أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية العربية.

وأضاف حسين خلال اجتماع أعمال وزراء الخارجية العرب التحضيرى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى دورته العادية الـ 34 إن المنطقة تمر بمرحلة حساسة جدا تتطلب بذل مزيد من الجهود المشتركة، مؤكدا دعم العراق للخطة المقدمة من مصر بشأن إعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة. ودعا وزير خارجية العراق إلى خروج القوات الأجنبية من جميع الأراضى الليبية.

من جهته، قال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطى خلال مؤتمر صحفى مع نظيره العراقى والأردنى فى إطار الاجتماعات التحضيرية لآلية العمل المشتركة إن انعقاد القمة فى العراق خير دليل على استقرار العراق وازدهاره.

وثمن وزير الخارجية كل ما يقوم به العراق لاحتضان القمة العربية، لافتا إلى أن انعقادها فى بغداد يأتى فى توقيت دقيق يواجه الأمة العربية.

وتابع عبد العاطى: نواجه تحديات وجودية تمس الأمن القومى العربي، لذا ناقشنا القضايا المشتركة والجهود المبذولة للعودة إلى وقف إطلاق النار فى غزة  بعد أن اقتربنا من 70 يوما دون دخول المساعدات إلى قطاع غزة .

وتعقد القمة فى توقيت بالغ الحساسية فى ظل تصاعد الأزمات العربية إلى جانب التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة التى تُلقى بظلالها على الأمن القومى العربي.

وتتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا والانتهاكات المستمرة فى الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتركز القمة  على مستجدات الصراع العربى الإسرائيلي، مع التشديد على التمسك بالمبادرة العربية للسلام باعتبارها الإطار الأشمل لحل النزاع، والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع حماية الوضع القانونى والتاريخى فى القدس الشريف، وضمان حرية العبادة فى مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

 كما تبحث القمة كذلك ملفات الأمن القومى العربى فى ضوء التصعيد الإسرائيلى فى سوريا ولبنان، والانتهاكات المتكررة للسيادة، والتهديدات فى البحر الأحمر، وتأثيرها على سلامة الملاحة الدولية ، كما تُناقش سبل تعزيز صيانة الأمن القومى العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وبناء القدرات العربية فى مجال الأمن السيبراني، والتصدى للهجمات الرقمية العابرة للحدود.

وتناقش القمة الأوضاع فى السودان، فى ظل استمرار المواجهات العسكرية وتفاقم الكارثة الإنسانية، إلى جانب الملف الليبى الذى يشهد جهودًا نحو الاستقرار والتحضير للانتخابات، وكذلك اليمن الذى  يمر بمرحلة دقيقة تتطلب معالجة سياسية شاملة، وسوريا التى  تواجه تحديات مركبة على المستويين الإنسانى والتنموى.

وفى موازاة القمة السياسية، تنعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة،  ومن المقرر أن تُختتم أعمال القمة بإصدار وثيقة «إعلان بغداد».