الحالة التي تشهدها المنطقة العربية لم تأت صدفة ولا الأزمات والقوى المساهمة فيها جاءت عبثا، لكنه سيناريو تم التخطيط له بإحكام ودقة متناهية عقب الحرب العالمية الثانية.
حيث بدأت مراكز البحوث العسكرية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تستعد لما بعد الحرب الباردة، في ظل تنامي دور الإعلام، وظهور تأثيره في المعركة، فكانت معركة تزييف الوعي وتغييب العقول. كما ظهر ما عرف بالحروب غير النظامية، واعتبر ذلك تهديدًا يجب دراسته والبحث عن سبيل لمواجهته. هنا ظهر مصطلح «الحروب غير المتكافئة» أو «اللامتماثلة»، وكانت بداية نشر وظهور المصطلح للعامة في مقال نشره «أندرو ج. آر. ماك» عام 1975 بعنوان «لماذا تخسر الأمم الكبيرة الحروب الصغيرة؟».
ولم تكن تلك هى بداية الظهور للحروب اللامتماثلة، فقد سبقت تلك الحروب هذا التوقيت بكثير.
وقبل البدء فى كيفية إدارة تلك المعارك والحروب لا بد من تعريف «الحروب اللامتماثلة»، أو «غير المتكافئة» كما يعرفها البعض.
وتعنى الحرب بين متحاربين تختلف قوتهم العسكرية النسبية اختلافًا كبيرًا، أو التى تختلف استراتيجياتها أو تكتيكاتها اختلافًا كبيرًا. عادة ما تكون هذه حربًا بين جيش نظامى قائم وحركات إرهابية، أو تنظيمات مسلحة غير قانونية.

العمليات السرية