رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

عُرس الثقافة فى لبنان

1940

منذ أيام عقدت اجتماعات مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب فى بيروت وهو اجتماع دورى يعقد حسب النظام الأساسى لمتابعة ما تم فى الفترة السابقة ووضع حلول وتصور للمشاكل أو الفترة المقبلة وخاصة أنها الفترة المزدحمة بالمعارض بعد عيد الأضحى المبارك أو ما يطلق عليه موسم المعارض فى الوطن العربى.

وقد كان لهذا الاجتماع أهمية كبيرة لما كانت تحتويه أجندة العمل المخطط مناقشتها.. ولابد من ذكر ما قام به زملاؤنا فى نقابة الناشرين اللبنانيين، بدأ الإعداد للمؤتمر ثم الاستقبال من المطار إلى الفندق المختار بعناية وسط بيروت فى منطقة الروشة فى أجمل المناطق المطلة على البحر المتوسط وبأحد فنادق روتانا.

المنظر بديع لا تشبع من النظر إليه والمتعة فى رؤية امتداد البحر والصخرة الشهيرة هناك وأطياف عديدة من البشر الذين جاءوا لرؤية لبنان وسحر لبنان بسهولها وجبالها.. ولبنان عشاقها كُثر.

الجدول كبير والهموم كثيرة وكان على رأس الموضوعات مراجعة تعديلات النظام الداخلى والقانون الأساسى للاتحاد والذى ينظم المهنة والعلاقة بين الناشرين والاتحادات الإقليمية على مستوى الوطن العربى والعديد من الأمور المهنية.. ولكن كان هناك محطتان بارزتان فى هذه الرحلة وذلك اليوم التالى لوصولنا أولها مقابلة وزير الثقافة اللبنانى د. محمد داوود طبيب شاب استقبلنا فى قاعة الاجتماعات وفد أعضاء مجلس الإدارة والرئيس والنائب والأمين العام والأمناء المساعدين وباقى أعضاء المجلس ورحب بنا جميعًا فى لبنان وتطرق الحديث عن مشاكل المهنة الكثيرة فى ظروف غير مواتية لمهنة النشر وأهمها الظروف التى تمر بها بعض البلدان العربية من اضطرابات سياسية وحروب لها أكبر الأثر على هذه المهنة.

إضافة إلى مشاكل القرصنة والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية التى تعد من أهم ما يهدد هذه الصناعة لضعف القوانين وأيضًا ضعف ثقافة الناشر والقارئ معًا مما يؤدى إلى ازدهار حركة التزوير، فالكتاب يباع بثلث سعر الكتاب الأصلى ويلقى رواجًا عند الباعة وتجار التجزئة والقارئ ولا نستطيع كأفراد عاديين أن نفرق بين المزور والأصلى.. ويتم التزوير لأهم وأكثر الكتب رواجًا والمسألة ليست محلية ولكن ممتدة إلى نطاق الوطن العربى بأكمله.. تجارة مربحة تحقق أرقامًا خيالية يعمل فيها موزعون كبار لها سلاسل عنقودية من الصعوبة بمكان الوصول للمزور الأصلى.

المهم استوعبنا معالى الوزير الشاب وتحدثنا معه عن معرض بيروت وطلبنا منه الدعم والسماح بدخول طلبة المدارس والجامعات وأيضًا الهيئات لتزدهر حركة البيع حيث يمثل للناشرين أهمية كبيرة ووعدنا بذلك وكان الاتحاد حسب النظام الأساسى له مكتب الأمانة العامة ببيروت والرئاسة بالقاهرة وطلب من معالى الوزير المعاونة فى إيجاد مقر فى الوزارة يخصص للأمانة العامة للاتحاد دعمًا لرسالتنا ووافق الوزير ووعد بالتنفيذ لإيمانه بأهمية الاتحاد والثقافة عمومًا.

مع الرئيس الشاب سعد الحريرى

حيث كان موعدنا فى نفس اليوم مع دولة رئيس الوزراء سعد الحريرى بقصره وسط بيروت وكان لقاء على غير العادة وفاق كل التوقعات حيث كان مرتبًا لنا وقتًا محددًا طبقًا لمسئوليات دولة رئيس الوزراء..واستقبلنا بترحاب شديد فردًا فردًا ليعرف ممثل كل دولة ويستمع لنا بعدها.

قرأت وسمعت عن سعد الحريرى ابن الراحل الشهيد رفيق الحريرى شهيد لبنان العزة والكرامة.. تحدث معنا دولة رئيس الوزراء بعدما استمع لكلمة من محمد رشاد الرئيس وبشار شبارو الأمين العام ومنى كأمين عام مساعد وممثل لمؤسسة صحفية وأعرق دور النشر فى المنطقة العربية مستوعبًا كل ما قيل وبروح غاية فى اللطف والرقة كانت كلمته بعلم ويخبرنا بالعديد من المشاكل التى تدور فى المنطقة وأثرها على النشر والكتاب وأن النشر والثقافة تساهم فى بناء الإنسان وكانت المفاجأة اعتماد دولة رئيس الوزراء فكرة المقر ووعد بتنفيذها فورًا، كذلك إطلاق مبادرة للحث على القراءة وانتشارها بين الأجيال اللبنانية بدءًا من مرحلة الطفولة تحت اسم الرئيس الراحل رفيق الحريرى وأن يكون لهذه المبادرة دور فى رفع الثقافة للمواطن اللبنانى.

كل الشكر لنقابة الناشرين اللبنانيين وعلى رأسها السيدة سميرة عاصى والأستاذ بشار شبارو الأمين العام وكذلك الدبلوماسى بيير صايغ عضو المجلس والدينامو خالد قبيعه وكل أعضاء المجلس بالاسم وأيضًا لكل زملائنا من البلدان العربية كلها من المحيط إلى الخليج وخطوات فى طريق المستقبل.