رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مرتضى يحكم الكرة المصرية

1287

دائما ما ينجح رئيس الزمالك مرتضى منصور في فرض آرائه ورغباته على مسئولي كرة القدم المصرية، منذ توليه رئاسة النادي، ولعل واقعة تأجيل اتحاد الكرة لمباراة القمة 119 بين الأهلي والزمالك بسبب «دواع أمنية» كما تم إعلانه، خير دليل على ذلك.

وأعلن اتحاد كرة القدم المصري تأجيل مباراة القمة، والتي كان مقرر لها السبت، في برج العرب بالإسكندرية، ضمن الجولة الـ4 في الدوري الممتاز، على ضوء تلقيه تعليمات أمنية في ظل حساسية الوضع بين القطبين حاليا.

 كتب :مصطفى يحيى

قرار التأجيل أشعل حرب شرسة بين أطراف الأزمة، إذ أصدر النادى الأهلى بيان شديد اللهجة يرفض فيه خوض أى مباراة فى الدورى قبل إقامة لقاء القمة، ورغم تأكيده على احترام الأمن ودوره فى الكرة المصرية، إلا أنه يرفض استثمار البعض لسبب «الدواعى الأمنية» لتنفيذ رغباته، وعلق اتحاد الكرة على البيان بأنه سيتم عرضه على الأمن لأخذ رأيه النهائى، متسائلًا: لماذا لم يحصل الأهلى على موافقة الأمن كونه صاحب الأرض، وهنا لم يصمت مرتضى كعادته ورد بتصريحات هاجم فيها الأهلى بأن الأخير لا يقدر أزمات مصر ويصدر المشاكل للأمن.

كانت القصة قد بدأت عندما أطلق رئيس الزمالك تصريحات سابقة بعد إعلان الاتحاد الأفريقى لكرة القدم إعادة مباراة الفريق الأبيض أمام جينيراسيون فوت السنغالى يوم 24 من الشهر الجارى فى إياب دور الـ 32 من دورى أبطال أفريقيا، هدد فيها بعدم لعب مباراة القمة أمام الأهلي، قائلا: «لو السماء انطبقت على الأرض لن أواجه الأهلى قبل جينيراسيون، ولو حكمت سأنسحب من الدورى»، وفى المقابل كان هناك إصرار من مسئولى الأهلى على خوض اللقاء فى موعده، كما أن اتحاد الكرة أعلن رفضه التأجيل لأنه سيؤثر على انتظام المسابقة مقترحا إقامة اللقاء على استاد برج العرب دون جمهور بعد رفض إقامته على استاد القاهرة، وقال عمرو الجناينى وقتها «الدورى منتظم بلا تأجيلات، وهذا ما وعدت به وسيستمر بهذا الشكل، وأعلنا الجدول منذ البداية وملتزمون به، بعدها خرجت تسريبات تؤكد أن مسئولا كبيرًا فى اتحاد الكرة يجهز لخطة محكمة لتنفيذ رغبة مرتضى منصور قائمة على حجة «الدواعى الأمنية»، أعقبها إعلان الأخير تراجعه عن تهديداته واستعداد فريقه لخوض اللقاء، حتى خرجت تسريبات جديدة تفيد بقرب إعلان اتحاد الكرة التأجيل بسبب وصول إفادة شفهية بضرورة التأجيل بسبب دواعٍ أمنية، حتى كان الإعلان رسميا عن ذلك.

هذه الواقعة وبترتيب تلك الأحداث تسببت فى إطلاق نيران الهجوم على اتحاد الكرة القدم برئاسة عمرو الجناينى، بعد إعلان التأجيل رسميا، واتهامه فى مساندة رئيس الزمالك لتنفيذ رغبته بتأجيل اللقاء، وأن ذلك أثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرة الأخير الفائقة على فرض رغباته وتوجهاته وأنه يتحكم فى تسيير كرة القدم بمصر، وأن رئيس اللجنة الخماسية سقط بعد أول اختبار حقيقى له رغم تعهداته فى بداية توليه المسئولية بأنه سيدع انتمائه للزمالك جانبا وسيطبق اللوائح والقانون على جميع الأندية بما فيها القطبين، وإقامة الدورى بشكل منتظم وبمواعيد محددة وعدم وجود مؤجلات كما كان يحدث مؤخرًا، وأن أى فريق سيهدد بالانسحاب سيكون مصيره الهبوط للدرجة الثانية.

كما تصدر هاشتاج #الغو_الدورى موقع «تويتر»، إذ أعرب مدشنوه عن غضبهم من القرار الذى يأتى وفق رغبة رئيس الزمالك فى المقام الأول، مؤكدين أنه تمثيلية هزلية بتواطؤ من اتحاد الكرة مع الأخير الذى أكد أن إقامة المباراة فى موعدها سيكون على جثته.

أصحاب هذا الاتجاه أيضا يعتمدون فى رأيهم على أن رئيس الاتحاد من سلطاته أن يصر على إقامة المباريات فى موعدها، خاصة أنه كان هناك حل متاح بخوض اللقاء على ملعب برج العرب ودون جماهير، كما أن الاتحاد تلقى اقتراحا من مسئولى نادى الجونة بإقامة القمة على ملعب الفريق الساحلي، ما يدفع بالدواعى الأمنية جانبا، كما يرون على الجانب الآخر أن رئيس الزمالك كان يصرّ على تأجيل اللقاء ليس بسبب ضيق الوقت بين مباراة فريقه مع الأهلى ثم جينيراسيون، ولكن قلقه من تذبذب نتائج ومستوى الأبيض مؤخرا بجانب كثرة الغيابات بسبب الإصابات أبرزها شيكابالا بشد فى العضلة الخلفية خلال مباراة مصر المقاصة ليغيب عن تدريبات فريقه الجماعية مكتفيا بالتدريبات العلاجية فقط.

تلك الواقعة لم تكن الأولى لرئيس الزمالك فى فرض رأيه بالتلويح بالانسحاب من الدورى للضغط على اتحاد الكرة حال عدم الاستجابة لمطلب ناديه، الذى طالما كانت له سوابق عدة فى هذا الاتجاه، آخرها وأشهرها كانت الموسم الماضى عندما تحدى اتحاد الكرة وجميع الأندية ورفض خوض فريقه باقى مبارياته فى الدورى إلا بعد انتهاء كأس أمم أفريقيا وإلا سينسحب من الدوري، رغم اعتراض الأهلى وإعلانه اللجوء للمحكمة الرياضية، ولكن مرتضى منصور نجح فى تحقيق ما أراد.

فى المقابل، تلقى مجلس إدارة الأهلي، برئاسة محمود الخطيب، القرار بحالة من الغضب، إذ أكد مصدر بالنادي، أن القرار سيؤثر على مسابقة الدوري، وسيترتب عليها طلب أكثر من نادى تأجيل مبارياته هو الآخر بسبب مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الأندية.

وانتقد المصدر حديث اتحاد الكرة، عن تأجيل المباراة لدواع أمنية، خاصة وأن المباراة كانت ستقام فى استاد برج العرب بالإسكندرية دون حضور جماهيري، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية قادرة على تأمين اللقاء مع قدراتها الكبيرة فى الوصول به لبر الأمان كما حدث فى مباراة السوبر المصري، التى شهدت حضور 10 آلاف متفرج وقبلها فى أمم أفريقيا 2019 بحضور 100 ألف متفرج.

وشدد على أن قرار التأجيل جاء مجاملة للزمالك بسبب عدم الجاهزية الفنية للاعبى فريقه، فى ظل اكتمال صفوف الأهلى وجاهزية لاعبيه وانتصاراته الأخيرة ما يعد دافعا قويا لإبرام صفقة شديدة الوضوح مع اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة بشأن تأجيل اللقاء.

وهذا ما تم فعليا بعد أن طلبت أندية الجونة وسموحة تأجيل مبارياتها مع الأهلى وبيراميدز على الترتيب، وطلب الفريق الساحلى مواجهة إف سى مصر يوم 19.