رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ممالك النار.. ومصر !

1458

بقدر إعجابى الكبير بالمسلسل التاريخى الضخم ممالك النار، بقدر حزنى لكونه لم يتم تصويره فى مصر على الرغم من أن معظم أحداث تلك الحقبة تدور فيها، بل كانت هى المسرح الرئيسى للأحداث، وبالتالى كانت هى الأولى باحتضان تصوير وتنفيذ هذا العمل المهم، خاصة لأن ما تملكه من مقومات تاريخية وفنية تؤهلها ليس لمثل هذا العمل فقط ولكن لما هو أكبر منه. وهى تمتلك أيضًا الأماكن الحقيقية للأحداث. لو لم يكن إنتاج هذا المسلسل الكبير إماراتيا، ومن المعروف أن مصر والإمارات تربطهما علاقات قوية – ربما ما كنا نطرح مثل هذا التساؤل ولقلنا أن هناك أمرًا.

لكن هذا يجعلنا نطرح تساؤلات أخرى على جانب المسئولين فى مصر سواء فى السياحة أو الأمن أو الفن وندعوهم جميعا للتحرك السريع والعمل من أجل استعادة المكانة الفنية لمصر، والتى تأثرت هى الأخرى خلال السنوات الماضية وتدهورت بسب الإرهاب حينا والإهمال حينا آخر، حتى أن أشقائنا فى الإمارات فضلوا التصوير فى بلد ثالث شقيق هو تونس لا تمت له الأحداث بأية صلة.

لكن كما يعلم القارئ العزيز، هناك دول تدرك أهمية  هذا الأمر وتجتهد وتسعى وتهتم اهتماما كبيرًا، وتضع كل التسهيلات حتى تجذب القائمين على مثل تلك الأعمال لتكون بلدهم جزءا من مشاهد العمل الفنى، وجزءا من الأحداث ولو فى مشهدٍ واحدٍ، ونرى أن دولة شقيقة مثل المغرب استطاعت باجتهادها أن تجذب إليها أكبر الأعمال السينمائية، لتستخدم شواطئها وجبالها ومناظرها الخلابة، وتكون مقرا لكثير من نجوم العالم، ويُعنى كبار المسئولين فيها بتسهيل كل الأمور وإزالة العقبات أمام تصوير الأعمال الفنية فى بلدهم لتكون جاذبة للأعمال الفنية!

كما يعلم الكثيرون أن تركيا استطاعت أن تستغل كل قصر وبيت وشارع فيها ناهيك عن الأماكن الطبيعية لتجعل منها استوديوهات مفتوحة لمسلسلاتها المملة، وتسحب آلاف السياح وأغلبهم من العرب للتصوير فى تلك الأماكن ودخولها بمئات الدولارات، على أن يتحملوا فى سبيل ذلك كل السلبيات التى يعانيها السائح فى تركيا من ازدحام الشوارع وسوء المرور وسوء معاملة الأتراك أنفسهم.

علينا أن ندرك جيدا أن أعداء هذا البلد يروجون كذبا بعدم توافر الأمن سواء لضرب السياحة أو الاستثمار ولتشويه صورة البلد وتخويف أى سائح أو مستثمر، ويصورون الحياة فى مصر كما لو كانت الحروب فى الشوارع، لهذا فإن نجاحنا فى العودة لتوفير التسهيلات لتصوير مثل هذه الأعمال بل وإنتاجها سيغير الكثير سواء بالنسبة لصورة مصر أو الإنتاج الفنى فى مصر أو السياحة أو الاستثمار.. لهذا يجب أن يكون عدم تصوير مسلسل ممالك النار فى مصر هو علامة استفهام كبيرة تتلوها علامة فارقة تعيد لمصر مكانتها الفنية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.