https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أيام أردوغان السوداء

1583

يتساقطون كأوراق شجر قضى عليها الخريف، فلم يعد يجدى معها الربيع نفعًا.. هكذا الجنود الأتراك، الذين يقتلون كل يوم لتصبح عملية درع الربيع بإدلب التى أطلقها أردوغان ما هى إلا جحيم جديد يستقبل بداخله جنود الجيش التركى ليتلقى هزائم قاسية على يد الجيش العربى السوري، وهذا بدعم روسى جعل الأتراك يدركون حجمهم الحقيقى بل جاءت تلك الهزائم بشهر مارس؛ ليُذكّر الأتراك بمعاهدة «أياستيفانوس»، التى وقعت بين الروس والعثمانيين فى نفس الشهر من عام 1878 بعد هزيمة ساحقة تلقاها جنود السلطان المريض واعترفت الدولة العثمانية حينها بالهزيمة، وانسحبت من أمام الجيش الروسي، الذى استطاع أن يفرض نفوذه وسيطرته على منطقة البلقان، الروس والعثمانية بينهم تاريخ من الحروب الضارية انتهت فى الأخير بهزيمة الدولة العثمانية بل ساهمت تلك الانتصارات الروسية فى حلحلة وانهيار السلطنة العثمانية التى لم تتحمل ويلات الهزائم سواء من الروس أو غيرهم، أردوغان قرر أن يكرر هزائم أجداده العثمانيين عبر مواجهة الروس مجددا وإن كانت هذه المرة بطريقة تختلف عن حرب القرون المنقضية ولكن فى كل الأحوال الجانب التركى قد وقع فى مستنقع الهزائم العثمانية، التى أودت بدولة السلطان قديمًا وستقضى على ما تبقى من أطلال دولة أتاتورك التى نسفها أردوغان بعد مسرحية الانقلاب الفاشلة، التى استغلها للسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة، والآن وقد استنزف الخزانة التركية على نزواته الاستعمارية فى سوريا أو ليبيا وألقى بالجنود الأتراك فى الجحيم من أجل أحلامه وأطماعه الواهية لم يجد الآن سوى تقديم قربان جديد يقربه من تلك الأحلام الاستعمارية ألا وهو ملف اللاجئين فى محاولة لابتزاز الجانب الأوروبي؛ لدفع المزيد من الأموال مقابل عدم تمرير اللاجئين إليهم أو الضغط تحديدا على اليونان، التى تمثل عقبة حقيقية توقف كل تحركات الناتو الداعمة لأردوغان وهو ما يبرر إطلاق أردوغان آلاف اللاجئين نحو الحدود اليونانية.
أيام أو أشهر معدودة من بعدها لم يصمد الجنود الأتراك أو الاقتصاد التركى وستنهار أحلام الخليفة الأحمق فهو على مقربة من هزائم مؤكدة فى ليبيا وسوريا فليستعد العالم لمرحلة ما بعد أردوغان.