لن أنسى تلك الأيام السوداء التى مرت بها مصر بعد 29 يناير 2011 والفوضى التى عمت البلاد بعد أحداث فجر الجمعة واقتحام السجون وعمليات التخريب وحرق أقسام الشرطة وقيام عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بكل ما جرى وانسياق بعض العناصر المتعاطفة معهم ومنهم عاصرو الليمون واستغلال هذه الأحداث بعد تنحى مبارك وتخويله للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد فى هذه الفترة العصيبة التى كانت تمر بها مصر، لن أنسى بعد أن تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد وقيام المجلس الأعلى وقواتنا المسلحة الباسلة بالتصدى لمحاولات الإخوان وجرائمهم العديدة فى إحداث فتنة بين الشعب وجيشه الوطنى الذى يعتبر عمود الخيمة بالنسبة لهم، فهو الذى حمى البلاد وحافظ على مصر من مخططات التقسيم والتفتيت التى طالت دولًا عديدة وانتهت بسيطرة جماعات الإرهاب بحجة الفوضى الخلاّقة أو ما سمى بالربيع العبرى إن صح التعبير وليس الربيع العربى الذى كان يردده دائمًا عناصر الجماعة الإرهابية ويحاولون به إقناع الشعوب.
وقف الفريق محمد العصار – رحمه الله – وكان وقتها اللواء محمد العصار عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وبجانبه اللواءان محسن الفنجرى ومختار الملا يدافعون عن مدنية الدولة المصرية وأن القوات المسلحة لن تسمح بغير مدنية الدولة، وقتها كنت واحدًا من المصريين الذين سعدوا وصفقوا لقواتنا المسلحة حتى مرت هذه الفترة الصعبة وجاء الاحتلال الإخوانى للحُكم فى مصر فى 24/6/2012 ورمزه الإخوانى مرسى الذى كان يعمل ويؤتمر من مكتب الإرشاد، إلا أن القدر جاء بالقائد الأعلى للقوات المسلحة والذى كان شاهدًا ومراقبًا ومتابعًا لكل شىء بحكم عمله كمدير للمخابرات الحربية والذى قام بطفرة غير مسبوقة فى القوات المسلحة حتى كان الجيش سندًا لشعبه حينما خرج أكثر من 33 مليون مصرى يستنجدون بجيشهم البطل ويطلبون منه إزاحة حُكم الإخوان الإرهابيين والذى استجاب لمطالب جموع الشعب الهادرة وأعلن بيان 3 يوليو 2013 بعد ثورة الشعب العظيمة فى 30 يونيو التى تسطر عنها الكتب آلاف وآلاف الصفحات فى تلاحم الجيش مع شعبه والشعب مع جيشه وشرطته، وكان القائد الذى جاء فى عام 2014 المشير عبد الفتاح السيسي لقيادة مصر لينهض بالجيش والبلاد ويحقق فى 6 سنوات ما لم يتحقق فى عشرات السنين من إنجازات طموحة فى كل المجالات، ولم ينس هذا القائد تكريم هذه الرموز الوطنية التى أعطـت مصر الكثير، فمنذ ما يقرب من أسبوعين وفى الاحتفالات بذكرى ثورة 30 يونيو قام الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بتكريم اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى وأصدر قرارًا بترقيته إلى رتبة الفريق الفخرى مع منحه وشاح النيل وإطلاق اسم الفريق محمد العصار على محور «أبو بكر الصديق – تحيا مصر» الذى يمر على ألماظة – المحكمة – ابن الحكم – الحلمية – المطرية وغيرها، كان الفريق محمد العصار – رحمة الله عليه – رجلاً وطنيًا يمتلك تاريخًا وطنيًا مشرفًا وبعد أن وافته المنية إثر الصراع مع المرض قررت رئاسة الجمهورية إقامة جنازة عسكرية تقدمها السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث يعد ذلك الموقف تكريما للرموز الوطنية العظيمة التى أعطت لمصر على مدار تاريخها العسكرى والمدنى، حيث كان الفريق محمد العصار من أبناء المؤسسة العسكرية المخلصين الذين أعطوا الوطن ودافعوا عنه فى اللحظات الفارقة من تاريخه.
إن تكريم الرئيس السيسي للفريق الفخرى محمد العصار – رحمة الله عليه – هو تكريم لكل الرموز الوطنية التى تخدم وتعطى البلد بإخلاص وهى ليست لفتة إنسانية فقط لكنها منهج وأسلوب إدارة لكل من يعطى الوطن ويخدم بإخلاص ولكل مقاتل وهب حياته لخدمة وطنه وشارك فى مسئولياته، رحم الله الفريق محمد العصار وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وزملاءه وكل مقاتل فى الوطن وقواتنا المسلحة الصبر والسلوان لتظل مصر عظيمة وتنتصر بإذن الله.