نستطيع أن نقول اليوم وبكل شفافية وموضوعية إن مصر بعد انتخابات مجلس الشيوخ اكتملت مؤسساتها الدستورية وأصبحت دولة قوية لا تنقصها أى مقومات أخرى لتصبح دولة قوية إقليمية عظمى، فقد اجتازت بإرادتها القوية ووعى شعبها وقيادتها ومسئوليها تنفيذ استحقاق انتخابى نص عليه الدستور بتعديلاته الدستورية التى تمت واستفتى عليها الشعب بالموافقة، ونجحت فى إجراء هذه الانتخابات فى ظل أزمة وجائحة كورونا العالمية.
لقد كان إقبال المصريين على هذه الانتخابات مشرفًا، فمنذ اليوم الأول لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ أكد المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن العالم ينظر إلى مصر بعين الإعجاب والتقدير نتيجة لتنظيم هذه الانتخابات لإتمام هذا الاستحقاق الانتخابى لمجلس الشيوخ فى ظل انتشار جائحة كورونا، والاستعدادات التى أجريت من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، لإجراء هذا الاستحقاق وإدلاء الناخبين بأصواتهم بنسبة مشرفة، فقد خرجت هذه الانتخابات بصورة مبهرة للعالم حيث قامت الهيئة بمراجعة قاعدة البيانات المقيد بها 63 مليون ناخب، ليتم توزيعهم على 27 لجنة عامة، بالإضافة إلى 1092 لجنة فرعية يشرف عليها 18 ألف قاضٍ، حيث توفرت فيها النزاهة والشفافية والحياد.
هذه الانتخابات البرلمانية وهى تشمل الغرفة الثانية من البرلمان أى مجلس الشيوخ التى ألغاها دستور الإخوان، وبعد قيام ثورة 30 يونيو ووضع دستور 2014 نص على وجود الغرفة الثانية للمؤسسة البرلمانية لتشمل مجلس الشيوخ أى مجلس الخبراء ليضم 300 عضو، منهم مائة بالانتخاب الفردى ومائة بالانتخاب عن طريق القوائم والمائة الثالثة يقوم بتعيينها رئيس الجمهورية بعد انتهاء العملية الانتخابية.
النتيجة النهائية لهذه الانتخابات سيعلنها رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات يوم الأربعاء، بعد تجميعها من مختلف اللجان العامة والفرعية ليتم هذا الاستحقاق الدستورى الأخير، بقيت نقطة مهمة أود أن أنوه لها وهى أن الهيئة الوطنية للانتخابات صرّحت لعدد 47 منظمة محلية و14 منظمة دولية و3 مجالس حقوقية لمتابعة الانتخابات، بالإضافة إلى 30 مؤسسة إعلامية محلية و162 مؤسسة إعلامية دولية للقيام بتغطية هذه الانتخابات، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية التى وقّعت معها الهيئة بروتوكولاً لمتابعة هذه الانتخابات على مستوى اللجان الفرعية والعامة فى المحافظات.
لقد كانت المشاركة كثيفة فى لجان كثيرة ومتوسطة فى لجان أخرى بالرغم من الإعلام المضاد الذى يتعرض له الشعب المصرى، الذى وعى جدًا بأن هذا استحقاق دستورى لابد أن يتم لتكتمل مؤسسات الدولة المصرية القوية، فمجلس الشيوخ يمثل بيت الخبرة المصرى أى مجلس الخبراء فهو يختص ببحث ودراسة الديمقراطية وخطط الدولة للتنمية الاجتماعية وقيم المجتمع والفكر المجتمعى ودراسة القوانين، فهو يمثل مركز دراسات كبير وهو يضم كفاءات وخبرات فى كل المجالات.
ما لفت نظرى حرص جميع القيادات فى الدولة على الإدلاء بأصواتهم فى هذه الانتخابات، بدءًا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء، حيث تابعت شخصيًا إدلاء اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بصوته فى هذه الانتخابات وأيضا الطيار محمد منار، وزير الطيران المدنى، فقد أدلى كل منهما بصوته فى هذه الانتخابات حرصًا على إتمام هذا الاستحقاق الدستورى الذى تكمل به مصر جميع مؤسساتها الدستورية، إلا أن هناك عدة مشاهد ملفتة للنظر لابد من التوقف أمامها وإن دلت على شىء فهى تدل على مدى وعى المصريين وإدراكهم وحرصهم على مصلحة الدولة المصرية، أول هذه المشاهد الإنسانية وفاة ناخب بأزمة قلبية أثناء الإدلاء بصوته فى لجنة انتخابية بمدينة طوخ بالقليوبية، وثانى هذه المشاهد عندما رفض أحد القضاة الذى يستحق الاحترام والتقدير ترك لجنته الانتخابية رغم وفاة والده فى كفر الشيخ، حتى جاء زميل له وتسلم مهام اللجنة الانتخابية، أما المشهد الثالث حينما توفى ناخب بعد تعرضه لغيبوبة سكر بإحدى لجان محافظة قنا ووفاة ناخبة بأزمة قلبية قبل الإدلاء بصوتها أمام لجنة انتخابية بصوتها فى الإسكندرية، وإدلاء سيدة مسنة بصوتها فى هذه الانتخابات وهى تجلس على كرسى متحرك ولا تستطيع الحركة، وآخر هذه المشاهد دخول أحد الناخبين وهو رجل مسن يركب حمارًا حتى مقر باب اللجنة لعدم قدرته على المشى وعدم وجود كرسى متحرك.
نستطيع أن نقول إنها عبقرية المصريين بالفعل لقد نجح المصريون فى نقل الصورة للعالم بأننا قادرون على الإنجاز، وفى الحقيقة نستطيع الآن أن نقول إن مصر أصبحت دولة قوية مكتملة بمؤسساتها الدستورية قرارها مستقل ينبع من إرادة شعبها، قيادتها وطنية واعية ويقظة لكل ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات وسوف تحيا مصر وتنتصر وسوف تنتصر فى كل معاركها رغم أنف الأعداء والمتربصين.
صالون الرأي
اكتمال مؤسسات الدولة المصرية
By mkamalأغسطس 16, 2020, 18:20 مالتعليقات على اكتمال مؤسسات الدولة المصرية مغلقة
2000
السابقحكم نهائي ضد شركة كبري للسيارات لعدم تنفيذ قرار جهاز حماية المستهلك
التاليكلام جرايد العدد 2286