رئيس التحرير
الشائعات واستهداف مؤسسات الدولة
By amrنوفمبر 25, 2024, 20:02 م
84
خلال الأسابيع الماضية شهدت الدولة المصرية عددًا كبيرًا من الشائعات استهدفت ملف الإعلام وعددًا من المؤسسات.
لم يكن الأمر عبثيًا إنما محاولة ضمن محاولات قوى الشر (أجهزة استخبارات عدد من الدول مستخدمة عناصر تنظيمات إرهابية وكتائبها الإلكترونية) التي تصاعدت خلال الفترة الأخيرة فى هجومٍ غير مسبوق.
فاستهداف القوات المسلحة ليس صدفة، وترويج الشائعات عنها لم يكن من وحي خيال تلك الكتائب المدارة، مرورًا بالعديد من مؤسسات الدولة الأخرى خاصة أجهزة المعلومات التي كان لها الدور الرئيسي فى كشف حقيقة وزيف التنظيمات الإرهابية، وانتهاءً بملف الإعلام خاصة أنه نجح فى التصدي لها خلال الفترة الماضية.
فما بين استهداف المؤسسات مرورًا بالأفراد ومحاولات التشكيك، يجري العمل لإحداث شروخ فى جدار الثقة بين المواطن والنظام وهو الهدف الاستراتيجي لدى مصنّعي الشائعات.
إن ما يحدث لم يكن من قبيل المصادفة إنما وفق سيناريوهات مدروسة بدقة تنتظر دائمًا الفرص المواتية لها ليتم الدفع بها فى التوقيت المناسب.
الأمر الذي تحدثت عنه فى العدد الماضي بالتفصيل حول خطة إنتاج الشائعات وتصنيعها، وكيف أن البعض قد يسقط غير مدركٍ أن ما يقوم بتدويله ليس سوى مجرد أكذوبة يتم الدفع بها ككرة الثلج كلما مر عليها الوقت وهي تعبر المنحدر تزداد حجمًا وخطرًا تدميريًا.
(1)
الحملة المستعرة حاليًا من الشائعات ليست سوى جزءًا من سيناريو لخدمة مشهد يبدو أن عملية الإعداد له تظهر ملامحها فى الأفق، يستهدف إحداث هزة عنيفة لمنطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة قد تضرب أركان دول بل قد تغيّر ملامح خريطته.
ليس الأمر دربًا من الخيال أو كشفًا للطالع أو ضربًا للودع، لكنها خطوات بدأ التحرك باتجاهها فى ظل العربدة الإسرائيلية بالمنطقة والصمت الأمريكي المطبق، والعجز العالمي وفشل المؤسسات والمنظمات الدولية فى قدرتها على تنفيذ قراراتها لوقف آلة الحرب الإسرائيلية وإعادة الاستقرار للمنطقة، بالإضافة إلى عودة ظهور التنظيمات الإرهابية ومَن يروجون لها تحت شعار المعارضة.
خلال 13 عامًا استطاعت الدولة المصرية أن تفلت من سيناريو الفوضى الخلاقة، بل عمدت إلى بناء مؤسساتها وتثبيت أركان الدولة، لم يكن هذا ليحدث ما لم تكن هناك مؤسسات وطنية قوية داخل الدولة المصرية تعمل ليل نهار من أجل الحفاظ على الوطن، أقسم رجالها على ذلك، وما كان للدولة المصرية أن تصمد فى وجه الطوفان الجارف الذي ضرب المنطقة نهاية عام 2010 وبداية عام 2011، لولا وجود تلك المؤسسات برجالها المخلصين الذين ليس ليهم ولاء إلا للوطن.
فقد عكف رجالها على العمل المتواصل للحفاظ على الدولة بعيدًا عن الصراعات السياسية التي ضربت الدولة خلال أكثر من عامين ونصف (يناير 2011 وحتى يونيو 2013)، وكذا تنازع المصالح ومحاولات الاستقطاب والسيطرة من قِبل التنظيم الإرهابي بغرس عناصر له فى تلك المؤسسات لكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
حاول التنظيم الإرهابي عام 2011 أن يدفع ببعض عناصره إلى المؤسسة العسكرية والمخابرات العامة والأمن الوطني، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، رغم حالة السيولة التي كانت تعاني منها الدولة فى ذلك الوقت، إلا أن تلك المؤسسات كان رجالها يرون المشهد جيدًا وتفاصيله الدقيقة وكانوا له بالمرصاد للحفاظ على الدولة الوطنية.
فجميعهم لا يعملون لمصلحة نظام أو شخص بعينه، إنهم جميعًا يعملون لصالح الدولة المصرية، فيمين الولاء لا يقسمون عليه لصالح شخص، كما حاول “محمد مرسي”، إنما القسم لصالح الوطن.
ولمن لا يعرف يمين الولاء “أقسم بالله العظيم أن أكون جنديّا وفيّا لجمهورية مصر العربية محافظًا على أمنها وسلامتها حاميًا ومدافعًا عنها فى البر والبحر والجو داخل وخارج الجمهورية مطيعًا للأوامر العسكرية منفذًا لأوامر قادتي محافظًا على سلاحي لا أتركه قط حتى أذوق الموت والله على ما أقول شهيد”..
ولأن تلك المؤسسات نجحت فى حماية الوطن وحالت دون تنفيذ مخطط الفوضى، على الرغم من أن التنظيم الإرهابي حاول التشكيك فى ولائها وولاء رجالها زاعمين أن ولاءهم كان للرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن رجالها لم يعيروا تلك المحاولات انتباهًا ولم يتوقفوا عند الشائعات التي كانت تنطلق مستهدفة قيادتها وواصلوا العمل من أجل الوطن فى صمتٍ.
(2)
الآن بدأت عملية التعليب وصناعة الشائعات من قِبل المتحركين باتجاه إعادة سيناريو الشرق الأوسط الجديد وهو ما حذرنا منه قبل ذلك، فمثل تلك المشروعات لا يتم التنازل عنها بسهولة، بل يتم فقط تغيير استراتيجية التنفيذ وفق المتغيرات التي تحدث على أرض الواقع.
خلال الأسابيع الماضية عاد بعض المثقفين للترويج للتنظيم الإرهابي على أنه الفصيل المعارض.
واكب ذلك هجمة شرسة من الشائعات مستهدفة القوات المسلحة، حاول مصدّروها الزعم بوجود تعاون بين الجيش المصري وجيش الاحتلال، وجاء الرد من قِبل المتحدث العسكري للقوات المسلحة، لينفي بشكل قاطع ما تم تداوله على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والحسابات المشبوهة وما يتم ترويجه من مساعدة إسرائيل فى عملياتها العسكرية جُملة وتفصيلاً.
وأكد المتحدث العسكري من خلال الصفحة الرسمية على الفيس بوك، أنه لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل.
وإذ تهيب القوات المسلحة بالجميع تحري الدقة فيما يتم تداوله من معلومات، وتؤكد أن القوات المسلحة هي درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والذود عن شعبه العظيم.
لم تكن تلك هي المرة الأولى إنما سبقتها آلاف المرات التي يحاولون فيها توجيه سهام شائعاتهم المسمومة إلى القوات المسلحة، وفى كل مرة تبوء بالفشل فجدار الثقة بين الجيش والشعب قوي ولا يمكن النفاذ منه، لكن قوى الشر لن تتوقف عن ذلك، لما لا والقوات المسلحة هي التي استطاعت حماية الدولة من الانزلاق فى الفوضى وحماية مقدرات الوطن.
ولم تكن القوات المسلحة فقط هدفًا لتلك الشائعات بل انبرى مصدّروها على استهداف مؤسسات أخرى خاصة التابعة لأجهزة بعينها فتم استهداف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عقب صدور قرار الرئيس بتعيين الوزير حسن محمود رشاد، رئيسًا لجهاز المخابرات العامة، خلفًا للواء عباس كامل الذي تم تعيينه مستشارًا لرئيس الجمهورية منسقًا عامًا للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.
وبدأ سيل الشائعات يطول ملف الإعلام واستغلت بعض العناصر المشهد لنسج مزيد من الأكاذيب والتلويح بالعلم ببواطن الأمور وامتلاكهم حقيبة المعلومات وهو ما ليس بصحيح.
فقد انبرى البعض على صفحات التواصل مقدمًا نفسه وكأنه كان إلى جانب متخذ القرار وعلم بتفاصيل ما حدث والأسباب التي كانت وراء تلك التغييرات، وهو ما لا يمت للواقع بصلةِ.
فالدولة المصرية تدير ملفاتها المختلفة بحكمة واقتدار وفق المتغيرات ومتطلبات المرحلة، فهي دولة مؤسسات راسخة، ورجالها الذين لا يلتفتون لمثل تلك الشائعات يعملون ليل نهار وفق ثوابت راسخة وإيمان لا يتزعزع بأن الحفاظ على الوطن ومقدراته دونه أرواحهم، فليست لديهم أيديولوجية سياسية أو انتماء حزبي أو مذهبي يجعلهم يميلون ولو للحظة إلى جانب محدد، أو ولاء لشخص، لأنهم لا يعرفون سوى مصلحة الوطن هدفًا، والاستقامة والصدق والعمل المخلص والاحترافى طريقًا.
إن الحرب والصراعات التي ينسجها مروجو الشائعات لو قدّر لها أن تكون واقعًا لاختلف المشهد تمامًا فى الدولة المصرية، وما استطاعت أن تواجه تلك الحروب المتزامنة فى توقيت واحد وما نجحت فى الصمود والبناء والتنمية ومواجهة هذا الكم الهائل من التحديات خلال السنوات الماضية.
إنما هي أضغاث أحلام يحاولون الدفع بها لإحداث شرخ فى جدار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
ولم يدرك هؤلاء أن الدولة المصرية بعد أن عبرت فترة من أصعب فترات تاريخها الحديث اكتسبت خبرة كبيرة فى مواجهة مثل تلك الأحداث، واكتسب رجال مؤسستها الوطنية القدرة على تحديد التوقيت المناسب للرد.
إن ما يحاول مروجو الشائعات ترديده ضد مؤسسات الدولة المصرية واختيار بعض الشخصيات للنيل منها ليس سوى دليل على افتقارهم القدرة على تحقيق أي من أهدافهم الخبيثة.
وهنا لا بد أن ندرك جميعًا أن المرحلة المقبلة بما تحملها من تحديات فى ظل حالة من عدم الاستقرار التي قد ترتفع حدتها أكثر مما هي عليه الآن فى المنطقة، يستوجب على الجميع أن يعلم خطورة ما قد تدفع به أنامله على شاشة هاتفه المحمول أو على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر الشخصي من كلمات وجُمل يعيد نشرها دون أن يراجع تفاصيلها ويتحقق من صدق ما بها، فقد يكون مساهمًا وهو لا يدري فى تدمير وطنه من الداخل.
إن الدفع بالمجتمعات نحو الانتحار الجماعي بات استراتيجية واضحة لقوى الشر، ولن يحد لهم ذلك إلا بخلق حالة من الإحباط لدى الشعوب، وهو ما تغذيه الشائعات بالتشكيك فى مؤسسات الدولة وقيادتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«النصر» عيد جديد للمصريين
حالة من السعادة والفخر استقبل بها المصريون خبر إعادة افتتاح شركة النصر للسيارات ضمن مشروع توطين صناعة السيارات، والذي يعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية على مدى 11 عامًا الأخيرة.
عودة الشركة للإنتاج يعد بمثابة عيد جديد للمصريين، وتجديد للثقة فى الصناعة الوطنية وقدرتها على المنافسة فى السوق المحلى والعربي.
عودة «النصر» للإنتاج بعد توقف 15 عامًا أعاد الروح إلى شركات أخرى أعلن عنها وزير الصناعة والنقل منها أيضًا النصر للمسبوكات، وغيرها من الشركات الأخرى من أجل تقليل الفاتورة الاستيرادية.