https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ملاحظات على النظام  التعليمى الجديد

1663

لا ننكر بأن ما طرحه وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى من نظام جديد للتعليم وشكل جديد للثانوية العامة والمقرر تطبيقه فى سبتمبر القادم يحمل أفكاراً جيدة للغاية ستحدث ثورة حقيقية فى العملية التعليمية والذى من أبرز ملامحه التركيز على بناء شخصية الطفل فى المرحلة الابتدائية وتعليمه لغتين أساسيتين هما العربية والإنجليزية.. وتعليم الطلاب من خلال القصص فى المرحلة الإعدادية لتكون المرحلة الثانوية أكثر ثراءً من خلال تضمينها مزيجًا من العلوم الطبيعية والإنسانية حيث لن تعتمد على تقسيم الدراسة إلى علمى وأدبى كما هو متبع حاليًا، وستعقد الامتحانات على مستوى المدرسة لإنهاء هذا الكابوس السنوى.. وسيتم تسليم «تابلت» لكل طالب محملاً عليه المناهج الدراسية مما يعنى أن الطالب لن يتعامل مع كتب أو كراسات أو شنطة مدرسية «تقصم ظهره».. وأن كل ما يحمله هو «التابلت» فقط وستكون الامتحانات إلكترونية فى الثانوية العامة وهذا يعنى لا بوكليت ولا أوراق أسئلة أو كراسات إجابة.. وسيكون التقييم تراكميًا على 3 سنوات وبذلك لن يتوقف مصير الطالب على السنة الواحدة بل سيكون أمامه 3 فرص وسيكون التصحيح إلكترونيًا بدون تدخل بشرى وتظهر النتيجة خلال ساعات.. وأسئلة الامتحانات ليست لها إجابة نموذجية موحدة بل تحتمل عدة إجابات للتشجيع على التفكير.

وحتى الآن والكلام جميل من حيث الشكل.. ولكن من حيث التنفيذ هناك الكثير من الملاحظات المبدئية التى تحتاج لمعالجتها حتى لا يفشل هذا النظام الجديد من أهمها إرجاء التنفيذ للعام الدراسى بعد القادم «2019/2020» حتى يكون قد تم الاستعداد الأمثل فى إعداد التجهيزات المطلوبة ونكون قد أعطينا الفرصة لتدريب المعلمين على هذا الفكر الجديد الذى يحتاج لمعلم من نوع خاص مدرك للتعليم التراكمى وكذلك تجهيز المدارس وتهيئة المجتمع وكذلك العدول عن امتحانات الثانوية العامة لتكون على المستوى القومى تحقيقًا لتكافؤ الفرص واستطلاع آراء الخبراء فيما يرونه من ملاحظات حتى لا نكرر الأخطاء والتجارب السابقة التى فشلت وتمت على عجالة ودون دراسة مثل إلغاء السنة السادسة الابتدائى ثم إعادتها وما صحبها من مشاكل الدفعة المزدوجة والسنة الفراغ وأيضا تجربة الثانوية العامة من سنتين دراسيتين بنظام التحسين وما صحبها من مجاميع وهمية خادعة تجاوزت 110% وتفشى الدروس الخصوصية.

فالتريث فى تطبيق النظام الجديد ودراسة كافة الثغرات شىء مهم حتى لا نفاجأ بأننا أمام نظام مثالى على الورق ويفشل عند التنفيذ.. «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت».