صالون الرأي
أوسكار الكذب
By amrمايو 15, 2018, 19:01 م
1847
لم أكن وحدا من الذين تفاءلوا بقدوم هذا السمسار إلى سدة الحكم فى بلاده، ولم أكن يوما منذ وعيت الدنيا وأحداثها ومطامع البشر فيها لدى ذلك القدر الضئيل جدا من التفاؤل أوالثقة لأضعها فى أحد من هؤلاء الذين سكنوا البيت الأبيض، ومن يقرأ التاريخ وربما القليل من «سى . فى» هؤلاء الذين جاءوا على رأس الإدارة الأمريكية قد يتفق مع أنه من باب العقل والمنطق وحسن الفطنة أن لا نضع أدنى مستوى من الثقة فى واحد منهم وقد أعطانا التاريخ دروسا كثيرا فى ذلك وعبر لا حصر لها ولكننا للأسف لا نعتبر ولا نتعلم وينساق الكثير منا وراء رغبة خائبة فتنمو بداخله بذرة التفاؤل والأمل فى فعل جيد أو خير للأمة العربية أو الإسلامية قد يقوم به هؤلاء.
وأعتقد – وربما يتفق معى كثيرون – أن هذا الترامب فاق كل سابقيه وتعداهم بمراحل واستحق أن يحصل على «أوسكار» الكذب والتضليل، فلم نبرح نفيق من كذبته الكبرى والسيناريو الملفق الساذج الذى طرحه باسم «كيماوى دوما» فى سوريا ليبرر توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا الشقيقة يدارى بها خيبته الثقيلة هناك، ويحاول بها أن يحقق بعض المكاسب التى فشل فى تحقيقها على مدار سنوات مضت بسبب الوجود الروسى، وعاد ليطرح ويستعرض سيناريوهات جديدة وهذه المرة مع إيران ليبرر بها انسحاب بلاده من الاتفاق الذى أبرمته ومعها دول «الفيتو» قاصدًا من ذلك أمورًا ليست بخافية على أحد تنطوى كلها فى الأول والآخر على مصالح أمريكية خاصة وربما مصالح «ترامبية» أكثر خصوصية، وللأسف تعكس فى مجملها مخاطر وأضرار ستطول المنطقة كلها – تبدأ من سوريا – وتطول بلادًا أخرى ونحن لسنا بعيدين عنها، ولكننا واعون لها قادرون على أن نحمى أنفسنا منها ومن غيرها، ما دمنا نتمسك بوحدتنا ولحمتنا، وما دام لدينا جيش بهذه العقيدة الراسخة يحمى ويصون الوطن والشعب، جيش لديه تاريخ نزيه لا تشوبه شائبة ولا تعكر صفو صفحته عبر التاريخ أى محاولة مغرضة دنيئة هنا أوهناك، بالداخل أو الخارج محاولة النيل من سمعته الطيبة وسيرته العطرة، والتقليل من بطولاته فى سيناء وعلى كافة الحدود وفى كل بقاع الوطن.
تمر الخطوب والمحن بالمنطقة وجيوشها وتبقى مصروجيشها ثابتة راسخة، يستمد الشموخ «شموخه» منها.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن