الرئيسية حوارات رئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية لـ «أكتوبر».. لا نهاية لكورونا إلا بالتطعيم
حواراتمتابعاتمصرهام
رئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية لـ «أكتوبر».. لا نهاية لكورونا إلا بالتطعيم
By amrيونيو 02, 2021, 20:23 م
1593
الطب الوقائى بمعناه البسيط هو الرصد العلمى للوقاية من العدوى. وبمعناه الأكثر وضوحًا هو «حارس الصحة العامة والمجتمعية للمصريين»، وفق تعبير الدكتور محمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للشؤون الوقائية ورئيس اللجنة الوطنية للوائح الصحية الدولية بوزارة الصحة والسكان. الذى أكد أن كورونا لا تزال تُلقى بظلالها على كل ملفات وزارة الصحة، والإدارة الوحيدة المعنية بهذا الأمر بشكل مباشر هى إدارة الطب الوقائي، مشيرا إلى أن الطب الوقائى لا يعمل فقط على رصد ومكافحة كورونا ولكن مهمته الأساسية ما قبل وبعد كورونا هو رصد أى وباء ومنع دخوله إلى مصر، إلى جانب فحص كل ما يدخل بطون المصريين بداية من المياه إلى الطعام. «أكتوبر» التقت بالدكتور محمد عبد الفتاح وأجرت معه هذا الحوار للحديث عن آخر مستجدات خريطة الأوبئة.
حوار: مى هارون
تصوير: عامر عبد ربه
هل هناك أولوية من حيث جنسية مَن له الحق فى تلقى اللقاح فى مصر؟
كل مَن هو موجود على أرض مصر سواء مصرى أو أجنبى سيحصل على اللقاح بدون تمييز. وفى الحقيقة، كان هناك عدم إقبال فى بداية عرض اللقاح، ولكن تشهد الفترة الحالية زيادة كبيرة جدًا فى عدد المسجلين للحصول على اللقاح.
برأيك لماذا يرفض بعض الأطباء تلقى اللقاح؟
اللقاح اختياري، ولا يوجد رفض كبير من قبل الفريق الطبى فى الحصول على اللقاح، ولكن كان هناك تخوفات حدثت فى البداية وهو ما رأيناه فى كل دول العالم، لكن النسبة الأكبر من الأطباء فى مصر سجلوا للحصول على اللقاح.
هل سيتم إجبار الأطباء على التطعيم خاصة أنهم الفئة الأكثر تعرضا للإصابة؟
التطعيم والأدوية حق المواطن ولا يمكن الإجبار عليها، فجميع الدول لم تجبر المواطنين على التطعيم، الدولة لا تلزم أحد بالتطعيم ولكن تقوم بالتوعية بكل الطرق للتعريف بأهميته، كان يوجد رفض عالمى لتلقى اللقاح فى البداية لكن التجربة أثبتت أن الدول التى طعمت شعبها بدأت تتعافى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.
هل هناك تخوف من اللقاحات داخل مصر؟
لا داعى للقلق والخوف من اللقاحات، لأن مصر عضو فاعل فى المشاركة فى التجارب السريرية لإنتاج اللقاح، ومصر من أوائل الدول التى أمنت حصة شعبها من اللقاحات بالاتفاق مع التحالف العالمى لتوفير اللقاحات كوفاكس بتوريد ٤٠ مليون جرعة.
وفيما يتعلق باللقاح الصينى كيف حصلنا عليه؟
من خلال علاقتنا الجيدة بالصين تم الاتفاق على توفير عدد كبير من لقاحى كورونا «سينوفارم والسينوفاك»
حتى الآن يتوفر بمصر اللقاح الصينى والبريطانى فقط؟
نعم، ولكن تم التعاقد من خلال الشراء الموحد للحصول على اللقاح الروسى سبوتنك بالإضافة إلى أنه جارٍ الاتفاق على توفير جرعات من جونسون اند جونسون.
متى تصل أول شحنات اللقاح الروسى؟
تم الاتفاق مع الشركة المنتجة للقاح «سبوتنيك فى» وهيئة الشراء الموحد ومن المتوقع أن تصل مصر أولى شحنات اللقاح خلال الشهر المقبل، كما تم الاتفاق مع أكثر من شركة لإنتاج اللقاح الروسى داخل مصر قريبا.
بصفتك المسئول عن ملف الطب الوقائى فى مصر، كيف كانت خطة مصر للتعامل مع الوباء منذ ظهوره، وهل تغيرت هذه الخطة مع تحور الفيروس؟
مصر أدارت الجائحة باقتدار منذ بداية إعلان الوباء، وكنا من أوائل الدول فى العالم التى بدأت فى التتبع والرصد منذ يناير2020 بوضوح كانت الخطة بتوجيهات وزيرة الصحة بتحديث وتفعيل خطة مواجهة الأوبئة، لأن مصر لديها خبرة فى مجال الطب الوقائى والصحة العامة، منذ أنفلونزا الطيور ويتم تحديث خطتها بصورة دورية.
ومتى صدر أول بروتوكول لعلاج مرضى كورونا فى مصر؟
كان لوزيرة الصحة خطوة استباقية بتشكيل غرفة إدارة الأزمة بعد أيام قليلة من إعلان منظمة الصحة العالمية عن الجائحة. مما جعل منظمة الصحة العالمية تشييد بتعامل مصر مع الجائحة منذ بدايتها، خاصة مع تخصيصنا مبكرًا مستشفيات مركزية للعزل. بعدما بدأنا فى تجهيز خطة مكافحة الوباء حددت الوزارة البروتوكول العلاجى للمرضى وكان ذلك فى مارس 2020، ويتم تحديث البروتوكول بشكل دوري.
بشكل أكثر تحديدًا، كم مرة تم تحديث بروتوكول علاج كورونا؟
تم تحديث بروتوكول التعامل مع مرضى كورونا 5 مرات خلال عام، ويتم التحديث على ضوء المشاهدات السريرية التى يراها الأطباء مع المرضى وذلك بوضع تعريف الحالة وما هى الأعراض الشديدة والأقل.
هل تم رصد أية تغييرات فى أعراض الفيروس وهل زادت حدتها عما بدأت به فى مارس؟
كورونا كان ولا يزال مرض تنفسي، ينتقل عن طريق الرذاذ وملامسة الأسطح الملوثة، والأعراض الأكثر شيوعا هى أعراض تنفسية مثل كحة شديدة ، ضيق تنفس، حرارة مرتفعة، تكسير بالجسم، التهابات فى الحلق، فقد حاسة الشم والتذوق . ثم تأتى فى المرتبة الثانية أعراض أخرى أقل فى الحدوث تصيب الجهاز الهضمى وتتمثل فى الفيء والغثيان والإسهال.
وهل تختلف أعراض الموجة الثالثة عن الموجتين السابقتين؟
هناك بعض الأعراض البسيطة التى تم الإعلان عنها فى الموجة الثالثة وهى طفح جلدي، التهاب فى العين، فقدان مؤقت فى الذاكرة، وضعف فى السمع ولكنها أعراض ظهرت فى جزء بسيط من الحالات.
سمعنا كثيرًا عن «غرفة الأزمات»، هل يمكن أن نعرف ما هو دورها لمكافحة كورونا؟
كان لغرفة إدارة الأزمة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، الفضل فى اتخاذ خطوات استباقية فى التعامل مع الأزمة وفرض إجراءات الحذر والغلق وإغلاق المنشآت التى بها تجمعات بشرية. وهذه القرارات فى الحقيقة ساعدتنا كثيرًا فى إدارة الطب الوقائى لمواجهة الفيروس. حتى إنه عند قرارات إعادة فتح الاقتصاد كانت العودة مقننة، فعند عودة السياحة كانت باشتراطات صحية، وعودة الأنشطة الرياضية والترفيهية بضوابط، وعودة الشعائر الدينية سواء الإسلامية والمسيحية بتعليمات وإجراءات وقائية وضوابط معينة، وهذا يؤكد على قدرة مصر فى التعامل مع الأزمة، مصر بها أكثر من ١٠٠ مليون مواطن أصيب منهم نسبة غير قليلة دون حدوث أزمة أو شكوى من نقص مستلزمات أو أدوية أو أسرة.
متى تبدأ مصر فى صناعة اللقاحات؟
وصلت مصر حاليًا المواد الخام لإنتاج أكثر من ٢ مليون جرعة وفى انتظار وصول شحنة أخرى خلال الشهر المقبل . توطين وصناعة وإنتاج اللقاحات داخل مصر أمر يُشعر المواطن بالفخر.
وكم عدد الجرعات التى ستنتجها مصر خلال هذا العام؟
سيتم إنتاج ما يقرب من ٤٠ مليون جرعة من اللقاح الصينى خلال هذا العام.
هل سيكون تلقى اللقاح موسمى مثل الانفلونزا؟
اللقاح عمره أقل من سنه ولم يتم التوصل لمعرفة هل نحتاج إلى جرعة تنشيطية فقط أم سيصبح موسمي. هذا الأمر لم يحدد حتى الآن.
وهل سيخضع الأطفال لتلقى اللقاح قريبًا؟
نحن فى انتظار نتائج التجارب لإخضاع الأصغر سنا للحصول على اللقاح.
مع زيادة أعداد المسجلين تزداد نسبة تدفق المواطنين على مراكز تلقى اللقاح، ما هى الخطة لاستيعاب هذه الزيادة؟
على ضوء تزايد الأعداد تم زيادة أعداد المراكز كما تم اللجوء إلى المراكز الكبرى للتطعيم كمركز التطعيم بأرض المعارض ويتم الإعداد لتجهيز مراكز عملاقة كما حدث فى أرض المعارض ليكون نفس الأمر فى كل محافظات الجمهورية.
هل تم رصد أى تحور للفيروس داخل مصر؟
الفيروسات طبعها التحور والخوف يكون من التحور الكامل وحتى الآن لم يرصد تطور كامل للفيروس، ولا يوجد إثبات أن التحورات التى حدثت بالعالم سواء الهندى أو الفرنسى غير مستجيبة للأدوية أو اللقاحات وهذا هو المهم.
وكيف يتم منع دخول السلالات المتحورة داخل مصر؟
منافذ الدخول فى جمهورية مصر العربية سواء برية أو بحرية أو جوية بها الحجر الصحى لرصد القادمين من البلاد التى بها السلالات المتحورة منعا لدخولها مصر. جميع هذه المنافذ تعمل للحد من دخول السلالات المتحورة إلى مصر. لدينا حجر صحى بكل المنافذ البحرية والبرية وكل المطارات. حجر صحى لترصد وترقب أى أعراض معدية ذات أهمية وبائية وليس كورونا فقط.
هل يتم متابعة المرضى بعد الشفاء من كورونا؟
مصر لها خبرة فى مجال الصحة العامة حيث استطاعت القضاء على فيروس سي. ولدينا خطة لمتابعة جميع الحالات المرضية المصابة بكورونا ذات العوامل الخطرة لمعرفة آثار ما بعد كورونا، وتم رصد إصابة عدد بسيط جدا من مصابى كورونا بتليف الرئة، وفشل كلوى وإصابة القلب بعد الشفاء. فالنظام الصحى ومنهجية البحث العلمى فى مصر تضمن المتابعة لكل من حجز بالمستشفى ولكل من حصل على التطعيم.
متى يتم التخفيف من الإجراءات الاحترازية؟
الإجراءات الاحترازية والمتشددة نخفف منها عندما يتم تطعيم النسبة الأكبر من المواطنين، ولذلك نلجأ الآن إلى تطعيم أكبر عدد ممكن.
هل نحتاج إلى جرعة ثالثة من لقاح سينوفارم؟
كل اللقاحات الموجودة حصلت على موافقة منظمة الصحة العالمية والموافقة حصلت بفاعلية اللقاح بعد الجرعة الثانية ونحن نعمل وفقا للإرشادات الدولية. حتى الآن لم يتم زيادة جرعة ثالثة وننتظر حتى تعلن منظمة الصحة العالمية ذلك. اللقاحات أمن صحى عالمى ولها مقاييس لا يجوز التنازل عنها ولذلك نطمئن لجميع بأن اللقاحات موجودة.
فى كل دول العالم هناك تحديد لخريطة أوبئة يتم رصدها ومكافحتها، ما هى خريطة الأوبئة فى مصر؟
الإدارة العامة للوبائيات والمرصد يقومان بترصد الأمراض المعدية ذات الطابع الوبائي. على سبيل المثال هناك فى مصر ٤١ مرضا وبائيا تحت الترصد، وكان العدد من قبل ٤٠ والعام الماضى تم إضافة الكوفيد ١٩. من بين هذه الأوبئة التى تكون تحت رصدنا وأعيننا هى أوبئة شلل الأطفال، الحصبة، والحمى النسبية الفيروسية. لذلك فى معاملنا نقوم بمراقبة مياه الشرب وفحصها، ومياه الصرف من أجل السلامة والصحة. باختصار الطب الوقائى هو بوابة الصحة العامة والمجتمعية للمصريين.