• الأمم المتحدة: مسقط الأسرع دوليًا في مناولة سفن الحاويات ومدة البقاء بالموانئ

تمضي سلطنة عُمان بخطى ثابتة وحثيثة نحو ترسيخ مكانتها كأحد أهم الوجهات اللوجستية على مستوى العالم، لتستعيد أمجادها وسيادتها في المنطقة وريادتها لطرق التجارة البحرية، حيث تقف عُمان حاليًا على أرض صلبة تؤهلها للمكانة المرموقة باكتمال البنية الأساسية المؤهلة مرورًا بالتشريعات والقوانين التي تشجع وتحفز على استقطاب رؤوس الأموال، وكذلك الجاهزية التامة في التقنية العالية الحديثة، وانتهاءً بالموانئ البحرية والبرية والمطارات وشبكة الطرق ذات المواصفات العالمية.

تغييرات هيكلية

وقد حرص السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير عام 2020م، على إجراء العديد من التغييرات الهيكلية والتطوير التنموي في مختلف القطاعات العُمانية وخاصة الاقتصادية، وأصدر العشرات من المراسيم الحكيمة لخدمة أهداف الرؤية المستقبلية “عُمان 2040″، التي انطلقت مطلع عام 2021م الجاري وتستمر لمدة 20 عامًا لوصول السلطنة إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة، ومن ضمن الأهداف الرئيسية لرؤية 2040 تنويع وتعزيز الاقتصاد الوطني، بحيث يتحقق نمو اقتصادى مستدام بمعدل 5% سنويًا مع زيادة متوسط دخل الفرد بنسبة تصل إلى 90%، مع انتهاء الرؤية.
وتسعى عُمان جاهدة من خلال موانئها التجارية والصناعية والمرافئ البحرية، إلى أن تكون ضمن الدول العشر الأولى في الأداء اللوجستي على المستوى الدولي بحلول عام 2040م، وأن يصبح قطاع النقل والاتصالات ثاني مصدر للدخل القومي.

فلدى السلطنة مقومات تجعلها تتربع على خارطة العالم اللوجستية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، موقعها الجغرافي الاستراتيجي مفتوح على بحر العرب والمحيط الهندي، وتتميز ببعدها عن المضايق والممرات البحرية الضيقة وقربها من خطوط الملاحة شرقًا وغربًا، كما أن السلطنة قريبة من أسواق عالمية كبرى، مثل الهند وشرق آسيا وإفريقيا، حيث يمكن الوصول بالسفينة إلى هذه الأسواق في أيام قليلة.

كما ترتبط عُمان حاليًا مع 86 ميناءً تجاريًا في 40 دولة حول العالم بواقع 200 رحلة أسبوعية مباشرة، من أجل توفير خيارات عديدة للتجار للاستيراد من بلد المنشأ والاستفادة من خطوط الشحن الدولية المباشرة إلى السلطنة من مختلف الموانئ الخليجية والإقليمية والعالمية، وتبذل الحكومة العُمانية باستمرار كل الجهود الممكنة تواكبًا مع رؤية 2040، لتعزيز عمليات التبادل التجاري مع مختلف دول العالم.

ووفقًا لآخر الإحصائيات العُمانية، فقد استقبلت السلطنة عبر موانئها من بداية عام 2020م وحتى شهر فبراير الماضي، 10 آلاف و669 سفينة، منها 1630 سفينة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، وقد غادرت 10 آلاف و568 سفينة من موانئ السلطنة إلى دول العالم خلال الفترة نفسها، منها 1609 سفن في شهري يناير وفبراير أيضًا.

إنـجازات عالمية

وكانت سلطنة عُمان على موعد الأسبوع الماضي مع إنـجاز عالمي يضاف إلى سجلها الحافل، حيث حصلت السلطنة على المركز الأول عالميًا في مدة بقاء السفن في الموانئ، وذلك وفقًا لتقرير الأمم المتحدة للتجارة البحرية ٢٠٢٠ الصادر حديثًا.. وقد أبرز هذا التقرير عُمان كنموذج للتفاعل المميز مع جائحة كورونا، من خلال تسهيل التجارة البحرية وتحويل تخليص البضائع إلى المعاملات الإلكترونية.

كما حازت السلطنة مؤخرًا، على المرتبة الأولى عالميًا أيضًا في سرعة مناولة سفن الحاويات بمتوسط بقاء سفن الحاويات 12.5 ساعة متضمنة عمليات الدخول والخروج والشحن والتفريغ، وذلك وفقًا للتقرير السنوي للنقل البحري 2020 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، مما يؤكد كفاءة الموانئ العُمانية وقدرتها التنافسية التجارية عالميًا.. وأكد تقرير “الأونكتاد” أن عُمان تحظى بحصة كبيرة من حاويات الشحن العابرة، وتمتلك كفاءة عالية في مناولة سفن الحاويات، وأن أفضل الموانئ أداءً تقع معظمها في آسيا.

ويأتي ذلك تتويجًا للجهود العُمانية المتواصلة لتعظيم كفاءة موانئ السلطنة وقدرتها التنافسية التجارية عالميًا، حيث استطاعت موانئ السلطنة تحقيق نتائج استثنائية على مدار الأشهر الماضية، رغم الوضع الوبائي الذي يمر به العالم أجمع وتأثيره على اقتصاديات العديد من الدول، حيث بلغت كمية البضائع ‏العامة التي تمت مناولتها في عام 2020م في الموانئ العُمانية حوالي 54 مليون طن، في حين بلغت كمية البضائع السائلة التي تم مناولتها 18.4 مليون طن بزيادة بلغت 3.4% عن الفترة نفسها من عام 2019م، وبلغ عدد الحاويات المناولة حوالي 5.2 مليون حاوية نمطية بزيادة بلغت 5% مقارنة بعام 2019م.