https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

المعنى والجوهر في حياة الصوفية

2813

الصوفية ليست طريقا للشعوذة والدروشة فى الموالد والمساجد، كما أن المعنى الحقيقى للصوفية يغيب عنه المظهر غير اللائق لصاحبه أو لبس الخشن من الثياب.. والحياة على حساب المريدين وعزلة على رصيف الأولياء ونفس كسولة والارتكان العقلى والادعاء بالوصال، الصوفية صفاء وارتقاء وعمل وابتكار وإبداع وإنتاج ونفس جميلة تنقل خبرتها بسهولة لمن يطلبها فالرجل الصوفى طبيبًا مهندسًا مدرسًا ومهن أخرى كثيرة ففى مصر عشرة ملايين صوفيًا أغلبهم يحملون شهادات عليا ويشغلون مراكز مرموقة ومنهم رجال الأعمال الناجحين.. خبراء فى مجالاتهم.. محترمون فى تعاملاتهم.. قلوبهم نظيفة والقاعدة الرئيسية لديهم أن لكل زمن 124 وليا مهمتهم الرئيسية توسيع مساحة الرحمة فى زمن أصبح فيه المال أقوى من الأخلاق والأدب والعلم وجوهر الإيمان.
ورغم ذلك كله نسأل ما هى الصوفية؟ وما هو المعنى الحقيقى لها؟ وماذا تريد الصوفية تحقيقه فيمن أصبح مريدًا؟ وهل هى سكة للوصول أم طريق للنقاء؟
تعريف الصوفية الحقيقى يجب أن نبحث فيه عن الجوهر فالمعنى الحرفى لا يعنى شيئًا فأصل كلمة الصوفية من الصفاء والمصافاة، ولكن ما هو هذا الطريق الذى يصافى الإنسان فيه نفسه مع الله عز وجل يقول الله تعالى: (يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) والمعنى هنا يشير إلى أن التصفية هى أول مراحل الوصول الى الصفاء، ثم المكاشفة وإخراج ما فى باطنك من أسرار وهنا يصطفى الله تعالى عبده مرة أخرى ويطهره للوصول إلى النور وهو التعريف الدقيق للصوفية فى جوهرها، أما تعريف الصوفية بأن أهم علاماتها ومظاهرها هو من يلبس الصوف دلالة على الخشونة فهو تعريفا خاطئا جملة وتفصيل والدليل على ذلك هذه الرؤية الجميلة عندما مر سيدنا الحسن الشاذلى وكان مشهورًا بأنه يركب أعلى الجياد ويلبس أنظف الثياب والتقى برجل يلبس الخيش الخشن «ولم يكن الرجل يعرفه» فقال له هذا الرجل ما أراك عليه من نظافة الثياب وحسن المظهر لا يدل على أنك صوفيا فلو كنت من الصوفية لزهدت فى متع الدنيا فرد عليه الشاذلى بكلمات تعد درسا يجب أن يتعلمه كل المتمسحين بالدين فقال: يا هذا إن الزهد ليس كما تعلم الزهد أن تملك فتعف ألا تملك ما فى يدك.. يا هذا كم ملكت من جناح البعوضة «إشارة إلى تمثيل الله بأن الدنيا لا تساوى هذا الجناح» حتى تزهد فيه فالدنيا كلها إن ملكتها لا تساوى جناح البعوضة.. يا هذا إن مظهر العبد يدل على غنى سيده و هيئتى تدل على أن ربى كثير الفضل.. ومن هنا يظهر المعنى والجوهر فى حياة الصوفية والطريق القويم بمعناها الحقيقى الذى يبحث عنه المتصوفون.