رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

حكومة إثيوبيا الحالية لن توقّع على أي اتفاق!

504

لا تتعجب عزيزي القارئ.. نعم، إن حكومة إثيوبيا الحالية وجودها مرهون بعدم التوقيع على أي اتفاق بخصوص سد النهضة مع مصر والسودان، إذن لماذا يذهبون إلى المفاوضات ويظهرون أنفسهم فى موقف المظلوم صاحب الحق المهضوم؟

الحقيقة، إن إثيوبيا لن توقّع على أي شيء يخص سد النهضة فى وجود حكومة آبي أحمد، وأكبر ما يستطيعون تقديمه هو مجرد وعود لا قيمة لها، وأن معركتهم الحالية هي أن تستمر الأزمة بوضع العراقيل أمام الوصول لأي حل.. لماذا؟

إثيوبيا من أيام زيناوي وحتى الآن تقيم علاقات سرية وعلنية مع قوى دولية وإقليمية بهدف الاسترزاق من بعض الدول على خلفية أنهم يستطيعون الضغط على مصر بالتحكم فى شريان الحياة الوحيد وهو نهر النيل، والدول الكبرى تعلم أن إثيوبيا تقوم بالنصب السياسي على بعض القوى الإقليمية مقابل رشاوى للسياسيين وبعض المساعدات العسكرية التافهة!!

كما أن حكومة إثيوبيا الحالية تقاضت مبالغ كبيرة من بعض الدول مقابل الإسراع فى بناء السد وأن تلك الأموال قد صرفت بالكامل فى مدة عشر سنوات ولم يحدث شيء ولم يتم تعطيش مصر ولم يحجز السد الذي ملأ الدنيا ضجيجا إلا ٨ مليارات من المياه خلال عشر سنوات وتم إهدار ٥ مليارات من الدولارات جمعتها الحكومة الإثيوبية وفى عهد ثلاثة رؤساء تعاقبوا على الحكم والنتيجة لا حجز ماء ولا تولدت كهرباء (دوشة وهليلة.. ومفيش طحين)، إن الضغط على حكومة إثيوبيا الحالية لاستئناف المفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق يرضي كل الأطراف وبمراقبة دولية.. يعني فضح حكومة آبي أحمد وإقصائها عن السلطة بتهمة النصب على الشعب الإثيوبي بمشروع لن يكتمل أبدًا، خاصة بعد توقف كل مصادر التمويل لإكمال بناء السد لأسباب فنية وأخرى سياسية وهذا ما جعل حكومة إثيوبيا تطرح فكرة مشاركة مع شركات عالمية لإدارة وتشغيل السد، وبالطبع فى ظل هذه الأزمة لن تخاطر أي شركة عالمية فى هذه الشراكة، وتعتقد حكومة آبي أحمد أن محاولة استفزاز مصر والسودان لخلق نزاع مسلح قد يغطي على فشل مشروع السد ويلهي الشعب الإثيوبي عن المشاكل والكوارث السياسية والاقتصادية والصراعات القبلية والطائفية، وطبعا كلها باءت بالفشل الذريع، كما أن تدويل أزمة سد النهضة وضع حكومة آبي أحمد فى مأزق حقيقي لا يمكن الفكاك منه، إما بتوقيع اتفاقية ملزمة أو تضييق الخناق على الدولة المخنوقة أصلا.. والمتوقع هو رحيل آبي أحمد وجماعته، إذا وجد الشعب الإثيوبي أن حلمهم ببناء السد الذي سيجلب لهم أنهار العسل واللبن قد انهار وأصبح سرابًا.. ويعتقد الكثير من المراقبين أن الشعب الإثيوبي بدأ يفقد الثقة فى إمكانية اكتمال مشروع السد.