أمريكا لا تؤمن إلا بالمصلحة وحساب المكسب والخسارة، ولا تحترم إلا الأقوياء، ولا تعمل حسابا إلا لمن يستطيع أن يوجعها، ولنا فى كوريا الشمالية مثال لمن أوجع أمريكا.. قبل ذلك فى فيتنام عبرة وعظة للأمريكان.. وما حدث فى أفغانستان وأخيرًا فى أوكرانيا.. وتعرية ظهر الناتو.. وانبطاح الاتحاد الأوروبي أمام احتياجه للغاز الروسي.. وزمان قالوا فى الأمثال: “مش كل الطير اللي يتاكل لحمه”.. إيران أتمت نظام الصواريخ البالستية، وأصبحت تهدد إسرائيل وأوروبا وقواعد حلف الناتو فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.. والبرنامج النووي الإيراني أصبح قاب قوسين أو أدنى من الاكتمال.. وهو ما يعني حتمية الحصول على سلاح نووي، وكنا نظن أن عقوبات أمريكا وحلفائها ستحد من قوة إيران، لكن يبدو أن العقوبات الأمريكية زادت من قوة إيران، وطبعًا معروف مين اللي ساعد النظام الإيراني حتى يكون شوكة فى ظهر دول الخليج، ولكي تتمكن أمريكا وحلفاؤها من ابتزاز عائدات البترول وبيع سلاح بكميات تفوق الخيال، وطبعًا لولا فزاعة إيران لما فكرت السعودية والخليج فى صرف كل هذه الأموال على التسلح ومنح الأساطيل الأمريكيـــة والأوروبية حق استخدام كل الموانئ، وطبعا الهدف معروف، وهو الحماية ضد هجمات إيرانية محتملة.. وللأسف محتملة دي طويلة أوي ولا أحد يعلم متى تصبح غير محتملة، وليس هذا فحسب بل إن أمريكا كانت على علم بإمداد إيران لجماعة الحوثي بسلاح حديث وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار.. كل ذلك ليزداد الضغط على السعودية والخليج، وتزداد مبيعات السلاح وزيادة تدفق النفط أكثر وأكثر، ويبدو أن إيران نالت احترام أمريكا، حتى إن هناك تسريبات أن أمريكا تعارض إسرائيل وتحذرها من ضرب إيران، نعم لأن إيران هي الفزاعة التي تدر على أمريكا النفط والأموال من بيع السلاح وعقد المزيد من اتفاقات التسلح والدفاع المشترك، أمريكا لا تحترم إلا الأقوياء، وتحتقر الضعفاء، وقد قالها كيسنجر قبل ٤٠ عامًا.. العرب لديهم ثروة كبيرة ولابد أن نتحايل حتى نحصل عليها.. وليس أفضل لدينا من افتعال عدو وهمي أو صناعة عدو حقيقي لمزيد من مبيعات السلاح، واتفاقيات التعاون العسكري والتمكين من إنشاء قواعد عسكرية للدفاع عن منابع النفط وضمان تدفقه، وأن تظل الولايات المتحدة هى الأولى عالميًا فى احتياطيات النفط، فلتفعل أمريكا بنا ما تريد.. طالما أننا لا نعرف ما نريد.