صالون الرأي
فى انتظار الجهاز !
By amrأغسطس 08, 2022, 16:14 م
696
كتبت من قبل عن مهنة النشر مقالا بعنوان “مهنة فى خطر”، وأعتقد أن “الخطر” مازال قائمًا، فقد عانى الناشرون من الآثار السلبية لوباء الكورونا، منذ ثلاث سنوات وحتى الآن، وعانوا أيضًا من عدم الاهتمام الحكومى وغياب المساندة المادية والمعنوية، بل عندما طلبت منهم الدولة المشاركة فى معرض الكتاب فى غير موعده، سارعوا بالتنفيذ وشاركوا فى إنجاح المعرض الذى حظى – وقتها – بإقبال كبير رغم أنف الكورونا!.
وإذا كانت المعارض الخارجية والداخلية قد عادت إلى “سيرتها الأولى”، وبدأت الدنيا “تنقط”، ولو على استحياء!، إلا أن المهنة والتى أصبحت “صناعة متكاملة” مازالت تعانى من ارتفاع رسوم الجمارك على مستلزمات الإنتاج، ناهيك عن ارتفاع أسعار الورق والأحبار وبشكل مبالغ فيه!.
أضف إلى ذلك عدم الاهتمام بتنمية عادة القراءة، مثل تراجع نشاط مكتبة الأسرة لدرجة الاختفاء، وعدم استرجاع مهرجان القراءة للجميع، باستثناء ما تقوم به مؤسسة دار المعارف من خلال مبادرة “أسرة تقرأ.. أمة تنهض” للعام الخامس على التوالى.
ولا يخفى على أحد أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج يزيد من تكلفة طباعة الكتاب، ومن ثم يكون مرشحا للتزوير، رغم أنف المؤلف والناشر بسبب “الفارق” الكبير بين سعر الكتاب الأصلى والمقلد أو المزور!.
أضف أيضًا إلى ما تقدم تراجع “مطبوعات” بعض الوزارات، ومنها التعليم فى المؤسسات الصحفية، ودور النشر الكبرى، وانخفاض مخصصات دعم الكتاب فى ميزانية وزارة الثقافة مع تراجع دور المكتبات العامة وانخفاض عددها، كل ذلك تزامن مع اتجاه الأجيال الجديدة لتفضيل القراءة – إن قرأوا – على شاشات أجهزة الحاسب أو التليفونات المحمولة!.
والمعنى.. وفى ظل المعطيات السابقة، يمكن القول أن المستمر فى مهنة الناشر.. أصبح كالقابض على الجمر! ولابد من الدعم والمساندة له.
وقد وعد رئيس الوزراء منذ عدة أشهر بإنشاء جهاز قومى لحماية الملكية الفكرية، يضم تحت مظلته كافة المكاتب المعنية، مثل مكاتب براءات الاختراع، أو حماية حق المؤلف وإجمالًا.. حماية كل ما يبدعه العقل البشرى من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية، وذلك إلى جانب التصميمات والعلامات التجارية والألحان وكلمات الأغانى.. ألخ.
وبالطبع سوف يقوم الجهاز بحماية هذه الحقوق، سواء كانت أدبية أو مادية، ومكافحة التزوير أو التقليد أو الاستيلاء على إبداعات الغير.
وأعتقد أننا فى غنى عن إعادة التأكيد على ضرورة حماية “الإبداع” بكافة أشكاله لأنه الأداة والمحرك الأساسى لتحقيق التقدم فى المجالات المختلفة، وهو أساس نهضة الأمم القائدة وليس المقلدة!.