تركيا تحاول أن تكون على الحياد فى صراع حلف الناتو مع روسيا حول الأزمة الأوكرانية، بعد أن قدم أردوغان مصلحة تركيا على حلف الناتو.. تركيا بعد ما حدث فى أوكرانيا أصبحت لا تعول كثيرا على حلف الناتو، خاصة بعد أن فقدت أي أمل فى الانضمام للاتحاد الأوروبي.. وأصبحت روسيا هي الأقرب ولا يجوز خلق عداوة معها لحساب الناتو.. ولذلك يرى كثير من المراقبين السياسيين أنه ربما تخرج تركيا من حلف الناتو لو تأزمت الأمور؛ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة فى حال تدخل حلف الناتو عسكريا، وهو ما يعني بالقطع أن تكون قواعد الحلف فى تركيا مستهدفة من الجيش الروسي؛ وقد أشيع أن الجانب التركي  قدم معلومات مهمة  عن حلف شمال الأطلسي، وعن قواعد الحلف وقواعد الولايات المتحدة فى تركيا إلى الروس، وكذلك عن الوجود الاستخباراتي الأمريكي فى منطقة آسيا الصغرى، مقابل أن تكون تركيا بعيدة عن مرمى الآلة العسكرية الروسية فى حال تطور الصراع إلى حرب مباشرة بين روسيا والناتو، وفى المقابل تتعهد روسيا بإعلان تحالف تركي إيراني روسي فى حالة إذا استغنى حلف شمال الأطلسي عن خدمات تركيا ونقل القواعد إلى مناطق الأكراد الذين يسعون إلى إقامة دولة برعاية أمريكية، وهو الأمر الذي لن تقبله تركيا أيضا وستعارضه بشدة وربما تجتاح إقليم كردستان عسكريا.. المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية وإعادة تخطيط مناطق النفوذ.

ويبقى السؤال.. أين العرب من هذا الصراع؟

الحقيقة دول الخليج والسعودية ومصر تحتفظ بأهم أوراق اللعب وهي أوراق قوية ولن تخرج الدول الثلاث إلا بما يرضيها، وإلا انقلب الصراع إلى خسارة كبيرة أبسطها وقف ضخ الغاز والبترول، وهو ما يعني توترًا شديدًا قد يقود أمريكا إلى مغامرة أخرى، لكن هذه المرة سيكون عليها مواجهة الدب الروسي وتحالفه مع الصين وكوريا الشمالية وفيتنام.. يعني شفا حرب نووية، وهو ما لن يقدر عليه أحد ولن يكون هناك منتصر ومهزوم.. وقد صرح بذلك فلاديمير بوتين فى آخر لقاء تليفزيوني له.. حيث قال بالحرف الواحد إن أي نزاع دولي مسلح للسيطرة على مناطق استراتيجية أو محاولة اغتنام فرصة اضطراب الأوضاع العسكرية  فى الشرق الأوسط وآسيا الصغرى، يعني حربًا عالمية نووية، لن يكون هناك أحياء على الأرض.