رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اتساع رقعة الصراع بين روسيا وأوكرانيا

768

– «مسيرات كييف» تبدد احتمالات التفاوض

رغم الحديث المتكرر عن مسار المفاوضات فى الحرب الروسية الأوكرانية إلا أن مسارات التصعيد بين الجانبين تزداد يومًا بعد يوم، فمنذ شهر أغسطس الماضى اتسعت رقعة الصراع إلى العمق سواء فى جزيرة القرم أو داخل حدود الدولة الروسية، ما اعتبره خبراء عسكريون تطورًا خطيرًا يهدد بنشوب حرب شاملة وذلك بعد الاتهامات المتبادلة بين روسيا والناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الدعم الغربى لكييف بالمال والسلاح، وزادت التحذيرات من مواجهة مباشرة مع الناتو واعتبار أمريكا طرفًا مباشرًا فى الصراع وتتخطى الخطوط الحمراء .

منذر جاهين

كان رئيس أركان الجيش الأوكرانى، فاليرى زالوجنى، اعترف للمرة الأولى فى سبتمبر الماضى بتنفيذ ضربات صاروخية استهدفت فى أغسطس قواعد روسية فى شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا فى العام 2014، مهددًا بمواصلة هذا النوع من العمليات، وكتب فى مقال نشرته وكالة أنباء Ukrinform الحكومية، أن أوكرانيا نفذت بنجاح ضربات صاروخية على قواعد عسكرية للعدو خصوصا على مطار ساكى.

وفى أكتوبر الماضى، وقع تفجير جسر القرم، الذى عده مراقبون وخبراء عسكريون، تطورًا تصاعديًا جديدًا فى مسار الحرب الروسية الأوكرانية؛ ليضرب رمزية ضم موسكو لشبه جزيرة القرم وطريق الإمداد الرئيسى للقوات الروسية، وحينها لم يتوقع أحد أن ينتقل الصراع إلى العمق الروسى، لتقع حادثتى ضرب قاعدتين عسكريتين تضم إحداهما قاذفات نووية، فى

5 ديسمبر الجارى، الأولى فى قاعدة ريازان على بعد 185 كيلومترا جنوب شرقى موسكو، والثانية فى قاعدة إنجلز الجوية فى منطقة ساراتوف التى تبعد 600 كيلومتر على الأقل من أقرب أراض أوكرانية، وبعدها بيوم واحد فقط، أعلن حاكم روسى، أن هجومًا بطائرة مسيرة على مطار فى منطقة كورسك الروسية أشعل النار فى صهريج لتخزين النفط، بحسب وكالات.

وفى السياق ذاته، قال المحلل العسكرى الأوكرانى سيرهى زجوريتس، إن «قواعد القوات الجوية التى قُصفت، هى المنشآت الوحيدة فى روسيا التى يمكنها خدمة القاذفات المستخدمة لشن هجمات على أوكرانيا بشكل كامل».

وكتب زجوريتس، على الموقع الإلكترونى لقناة إسبرسو، «إن قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على الوصول إلى أهداف عسكرية فى عمق أراضى روسيا الاتحادية له معنى رمزى ومهم للغاية».

كما اعتبــر الخبيــــر الأوكرانى بالعلاقات الدولية قسطنطين جريدين، فى تصريحات لموقع «سكاى نيوز عربية»، أن «الهجوم يعد مَشروعًا فى ظل القصف الروسى المتواصل»، موضحًا أن «هناك عدة رسائل من هذا الهجوم، أولها، أن كييف لن تتفاوض دون انسحاب كامل للقوات الروسية من المدن التى تسيطر عليها، وثانيها أن قدرات الجيش الأوكرانى مستمرة فى التصاعد وتستطيع استهداف الداخل الروسى».

وأضاف جريدين، أن «التصعيد الأوكرانى ليس وليد الصدفة بل رد على تدمير البنية التحتية للبلاد وبالأخص العاصمة كييف، وأن استهداف الداخل الروسى يرجع لتشتيت تركيز روسيا فى الداخل الأوكرانى»، معتبرًا إياه «استراتيجية محورية فى خريطة الصراع».

وبذلك تدخل «الطائرات المسيرة» المعادلة فى الحرب الروسية الأوكرانية وتعد رقمًا استراتيجيًّا صعبًا يهدد بتصاعد مسارها، وزاد الأمر تعقيدًا بعد أن كشف موقع صحيفة «التايمز» البريطانية فى تقرير له، عن إعطاء البنتاجون تأييدًا ضمنيًا للهجمات الأوكرانية بعيدة المدى على أهداف داخل روسيا بعد الضربات الصاروخية المتعددة التى شنها الرئيس بوتين على البنية التحتية الحيوية فى كييف.

وقال مصدر دفاعى أمريكى، بحسب التقرير، «إن البنتاجون حاليا لا يقول لكييف، لا تهاجم الروس، فى روسيا أو القرم، لا يمكننا إخبارهم بما يجب عليهم فعله، إن الأمر متروك لهم فى كيفية استخدام أسلحتهم، وأن واشنطن تطالب فقط بأن تلتزم كييف بالقانون الدولى واتفاقيات جنيف عند استخدام الأسلحة التى توفرها الولايات المتحدة».

وذكر التقرير أن «مسئولى البنتاجون يفكرون الآن «بجدية» فى طلبات أوكرانيا للحصول على أسلحة بعيدة المدى يمكن استخدامها لشن ضربات فى عمق روسيا»، وقال مسئول دفاعى أمريكى كبير لصحيفة «التايمز»: «لا شىء غير مطروح على الطاولة».

فى المقابل، حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من أن الولايات المتحدة سوف «تتجاوز الخط» إذا كانت ستزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين فى وقت سابق: «إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فستتجاوز الخط الأحمر، وستصبح طرفًا مباشرًا فى الصراع».

من جانبه، قال الباحث الروسى فى تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، فى تصريحات لموقع «سكاى نيوز عربية»، إن «الغرب وواشنطن متهمان قبل أوكرانيا فى تلك الهجمات».

وأوضح بلافريف، أن «كييف اعتمدت استراتيجية استهداف العمق الروسى آخر

 3 أشهر نتيجة عوامل عدة، أهمها، المساعدات الغربية والأمريكية والتى نجد أن معظمها خاص بالحرب الجوية، مثل، مسيرات انتحارية، وصواريخ موجهة بمدى متوسط وبعيد، كما تم تدريب الآلاف فى الداخل الأوكرانى وخارجه أيضا على استراتيجية الاستنزاف».

وأضاف بلافريف، أن «عدم الحسم الروسى للمعارك على الأرض حتى الآن نتيجة الدعم السخى، ساعد كييف على اتباع الهجوم بعد الدفاع»، مشيرًا إلى أن «عمليات استهداف العمق الروسى جميعها تتم عن طريق المعلومات الاستخباراتية من الغرب وواشنطن والتى تقدم لكييف، وهذا ما حدث فى الهجوم على جسر القرم».

وفى السياق ذاته، عبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو» عن قلقه من أن القتال فى أوكرانيا قد يخرج عن نطاق السيطرة ويصبح حربًا بين روسيا والحلف.

وقال ينس ستولتنبرج لشبكة البث النرويجية «إن آر كيه»، إن «الحرب فى أوكرانيا يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة تنتقل إلى حرب كبرى بين الناتو وروسيا… نحن نعمل على ذلك الأمر كل يوم لتجنب ذلك، ولا شك فى أن حربًا شاملة هى احتمال»، مشددًا على أنه «من المهم تجنب صراع يشمل المزيد من الدول فى أوروبا ويتحول إلى حرب شاملة فى أوروبا»، بحسب أسوشيتد برس.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.