https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

طهران وتل أبيب حلفاء ولكن.. !

694

لا شك أن إسرائيل وإيران يوحدهما رابط العداء ضد العرب، ولا شك أنهما حليفان يجمعهما مصالح مشتركة منذ التاريخ، وهذا برغم خلافتهما المعلنة، ولا يخفى على أحد أن إيران لم تضرب صاروخا واحدا على إسرائيل، وإنما دائما توجه صواريخها وميليشياتها على العراق وسوريا، ونفس الحال إسرائيل لم تلق بقذيفة واحدة على إيران، وتضرب بطيرانها سوريا كلما يحلو لها بحجة استهداف مواقع إيرانية، وهي من دمرت مفاعل العراق فى مرحلة ولادته، ولم تقذف بقنبلة صوت على مفاعل أصفهان أو على أخواته.

وبمعنى أكثر دقة يتبادل الطرفان الأدوار على المنطقة العربية، وتكشف صحيفة صنداي تلغراف أن إسرائيل استعانت بصور وخرائط من إيران للهجوم على مفاعل العراق، وحين النظر فى علاقاتهما التاريخية، نشاهد أوصالها الوطيدة منذ “كورش” ملك إيران مخلص بني إسرائيل، ونلاحظ أن كليهما يشعلان النعرات الطائفية بين العرب، وتنقل صحيفة “ويك آيند” الدنماركية تصريحات عن مسئولين بالخارجية الإيرانية تفيد بأن العرب مجرد بدو وحضاراتهم طارئة، ظهرت بعد النفط، أما الحضارة الفارسية فهي ممتدة منذ آلاف السنين.

ولضمان حيادية الحديث عن الحلف الإيراني الإسرائيلي سوف نتناول آراء مفكرين من أبناء أوروبا وأمريكا، وفى مقدمتهم الكاتب “تريتا بارسي” أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “جون هوبنكيز”، يؤمن بوجود رابط قوي بين المثلث الإسرائيلي الإيراني الأمريكي، ويجمعهم المصالح والتنافس على إقليم الشرق الأوسطي.

ويفضح الكاتب عدة اجتماعات سرية عقدت بين طهران وتل أبيب فى أروقة العواصم الأوروبية، وذكر منها مؤتمر أثينا فى 2003 الذي بدأ أكاديميا وتحول إلى جلسة تفاوض، غير ما تم من اتفاق بين إيران وأمريكا قبل غزو العراق، وتقديم المساعدات لواشنطن.

ويعرض معلومة أن إسرائيل الوحيدة التي لها أحقية اختراق الحصار الأمريكي على إيران ولذا تورد الأسلحة لنظام الخميني، وإيران تورد للاحتلال النفط المحظور تصديره، ويشير الكاتب إلى أن اللوبي الإسرائيلي نصح الإدارة الأمريكية فى بداية الثمانينات ألا تلقي بالا من النعرات الإيرانية؛ لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها، ويجزم بأن أمريكا هي التي مهدت للتوغل الإيراني فى العراق وسوريا.

وفى الختام برغم تحالف طهران وتل أبيب تساور علاقتهما الشك، وصرح بذلك الكاتب بارسي وغيره من المفكرين، ويوضح أن أسرائيل كانت تعطل مساعي كثيرة للتقارب الأمريكي الإيراني، خشية أن تقوى العلاقات بينهما على حساب إسرائيل فى المنطقة.