أحزننى بشدة غياب منتخبنا القومى لكرة القدم عن المشاركة فى بطولة كأس العالم الأخيرة والتى أسدل عليها الستار – الأسبوع الماضى – وما سببه من “كسرة نفس” الجماهير المصرية التى كانت تنتظر منه الكثير.

والحقيقة أننى فضّلت عدم إثارة هذا الموضوع إلا بعد انتهاء البطولة.. لفتحه.. لتكون هناك وقفة جادة من الدولة لمناقشة أسباب هذا الإخفاق وتحديد المسئول عنه خاصة بعدما شاهدناه من أداء رفيع المستوى للمنتخبات العربية والإفريقية التى شاركت فى البطولة وأبهرت العالم بأدائها، حيث كانت ندا لأكبر المنتخبات ذات الصيت والشهرة ووصول المنتخب المغربى إلى المركز الرابع ليكون أول فريق عربى وإفريقى يصل لهذا المركز فى تاريخ كأس العالم.. ولدرجة جعلت رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم “الفيفا” يختار المغرب لإقامة كأس العالم للأندية عندها العام القادم تكريمًا لأداء منتخبها.. فضلاً عن فوز السعودية على الأرجنتين، وتونس على فرنسا، وغيرها، مما جعلنى أتساءل كيف تقدمت هذه المنتخبات العربية وتخلف منتخبنا؟! رغم أن تاريخنا الكروى يفوق هذه المنتخبات العربية.. ولدينا أفضل اللاعبين العالميين الذين يلعبون بالأندية الكبرى الإنجليزية والأوروبية أمثال محمد صلاح والننى وتريزيجيه وعمر مرموش وغيرهم، فضلا عن أن الدولة لم تقصر فى إنفاق مليارات الجنيهات للارتقاء بالمنتخب.. مما يعنى أن “فى حاجة غلط” لدينا.

فالمشكلة – على بلاطة – ليست فى اللاعبين فلدينا أكفأهم والذين حققوا نجاحات فى الأندية الإنجليزية والأوروبية.. ولا فى المدرب فدائما ما نستعين بأكفأ المدربين سواء على المستوى الوطنى أو الأجنبى.. لكن المشكلة فى القائمين على إدارة المنظومة الرياضية خاصة اتحاد الكرة والمسئول عن اللعبة الذى تفشى فيه الفساد “لحد الركب” من محسوبية ومجاملات وعمولات و”فلوس” من تحت الترابيزة بالملايين، وخير مثال لهذا الفساد أنه عندما تم التعاقد مع المدرب البرتغالى “كيروش” اتفقوا معه على تقاضى 150 ألف دولار كراتب شهرى فى حين لما ذهب لتدريب المنتخب الإيرانى عقب إقصائه من تدريب منتخبنا حصل على 50 ألف “بس” أى أقل من نصف المبلغ الذى كان يتقاضاه فى تدريب منتخبنا.. فهل فى فساد أكثر من ذلك؟.. وبالتأكيد لابد أن تكون المحصلة “صفرا”.

فالمشكلة ستظل قائمة فى إدارة اللعبة مادام الفساد والسبوبة والمحسوبية منتشرة فى المنظومة الرياضية وفى اتحاد الكرة خاصة، كما ستظل قائمة طول ما كرة القدم عندنا قائمة فقط على ناديى الأهلى والزمالك.. فإننا سنظل “محلك سر” ولن تتقدم الكرة فى مصر خطوة للأمام.

والمصيبة الكبرى أننا لم نتعلم من أخطائنا طوال السنين الماضية.. ففى كل مرة نخسر فى التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم ثم نعلق الفشل على شماعة المدرب ونقوم بإقصائه لتهدئة الرأى العام وليتكرر نفس السيناريو مع كل تصفية مؤهلة لكأس العالم.. إننا فى أشد الحاجة لإقصاء الفاسدين وإحداث ثورة تصحيح داخل المنظومة الرياضية بشكل جذرى وتغيير اتحاد الكرة بالكامل واستبدالهم بالكفاءات من أصحاب الأيادى النظيفة أمثال طاهر أبوزيد وحسن شحاتة وغيرهما.. إذا كنا نريد أن يكون لنا وجود فى كأس العالم القادم.