دائما شهر فبراير فيه أحداث غير عادية، ففى نفس هذا الشهر قامت الحرب بين روسيا وأوكرانيا ومازالت حتى الآن رغم تداعياتها الشديدة والمؤلمة للعالم من أزمة اقتصادية يعانى منها الجميع وكذلك مقتل الآلاف من الأبرياء فى البلدين مع العدد الأكبر من كل من الجيش الروسى والأوكرانى بما يفوق ضحايا الحرب العالمية الثانية ومازلنا ننتظر.

زلزال سوريا .. تركيا

منذ أيام قليلة ضرب زلزال شديد كل من الأراضى التركية وعدد كبير من المحافظات السورية التى مازالت تعانى الحصار الاقتصادى والحرب المستمرة فى أراضيها وعلى حدودها وآثار ذلك على الاقتصاد السورى واستعداد البلاد لمثل هذه الأحداث.

زلزال مدمر بمقياس 7.6 ريختر مما خلف حتى كتابة هذه السطور ما يقرب من 30 ألفًا بين قتيل ومصاب فى فاجعة مؤلمة هى الأكبر منذ أكثر من أربعين عامًا.

وأيضًا تلى هذا الحدث العديد من التوابع بدرجات أقل ولكن كان التأثير الأكبر للزلزال الأول، حيث خلف دمارا شاملا لملايين من البنايات فى كل من البلدين.. وكانت الظروف الجوية عائقا أمام وصول فرق الإنقاذ المحلية والمساعدات الطبية وغيرها إلى هذه المناطق، حيث إن شبكة الطرق لا تستوعب أو تيسر وصول هذه المساعدات ولجأت تركيا إلى المساعدات وفرق الإنقاذ من خلال الجو للوصول إلى هذه المناطق وإنقاذ المواطنين، الذين يمكن أن يزالوا على قيد الحياة وقد نجحت بعض الجهود فى إنقاذ أحياء كثيرين تحت الانقاض.

وأعلن الرئيس التركى عن وصول فرق إنقاذ من 14 دولة وبدأت بالفعل العمل على الأرض مع توقع وصول فرق أخرى من أكثر من ستين دولة للمساهمة فى تخفيف أعباء هذه الكارثة الإنسانية مع محاولة إيجاد مأوى لأصحاب الأماكن التى تهدمت بفعل الزلزال.

أما سوريا فلا تزال حجم المساعدات التى قد تصل قريبًا قليلة وعدد الداعمين قليلا.. وأعلنت بعض الدول العربية عن تقديم مساعدات لسوريا.

كما أعلن الرئيس السيسى عن تقديم مساعدات لكل من سوريا وتركيا وقام بالتواصل مع المسئولين فى البلدين لمواساتهم فى هذه الكارثة الإنسانية والإعراب عن التضامن معهم والمساعدة بما يلزم فلن تتوقف مصر عن إمداد سوريا وتركيا بالمعونة فى هذه الأزمة الكبيرة.

نداء للإنسانية

فى ظروف الشتاء القارس التى تمر علينا وعلى العالم نجد هؤلاء الأخوة فى كل من سوريا وتركيا مشردين بلا مأوى، حيث دمرت بيوتهم وهم الآن يقيمون فى المدارس أو أماكن إيواء مؤقتة أعدت لهم.. يحتاج كل منهم إلى الغذاء والكساء والأدوية والعلاج للمصابين.. نأمل أن يتكاتف العالم من أجل مواجهة تبعات هذه الزلازل وإنقاذ الضحايا ومد يد المساعدة إلى هذه الدول والوقوف معها بكل أنواع المعونة متناسيين أى خلافات أو خصومات سياسية وإعلاء القيمة الإنسانية.. كذلك عمل منظمات المجتمع المدنى وهيئات الإغاثة.

الأمل معقود على تكاتف العالم وهناك ضرورة للاستجابة، حيث إن الظروف قاسية وسوريا لا تملك المعدات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة أو البترول لتحريك سيارات الإسعاف التى أُنهكت بسبب الحالة التى تعيشها البلاد منذ سنوات.

تحتاج سوريا إلى كل شىء من الأشقاء فى الوطن العربى بدءًا من جهود المتطوعين فى الإنقاذ إلى المعدات اللازمة والأموال لكى تسارع فى إنقاذ أبنائها.

هذا وحده الآن ولكن يبقى إعادة الإعمار السريع وما يتطلبه من أموال لبناء المساكن المتضررة وإزالة الركام الخاص بالأبنية المتهدمة.

نحن فى أيام من أفضل أيام الله شهر رجب الذى يجب أن يتنافس فيه المسلم بالعمل الصالح لندخل رمضان بإذن الله ونحن مقبولون على طاعة الله وخير العمل إطعام الطعام وإنقاذ هؤلاء المشردين وعلاج المصابين والمساعدة على عودتهم فى أقرب وقت إلى حياة كريمة.

إن لله فى أيامه نفحات نأمل أن تكون هذه الأيام لنا وليست علينا.

ختام معرض الكتاب

اختتم أيضا الأسبوع الماضى معرض الكتاب فى دورته الـ 54 بنجاح عظيم لم يتحقق منذ سنوات، سواء للناشرين المشاركين من عرب وأجانب ومصريين.

ويسعدنى أولا عن دار المعارف والشركة القومية للتوزيع أن أعلن أن دار المعارف حققت نجاحا غير مسبوق بتقديم أكثر من 150 عنوانا جديدا للمعرض فى إصدارات مختلفة فى شتى مناحى الثقافة، بالإضافة إلى النشر السابق والخصومات التى قدمتها من 20% إلى 80%..

وبازل الأطفال وطبعات مجلد للقصص البوليسية الشهيرة وغيرها من الكتب وأهمها الأقليات المسلمة والدبلوماسية الثقافية ومجلة الزهور وعقد أربع ندوات وحفلات توقيع للإصدارات الخاصة بالمؤسسة فى دورة قوية لدار المعارف.

أيضا قدمت القومية النشر الخاص بدار الشعب ودار التعاون وأيضا إصدارات حديثة لها، بالإضافة إلى ما توزعه من إصدارات لناشرين عرب ومصريين.

كذلك قدمت القومية الخدمات اللوجيستية للمعرض من خدمات الناشرين بنقل من مخازنهم وإلى المعرض والعكس، كذلك خدمات الشحن للعملاء داخل مصر وخارجها، خدمات مميزة تقدم للعام الثالث بتطور كبير وهدفها سهولة حركة الناشر والقارئ..

أيضا خدمات البيع بالتقسيط لأول مرة، دار المعارف والقومية ومبادرة بدأناها لتكون مساهمة من بنك مصر؛ لتيسير حصول القارئ على احتياجاته بالتقسيط على 12 شهرا بدون فوائد.. معرض ناجح وكل عام وأنتم بخير.