تعمل الدولة على توفير أذرع اقتصادية وتنموية جديدة بهدف تطوير التصنيع وتوفير المنتجات للمواطنين بأسعار مناسبة وتشجيع المنافسة العادلة في السوق المصري، لذلك افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المرحلة الثانية من مشروعات مدينة «سايلو فودز» الغذائية إحدى المنظومات الصناعية المتكاملة في مدينة السادات، حيث تم التخطيط للمدينة الصناعية الغذائية على مسطح 850 فدانا، وتشمل « سايلو فودز» على مسطح 135 فدانا، ومصنع منتجات الألبان على مسطح 25 فدانا، ومجمع مصانع على مساحة 120 فدانا، بالإضافة إلى 560 فدانا توسعات مستقبلية.
تامر عبدالفتاح
في مداخلة للرئيس السيسي حول سداد جهاز الخدمة الوطنية لمستحقات الدولة، قال مدير مشروعات الخدمة الوطنية اللواء أركان حرب وليد حسين أبو المجد إن كل شركات الجهاز تخضع للرقابة من الجهاز المركزي للمحاسبات والأجهزة الرقابية داخل القوات المسلحة، مصيفا أن الجهاز سدد عن العام المالي 2022 حوالي 14 مليار جنيه منها 6 مليارات جنيه للكهرباء و3 مليارات جنيه للغاز، و4.5 مليار جنيه ضرائب والباقي للمياه والخدمات الأخرى، مشيرا إلى أن الجهاز قام بدفع 230 مليون جنيه للتأمين على العمالة المدنية الموجودة فى الجهاز.
وأضاف مدير مشروعات الخدمة الوطنية أن الهدف من تنفيذ جهاز المشروعات الوطنية المساهمة فى تأمين جزء من احتياجات السوق المحلي، بما يخفف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة، وأن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية يتحمل تكلفة الكهرباء والمياه وكافة الخدمات التي يحصل عليها من الدولة.
قواعد المنافسة
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ملتزم بقواعد المنافسة العادلة، حيث تقوم الشركات التابعة له بتسديد كل مستحقات الدولة فيما يتعلق بتكاليف المياه والكهرباء والضرائب وغيرها.
وقال الرئيس السيسي إن الحكومة أعلنت عن طرح عدد من الشركات الحكومية من بينها شركتان تابعتان لجهاز الخدمة الوطنية بالبورصة، مشيرا إلى أن الحكومة مستعدة لطرح المزيد من الشركات بالبورصة أو طرحها للشراكة مع القطاع الخاص الذي يمكن أن يسهم بشكل إيجابي فى ذلك الإطار بعد أن تحقق الهدف الرئيسي من هذه الشركات فى توفير الإنتاج.
واستفسر الرئيس السيسي عن الجهود التي يقوم بها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالتعاون مع وزارة التموين، من أجل إعادة تأهيل وتطوير مصنعي قها وأدفينا.
ووجه الرئيس السيسى، رسالة طمأنة للمصريين، حول استقرار المخزون الاستراتيجى للسلع مدة 6 أشهر، رغم الأعباء المالية الكبيرة.
وقال الرئيس السيسي: «مش عاوزين نتكلم فى موضوع الأكل كتير فى التليفزيون.. ميصحش.. الحاجة موجودة واحنا شفافين جدا معاكم وصادقين جدا وبنقولكم كل حاجة.. موسم القمح والرز والبنجر والقصب ده معناه حتى لو انت شايف 4.5 شهور للقمح ده معناه أن الإنتاج القادم ده بيسلم ده ومحافظين على 6 شهور.. رغم أن ده بيكلفنا أعباء مالية.. ومعناه حجز فلوس لمدة 6 شهور.. يعنى باشترى وأحطهم فى المخازن.. ده اللى احنا بنعمله وتكلفة كبيرة جدا فى ظل اللى بيحصل فى العالم كله.. لكن لا باس مستمرين على موقفنا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة اللى بتقابلنا».
التغذية المدرسية
وطالب الرئيس السيسي بزيادة عدد الطلاب المستفيدين من مشروع التغذية المدرسية وزيادة الإنتاج المخصص لذلك المشروع؛ لمواجهة ما قد يطرأ من نقص فى المعروض فى وقت ما، خاصة أن المنتج صالح لعدة شهور ويتم إنتاجه وفقا للمعايير الصحية العالمية ومعايير هيئة سلامة الغذاء.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، « إن منظومة التغذية المدرسية مستقرة ومؤمنة.. ومفيش مشكلة فى الكلام اللى كان قبل كده.. بنحاول تكون عناصر التغذية مناسبة لسن الطلبة وعاوزين نحسن مش باكو بسكوت بس».
وأوضح الرئيس السيسى، إن مصر تستورد 2.5 مليون طن زيت طعام، وهذا الرقم يمثل نسبة 90 % من حجم احتياجات الدولة، مضيفا: «بنستورد 2.5 مليون طن زيت وده أكتر من 90% من احتياجاتنا وشغالين فى خطة لزراعة 52 ألف فدان فول صويا.. والعام القادم 500 ألف فدان فول صويا لزيادة حجم إنتاج الزيت من فول الصويا.. وعلشان الفلاح المصرى يستفيد بدل ما بنشتريه من بره».
وأضاف الرئيس السيسي: «متنسوش أن البلد خلال 40 سنة زادت بنسبة كبيرة جدا.. وكمان الدولة مقدرتش تعمل خطط وتنفذها تجابه بها هذا النمو الكبير».
وطمأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، جمع المصريين، بتوافر السلع قائلا: «أطمئن الجميع بأن السلع موجودة ومفيش فيها مشكلة، والأزمة اللى مرت علينا خلال 4 شهور إن شاء الله متجيش تانى، ونكمل طريقنا بشكل أفضل مما كنا عليه».
وتابع: أن المصنع الذي نفتتحه اليوم رغم ضخامته ليس كبيرا بالنسبة للدولة المصرية ولا يغطي إلا 18% من الاستهلاك المحلي ومع ذلك فقد احتاج وقتا كبيرا لإنشائه.
وقال الرئيس السيسي «إننا سنفتتح الشهر المقبل مصنع الأسمدة الأزوتية الذي احتاج إنشاؤه نحو ثلاث سنوات».
وأضاف أننا نحتاج 100 مليار دولار على مدى سبع سنوات لسد الفجوة الاستيرادية، التي تصل إلى نحو 30 مليار دولار سنويا، لافتا إلى استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة فى هذا الشأن.
وأكد الرئيس السيسي أن هدف تحقيق تغذية مدرسية مؤمنة قد تحقق، حيث تتم بشكل مؤسسي، مع مراعاة سلامة الغذاء، مشيرا إلى أن عمل القطاع الخاص سيضيف حوكمة أكثر وأداء أفضل.
وطالب الرئيس بزيادة كميات الإنتاج فى منظومة التغذية المدرسية؛ لمجابهة الزيادة السنوية فى عدد الطلاب، قائلا «عندما تحدثنا عن الوجبات المدرسية منذ أربع سنوات كان العدد المستهدف محددا وعند التطبيق وجدنا زيادة فى عدد الطلاب بنحو 2 مليون طالب، بحيث أن العدد زاد من 13.5 مليون طالب إلى 15.5 مليون طالب.
العلاقات مع الأشقاء
وأكد الرئيس السيسي، أن سياسة مصر تتسم بالاعتدال والتوازن والانظباط الشديد تجاه الجميع فى الداخل والخارج، مضيفا: «عاوز أقول بتابع مواقع التواصل وبشوف أنه ساعات حماس زيادة أو حتى أقول تجاوزات فى الكلام مش بتكلم عن موضوعات محلية بتكلم عن موضوعات خاصة بعلاقتنا مع أشقائنا وده أمر ننتبه إليه كويس».
أضاف الرئيس السيسي: «أرجو أننا نخلى بالنا، مواقع التواصل بتعكس مدى فهمنا ومدى تقديرنا للعلاقات مع الأشقاء، وبالتالى لما يبقى فيه موضوع يتم تداوله بدون أساس وملوش خلفية بنقعد ونتكلم فى أمور قد لا يكون لها أساس من الصحة، طيب ليه؟.. هنمشى وراء بعض المواقع المغرضة اللى عاوزة تعمل فتنة بينا وبين الأشقاء.. أقل حاجة نعملها نسكت، أن مكوناش نقول كلام طيب نسكت.. حتى وسائل إعلامنا اللى احنا مش بنتدخل فيها.. احنا مش بنكتب الا دايما لصالح تحسين ودعم العلاقات مش العكس ، علاقتنا طيبة بالجميع وده منهج ماشين بيه ، وده مسار بننتهجه كدولة حتى فى الأزمات والخلافات الكبيرة».
وأكد الرئيس السيسي على ضرورة عدم توجيه الإساءة إلى الأشقاء وألا ننسى وقفتهم جانبنا، قائلا: «لا تنسوا الفضل بينكم».. مشيرا إلى أنه من غير اللائق ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى بعض المقالات التي تتناول علاقاتنا مع الأشقاء سواء فى المملكة العربية السعودية أو أية دولة أخرى.
وأوضح الرئيس السيسي أنه حتى فى الخلاف مع إثيوبيا حول سد النهضة، لم يصدر عن الدولة أي تصريح أو تصرف مسيء.
ووجه الرئيس حديثه مخاطبا الإعلاميين ومن يدونون على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا «في حال تواجد تصريح سيتم الإعلان عنه بشكل رسمي»، لافتا إلى أنه فى حال لم يتم صدور تصريح رسمي فإن ذلك يعني أن الأمور تسير بشكل طبيعي وجيد ويجب أن نراعي تلك الجوانب فى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، مجددا حرص مصر على العلاقات الطيبة مع الأشقاء».
ثروة بلدنا
وخلال الافتتاح، تم عرض فيلم تسجيلي عن المرحلة الثانية من مشروع « سايلو فودز» بعنوان (ثروة بلدنا)، حيث بدأ الفيلم بمقولة منظمة الصحة العالمية «الأغذية غير المؤمنة حلقة مفرغة من الأمراض تؤثر على جميع الأفراد، خاصة الرضع والأطفال الصغار والمسنين والمرضى».
واستعرض الفيلم مراحل تطور زراعة القمح فى مصر، حيث يتم توزيع ألفي طن قمح يوميا على كل المصانع داخل مدينة «سايلو فودز» للصناعات الغذائية المتكاملة، والتي تم فى مرحلتها الأولى افتتاح 6 مصانع منتجة وكل يوم هناك مرحلة جديدة لمصانع عملاقة.
وأشار الفيلم إلى أن اليوم يشهد الاحتفال بافتتاح 6 مصانع جديدة فى المرحلة الثانية (ثروة بلدنا)، منها مصنع الألبان ومشتقاته، الذي يتكون من 6 خطوط لإنتاج الألبان، و3 خطوط لإنتاج الجبن بعبوات وأوزان مختلفة تعمل على توفير سنويا 200 ألف طن من الألبان ومشتقاتها، وهي منتجات استراتيجية تحقق المفهوم الأمثل لمعنى الأمن الغذائي، حيث تمكنا من توفير 600 مليون وجبة مدرسية (غذاء صحي آمن) لأطفالنا لنحصل على درع (جينيس) الشهير لتحقيق الرقم القياسي لأكثر عدد وجبات مدرسية خفيفة تم استلامها خلال عام.. ومصنع البسكويت بطاقة 7800 طن سنويا الذي يعمل بمنظومة آلية لتوفير منتج غذائي آمن، ومصنع إنتاج الحلاوة والطحينة بطاقة إنتاجية 16 ألف طن سنويا والمواد تخرج من المصنع آمنة دون لمس ويمتلك أسطولًا كبيرًا من السيارات لنقل وتوزيع المنتج داخل جميع أنحاء مصر.
واستطرد الفيلم التسجيلي: «تم إنشاء مجمع جديد للطباعة والكرتون يضم 3 خطوط بقدرة سنوية 26 ألف طن، وأيضا توفير عبوات لاحتياجات السوق بديلا عن الاستيراد، كما تم إنشاء محطة تدوير تعمل على امتصاص أي عوادم من مذيبات الطباعة للحفاظ على البيئة وتعمل على توفير 60 مليون جنيه للدولة سنويا، وتخضع منتجات «سايلو فودز» للتحليل فى معامل ذات تقنيات حديثة وتم الحصول على شهادة الاعتراف الدولي من المجلس الوطني للاعتماد».
جولة تفقدية
عقب ذلك.. قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بجولة تفقدية للمرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية « سايلو فودز» ، واستمع الرئيس إلى شرح على مجسم مدينة «سايلو فودز» من رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات اللواء أركان حرب كرم سالم محمد، الذي أكد أنه تم التخطيط للمدينة الصناعية الغذائية بالسادات على مسطح 850 فدانا، وتشمل « سايلو فودز» على مسطح 135 فدانا، ومصنع منتجات الألبان على مسطح 25 فدانا، ومجمع مصانع على مساحة 120 فدانا، بالإضافة إلى 560 فدانا توسعات مستقبلية.