رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر تتجه جنوبا.. ملفات استراتيجية فى جولة الرئيس السيسي الإفريقية

447

الجولة الإفريقية للرئيس عبدالفتاح السيسي تعكس الأولوية القصوى التى أولتها القيادة السياسية لمصر للسياسة الخارجية المصرية تجاه القارة السمراء، وأهمية البعد الإفريقى لمصر لاستعادة انتمائها الأصيل والاعتزاز بهويتها الإفريقية، واستعادة دورها القيادى والريادى من جديد فى القارة السمراء على أسس جديدة، تنطلق من تبادل المصالح المشتركة العليا والتحديات التى تواجهها دول القارة، كما تلعب القاهرة دورا مهما فى دعم التعاون المشترك بين دول القارة السمراء على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتقف خلف الأشقاء دائما فى أي أزمات تواجههم.
وجولة الرئيس السيسي فى إفريقيا لها أهمية خاصة، لأنها تعتبر أول زيارات يقوم بها رئيس مصرى لدول الجنوب الإفريقى، فهى أول زيارة لدولة أنجولا وموزمبيق، بالإضافة إلى العاصمة الزامبية «لوساكا»، والمشاركة فى أعمال القمة الثانية والعشرين للسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي «كوميسا»، التي شهدت تسليم الرئاسة الدورية للتجمع من مصر إلى زامبيا..

تامر عبدالفتاح

تأتي تلك الجولة فى إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة فى مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الإفريقية فى السياسة الخارجية المصرية.
تضافر الجهود الإفريقية
وبدأ الرئيس السيسي جولته فى دول الجنوب الإفريقي، بزيارة أنجولا، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي فى القصر الرئاسي بأنجولا، واستعرض الرئيس السيسي ونظيره الأنجولي حرس الشرف بالقصر الرئاسي.. وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين، كما التٌقط للرئيسين صورة تذكارية رسمية.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الأنجولي جواو لورينسو، بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة الأنجولية لواندا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين..
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الرئيس الأنجولي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى أنجولا فى إطار جولته الإفريقية، معرباً عن اعتزاز أنجولا بأول زيارة لرئيس مصري، ومثمناً الدور الفاعل للرئيس السيسي فى معالجة القضايا الإفريقية، لاسيما فى إطار جهود دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والأمن بها.
وأكد الرئيس الأنجولي تطلع بلاده إلى العمل مع مصر على مواجهة التحديات العديدة التي تواجهها القارة، التي تتطلب تضافر الجهود الإفريقية لمواجهتها من خلال تفعيل آليات العمل الإفريقي المشترك، خاصةً على صعيد الاتحاد الإفريقي.
وأشار الرئيس الأنجولي إلى عمق العلاقات التاريخية والممتدة بين البلدين الشقيقين على شتى الأصعدة، رسمياً وشعبياً، مؤكداً ضرورة العمل فى هذا الصدد على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لاسيما النواحي الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الاستفادة من الإمكانات المصرية وخبراتها العريضة وتجاربها الناجحة فى العديد من المجالات، ومنها تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، والتصنيع الدوائي، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والسياحة.
التبادل التجاري
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أعرب، خلال المباحثات، عن سعادته بزيارة أنجولا للمرة الأولى، مؤكداً الأهمية التي توليها مصر إلى تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأنجولي، والرئيس لورينسو، فيما يتعلق بسبل تعزيز آليات العمل الإفريقي المشترك، سواء المؤسسية أو السياسية أو التنموية، بما يساهم فى تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الإفريقية.
كما أعرب الرئيس السيسي عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بأنجولا فى أبعادها المختلفة، خاصة ما يتعلق بدور مصر فى دعم جهود التنمية فى أنجولا عبر تقديم برامج الدعم الفني وبناء القدرات لإعداد الكوادر الأنجولية، مشيداً على وجه الخصوص بوتيرة النمو الاقتصادي التي تشهدها أنجولا كأحد النماذج الناجحة فى القارة الإفريقية.. ونوه إلى اهتمام مصر بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتعزيز دور قطاع الأعمال المصري فى السوق الأنجولية فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مجمل تطورات بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، خاصة السودان، وكذلك سبل تضافر الجهود بين البلدين لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف فى القارة الإفريقية، خاصة من خلال تعزيز التعاون الأمني بين الأجهزة المعنية بالبلدين، وبالتنسيق مع الجهود القارية ذات الصلة، وذلك لمواجهة تلك الآفة العابرة للحدود. كما تناولت المباحثات قضية سد النهضة الإثيوبي، حيث تم تأكيد أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد اتساقا مع قواعد القانون الدولي، وبما يراعي شواغل الأطراف المعنية.
مذكرات تفاهم
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأنجولي جواو لورنسو، التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.
وتبادل وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الأنجولي تيتي أنطونيو التوقيع على بروتوكولات التفاهم بين مصر وأنجولا فى مجال تبادل المعلومات والتعاون الأمني.. كما تم التوقيع على اتفاقيات لتعزيز التعاون فى مجال الموارد المائية والطاقة النظيفة والكهرباء بين البلدين.
وفى مؤتمر صحفى مشترك، أكد الرئيس الأنجولي، أن العلاقات بين مصر وأنجولا مهمة للبلدين. وأضاف أنه ناقش مع الرئيس السيسي العلاقات بين البلدين ومختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، مبينا أنه تم تحديد بعض مجالات التعاون فى الزراعة وتربية الدواجن والسياحة وصناعة الدواء بالإضافة إلى مجال الأمن المعلوماتي والدفاع، وكذلك فى مياه الشرب والمرافق العامة والبنية التحتية.
خبرات مصرية
وأشار الرئيس الأنجولي إلى أنه فى عصر الرئيس السيسي، تم تشييد عدد من المدن الجديدة ومنها العاصمة الإدارية وبالتالي الشركات المصرية فى هذا المجال لديها خبرة عظيمة يمكن أن تقدمها لأنجولا التي تحتاج الكثير من أجل بناء بنيتها التحتية وتحقيق التنمية.
ودعا الرئيس الأنجولي، الشركات المصرية إلى العمل فى السوق الأنجولي.
وقال لورينسو إنه تباحث مع الرئيس السيسي فى مجال الأمن والسلم فى القرن الإفريقي، وكل المدن الإفريقية التي تأثرت بسبب الأوضاع فى ليبيا، والصراع الأخير فى السودان وهو بلد مجاور لمصر.
وأكد على ضرورة العمل المشترك بين البلدين، والعمل مع جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، لافتا إلى أن مصر والسودان جزء من هذه الآليات الدولية، مشددا على ضرورة العمل والتنسيق المشترك من أجل إيجاد أفضل ما يمكن أن الوصول إليه فى السلم والاستقرار فى السودان.
وأوضح الرئيس الأنجولي أنه أجرى مع الرئيس السيسي نقاشا فى عدة مجالات من بينها التعاون بين دول حوض النيل وبحث المصلحة المشتركة بين دول المصب والمنبع، مؤكدا ضرورة أن يكون نهر النيل مصدر للوحدة وتسوية سوء الفهم.
وأضاف أنه يجب جلوس الجميع على طاولة الحوار لإيجاد المصلحة المشتركة للاستفادة للجميع، مؤكدا أن نهر النيل مورد ليس حكرا لأي دولة بل هو ملك للجميع.
وفى مجال العلاقات الدولية، أشار لورينسو، إلى مناقشة ضرورة إيجاد آلية تسوية للنزاع الروسي الأوكراني، مضيفا أن مصر وأنجولا توافقا حول ضرورة إنهاء هذا الصراع فى أقرب وقت ممكن، لما سببه من أزمات إنسانية وعدم استقرار، مؤكدا ضرورة مواجهة هذا الصراع حتى لا يصل لأبعاد أخطر مما نتخيل، وهي أكبر الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد أن زيارة الرئيس السيسي مهمة لأنجولا، داعيا الرئيس السيسي إلى زيارة بلاده فى نوفمبر 2025، للاحتفال بمرور 50 عاما على استقلال دولة أنجولا، منوها بأن الرئيس السيسي قد وجه له دعوة لزيارة مصر فى أقرب فرصة ممكنة، مرحبا بهذه الدعوة الكريمة.
العلاقات مع زامبيا
وبعد انتهاء الزيارة إلى انجولا، زار الرئيس السيسي العاصمة الزامبية لوساكا، والتقي مع الرئيس «هاكيندي هيتشيليما»، رئيس جمهورية زامبيا.. وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس «هيتشيليما» أشاد بالإنجازات، التي تحققت تحت رئاسة مصر للكوميسا خلال الفترة الماضية، مؤكداً حرص بلاده على تطوير علاقات التعاون مع شقيقتها مصر، ودفعها نحو آفاق أرحب من العمل المشترك، فضلاً عن مواصلة التشاور مع مصر بشأن القضايا والتحديات التي تواجه إفريقيا، خاصةً فى ظل الدور المصري الرائد تحت قيادة الرئيس السيسي على الصعيد الأفريقي، وجهودها فى دفع عملية التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الإفريقية.
من جانبه، أكد الرئيس السيسي تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتفعيل أطر التعاون المشترك فى شتى المجالات، خاصةً ما يتعلق بزيادة التبادل التجاري، واستكشاف فرص الاستثمار المتبادلة، بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب مواصلة تقديم مختلف أوجه الدعم وبناء القدرات للأشقاء فى زامبيا، بالإضافة إلى التنسيق بشأن قضايا المنطقة والقارة الإفريقية، معرباً عن خالص تمنياته لشقيقه الرئيس «هتيشيليما» بالنجاح فى قيادة دفة تجمع الكوميسا ومواصلة العمل على دفع أطر التعاون المشترك داخله خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث تم الاتفاق على أهمية تفعيل الآليات القائمة للتعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، ودعم جهود التنمية الاقتصادية فى زامبيا، لاسيما فى مجالات تطوير البنية التحتية من خلال الخبرات المتوفرة للشركات المصرية فى هذا المجال، فضلاً عن تعظيم التعاون فى قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والاستزراع السمكي والصحة.
كما تناولت المباحثات آخر المستجدات والتطورات الإقليمية على المستوى القاري، فضلاً عن أهم الملفات المطروحة على جدول أعمال الكوميسا، خاصةً ما يتعلق بتعزيز الجهود القائمة لتحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل لتنفيذ الأهداف التنموية فى مختلف المجالات المنصوص عليها فى أجندة التنمية الإفريقية 2063، وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثل أولوية للدول الإفريقية، فضلاً عن تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف الجهود فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الأمن والاستقرار فى القارة الإفريقية.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.