رئيس مجلس الإدارة
منح ربانية
By amrيونيو 25, 2023, 15:53 م
672
بدأت الأيام العشر الأولى من ذى الحجة، وهى أيام مباركة، فيها يستحب التهليل والتكبير والتقرب إلى الله بالعمل الصالح، والصيام وتُختم بالوقوف فى عرفات حيث يتجلى الله على عباده ويشهد الملائكة بأنه سبحانه وتعالى غفر لهم.. تم يعود الحاج إلى بلاده ومن علامات القبول غفران الذنوب، وأن يعود الإنسان كيوم ولدته أمه غفر له
ما تقدم من ذنبه.
الحج المبرور منحة ربانية يتسابق إليها كل مسلم، وهى من الفرائض الخمس لمن استطاع، تقبل الله منا كل الطا عات.. وجعلها أيام خير وبركة وأمان وسلام على العالم بإذنه تعالى.
هل لنا فى هذه الأيام من عبرة؟.. هى أيام الله ومنحه لعباده، يجب أن نغتنمها بعمل الخير والعبادات والإكثار من النوافل والبر، وخاصة بالأهل والتكافل وإطعام الفقير والمحتاج وكثير مما يحض عليه ديننا الحنيف من التضحية والفداء.
ومن المفارقات الطيبة أن يحل علينا عيد الأضحى المبارك، مع ذكرى 30 يونيو، وخروج الشعب المصرى، معلنًا رفضه وصاية وحكم الإخوان للبلاد ومطالبة الجيش بالتدخل لحماية البلاد، وبداية حياة جديدة. والآن الذكرى العاشرة للثورة وبفضل الله اختلف الوضع وبدأنا بناء الدولة من جديد على يد رجل اختاره الشعب من أجل قيادة المسيرة فى ظروف استثنائية داخليًا وخارجيًا، واجه ما لم يواجهه أحد من الصعاب فى الأزمة المالية العالمية إلى كورونا وأحداثها وتداعياتها على الاقتصاد والشعب وانتشار هذا الوباء اللعين، الذى لم يترك دولة فى العالم إلا وأصاب مواطنيها وكلفها أعباء كثيرة، وعزل الدول عن بعضها، وأثر على المواطنين وحياتهم من العزل أو المرض أو الوفاة أو وقف النشاط الاقتصادى وارتفاع تكاليف النقل وبدا العالم وكأننا أمام وضع لن ينتهى بسهولة، وفقد الكثير هنا وهناك فرص العمل المتاحة وبدأ الإنتاج يقل ونوبات العمل «أى العمل بالتناوب» بنصف أو ربع القوة الإنتاجية وبدأ الصراع على توفير مصل أو لقاح جديد لمواجهة هذا الوباء، وطبعًا كان من نصيب الشركات العالمية فى الدول الكبرى التى كان لها نصيب الأسد ثم يلبى بعد ذلك احتياجات العالم فى الدول النامية.. بالرغم من تدخل منظمة الصحة العالمية.
وبفضل الله كان لنا دور مهم فى إنتاج عدد من اللقاحات مع دول منتجة لتوفير احتياجات المواطنين والحد من آثار الجائحة، بل أيضًا مساعدة بعض الدول الإفريقية.
وهى محنة ساعدنا أنفسنا لتكون منحة كيف نواجه فيها أنفسنا ونشحذ همتنا للتغلب عليها بالعمل والإنتاج، وهى تجربة أعتقد أنها ناجحة ونتاج لبناء دولة من جديد.
ولم نكن طوال هذه السنوات العشر مشاهدين، لكن كانت الدولة تقوم ببرامج عديدة فى كافة المجالات لبناء الجمهورية الجديدة.. فى جميع مجالات الحياة من إسكان وصحة وتعليم وثقافة وبناء شبكة من الطرق جعلتنا على الخريطة العالمية من حيث الطرق والبنية التحتية اللازمين للاستثمار والبناء والتنمية.
خلال هذه السنوات حدثت طفرة فى كل ما سبق من مجالات، بحيث تواكب الجديد فى العالم من التحول من شبكة مستهلكة فى الكهرباء وانقطاع للتيار فى كل مكان فى مصر، مما يؤثر على حياتنا واقتصاد البلد من تنمية وبناء، فالكهرباء هى عصب التنمية والاستثمار، إلى دولة لديها فائض وتصدر للدول المجاورة عن طريق ربط الشبكات بل تعدد مصادر الطاقة بدلًا من الطرق التقليدية إلى الرياح والطاقة النووية والطاقة الشمسية وإنتاج الطاقة الخضراء كلها مشروعات من خلال خطة متكاملة تدرس احتياجاتنا الحالية والمستقبلية مع إعداد بيئة جاذبة للاستثمار.
هذا خلاف أكبر مشروع تم على مستوى العالم، وهو حياة كريمة لتطوير القرية المصرية لأكثر من نصف المجتمع المصرى.. والعديد من المبادرات الصحية التى واجهت الأمراض المتوطنة وكذلك العديد من الأمراض المزمنة فى مبادرات، مثل فيروس سى، وأيضًا التأمين الصحى الشامل وغيرها.
إذن هو البناء
ولكل شىء ضريبة، طبعًا قد لا يشعر الكثيرون من أبناء هذا الشعب بأثر ذلك المباشر عليهم من طرق أو بنية تحتية أو استثمارات تتم فى هذا البلد، ولكن مازال الشغل الشاغل للمواطن أكل العيش وتوفير الاحتياجات اليومية مع عدم الأخذ بالأسباب مع أن الله سبحانه وتعالى دائمًا يطالبنا بالأخذ بالأسباب فى كل شىء، فكيف نتطور وما زلنا نحتاج إلى تغيير ثقافة التواكل وإعلاء قيمة العمل والإبداع، وعدم الاعتماد فى كل شىء على الدولة منذ بداية الثورة فى 1952 حيث التعليم المجانى والرعاية الصحية والوظيفة فى القطاع العام، وعدم الإبداع والتواكل.
إن هذه الثقافة يجب أن تتغير وأن نعمل ويزيد الإنتاج مع ترشيد العمل وتحديده، وأن يسعى كل منا من أجل عمله متسلحًا بالتعليم والعلم وقدرته على الإبداع.
هناك أمور كثيرة يجب أن تتغير، وأن يتم ذلك فى غياب القدوة وتغيير العادات والسلوك وبداية ثقافة جديدة تتواكب مع احتياجاتنا الجديدة.
ضريبة البناء
كان محمد على باشا من البنائين، حيث أرسل البعثات التعليمية إلى الغرب للتعلم، على الرغم من عدم الرضا من البعض فى ذلك الوقت.. وانشأ القناطر والسدود والترسانة البحرية وغيرها من الإنجازات، التى ننعم بها حتى الآن ومازالت مصدر فخر لنا.. هذا هو حال البنائين فما يتم الآن وينعم به أولادك وأحفادك فهو بناء للمستقبل ويجب أن نشارك فيه جميعًا.
الموسيقى العربية
هذا العام الـ 35 من احتفالات الموسيقى العربية، وما تقدمه من روائع من فن وطرب وموسيقى وكلمات لمبدعين مصريين أثروا فى وجدان مصر والعالم العربى، ومازال وسيظل أثرهم فى الفن الرفيع نتاجًا لما قدموه.
وهذا المحتوى طوال هذه السنوات، يمكن أن يستغل منا بطريقة أفضل أو يستثمر فى مجالات جديدة.. لماذا لا ننشئ قناة متخصصة فى الموسيقى العربية تقدم من خلالها هذا المحتوى بما يحتوى عليه من كنوز يجب أن نحافظ عليها.
هل من الصعب استمرار حفلات دار الأوبرا فى مواسم معلنة للجمهور، ومحبى الفنون طوال العام.
هل من الصعب إقامة العديد من الحفلات بما تزخر به مصر من أماكن وسواحل ممتدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، وتنظيم حفلات طوال الصيف تقدم لرواد هذه الأماكن وضيوفنا من السياح من دول العالم.
هناك العديد من الأماكن الأثرية والمدن التى لا يوجد مثيل لها فى العالم والمتاحف التى يمكن أن تستغل فى حفلات للإبداع، وهى ميزة نسبية لنا ونستطيع أن نجنى ثمارها من خلال تقديم وتنظيم جيد.
بماذا نحن مشغولون ونملك كل هذه الكنوز من الأماكن وكنوز التراث من الإبداع وكذلك ما تزخر به مصر من المواهب الشابة التى تثبت كل يوم أن مصرنا بخير وأنها ولادة للنجوم والمواهب ولكن
لا نستطيع ولا نجيد تقديمها.. ولكن يبدو أن المثل صحيح وهو أن زمار الحى لا يطرب.. هل من مجيب؟!
الحج المبرور منحة ربانية يتسابق إليها كل مسلم وهى من الفرائض الخمس لمن استطاع.. تقبل الله منا كل الطاعات.. وجعلها أيام خير وبركة وأمان وسلام