رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الشباب.. كلمة السر لمستقبل وطن

1583

منذ أن أعلنت الأمم المتحدة فى نشرتها الصادرة 1989 فيما يخص نسب الشباب فى المجتمعات وحذرت فيها دول العالم الأول (أمريكا وأوروبا) من تقلص نسب الشباب بتلك المجتمعات أمام مجتمعات العالم الثالث (الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية) حيث كانت نسبة سكان أوروبا 15.6% من سكان العالم عام 1950 وسوف تتناقص إلى 6.4% عام 2025 بل وتمادت التوقعات إلى القول بأن عدد سكان العالم سيصل إلى 9مليارات نسمة نصيب أوروبا فقط 1.2مليار، كما أن معظمهم لن يكونوا من الشباب، أى ستتحول إلى مجتمعات الشيخوخة! وأشار المستشرق الألمانى أشميد إلى أنه سيكون من أسباب قوة هذه المجتمعات ارتفاع نسبة الشباب وستتحول إلى دول فتية إضافة إلى توافر الموارد الطبيعية بكثرة فى تلك الدول وندرتها فى الدول الصناعية.
كما تشير دائرة الإحصاء فى إسرائيل إلى أن الكثافة السكانية 377 نسمة لكل كيلومتر مربع بمعدل نمو سكانى2%، وبلغ معدل طول الأعمار 84.5 عام بين النساء و80.9 عام للذكور، وازداد عدد السكان خلال العام الأخير 159 ألفا 1.9% إذ وُلد 174 ألف طفل وتوفى 44 ألفًا ووصل 30 ألف مهاجر جديد إلى إسرائيل، وتوقعت دائرة الإحصاء أن يصل عدد سكان إسرائيل عام 2048 إلى 15.2 مليون نسمة، وأن عدد اليهود فى العالم بلغ 14.411 مليون و43% منهم يسكنون فى إسرائيل.
وبالنسبة لثروة مصر الحقيقية وهى «الشباب» والتى مازالت محل التنقيب وفى مراحل الإعداد بهدف تذخيرها كسلاح دفاعى عن الوطن وكمعول بناء للمستقبل، وكما جاءت تقديرات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتؤكد أن مصر المستقبل شابة وفتية وبلغة الأرقام التى قال عنها الأستاذ محمد حسنين هيكل – آنفًا فى مقاله الأشهر – استئذان فى الانصراف – إن الحساب والمنطق لا يخطآن، وتقول الأرقام إن عدد الشباب فى الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة بلغ 21.7 مليون وبالتالى يمثل الشباب نسبة 23.6% من إجمالى السكان، ووصلت مساهمة الشباب فى قوة العمل 48.5% بينما تعد 3.9% نسبة السكان 65 سنة فأكثر، ومن المؤكد أن تلك الأرقام تبشر بمستقبل أكثر شباباً مختلف بالمقارنة عن مستقبل الكيانات المنافسة إقليميًا وعالميًا!
وبقراءة أخرى توجد أكبر نسبة للسكان المصريين بمحافظة القاهرة بنسبة 10.1% ويعلل ذلك الرقم حتمية الخروج من القاهرة التراثية القديمة إلى عاصمة أكثر رحابة، ولما كانت أقل نسب للسكان المصريين بالمحافظات الحدودية، بالإضافة لمحافظتى بورسعيد والسويس لذا كان من المنطقى الاتجاه لخلق سوق عمل كبيرة للشباب فى منطقة القناة ومحافظاتها، أيضا كان الاهتمام بسيناء خيارًا استراتيجيًا لا مناص منه كما هو الحال بمرسى مطروح، بالإضافة للاتجاه لتنمية صعيد مصر لاستيعاب 26.7% هى نسبة معدل البطالة بين الشباب فى الفئة العمرية 18-29 سنة.
ومن اللافت للانتباه أنه بات من المحتم الاستفادة من ثورة المعلومات بآليات أكثر إيجابية فى أوساط الشباب حيث إن 62% منهم مستخدمو الحاسب، و61.9% متعاملون بشبكة الإنترنت، و76.8% من المستخدمين لأهم وسائل التواصل عبر الإنترنت (فيسبوك وتويتر)، إضافة إلى أن 96.7% يستخدمون الهاتف المحمول وتلك وسائل اتصال من الممكن استغلالها لوصول المعلومات الصحيحة عن خطط التنمية المستدامة، والرد على الشائعات لتحصين الوعى بين الشباب ضد الوافد من الدعايات الملونة، وخلق جسور تواصل بين جهات الدولة وكيانات المجتمع المدنى وبين الشباب.
كما كانت مؤتمرات الشباب التى اتخذت أسلوبين خارج الصندوق، الأول هو الجرأة والشجاعة فى طرح الشباب لتساؤلاتهم وأيضا الشفافية فى رد المسئولين المعنيين باستفسارات الشباب، والأسلوب الثانى هو اعتماد اللامركزية هدفًا للوصول لكل فئات الشباب وتنوعاتهم الديموجرافية فكانت فى شرم الشيخ وأسوان والإسكندرية وليس العاصمة السياسية فقط، تلك التجربة تعادل فى الأهمية برامج الإعداد لكوادر قيادية من الشباب لتولى مهام ومسئوليات محلية فى محافظات هؤلاء الشباب أو على مستوى الدولة.
إنما غاب عن مشهد الاستثمار فى أفضل ثرواتنا على الإطلاق تجاهل رأس المال الخاص الاستثمار فى الشباب وليس المقصود فقط توفير فرص عمل محلية من خلال مشروعات تنموية تراعى البيئة المحلية لطبيعة المحافظات المختلفة سواء من مواردها الطبيعية أو من الإمكانات البشرية كالحرفة الأشهر بين أوساط العمالة فى محافظات دون غيرها، والمقصود أيضا هو المسئولية الاجتماعية تجاه المساهمة فى تطوير التعليم كإنشاء مدارس وجامعات, أو توسعة مظلة التأمين الصحى من خلال إنشاء نقاط ومراكز طبية، وأيضا المساهمة فى تدعيم الوعى والوجدان والحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية من خلال إنشاء مراكز إشعاع حضارى تضم قاعات سينما ومسرحًا وصالونات أدبية وطبقًا للخطط الاستراتيجية، تلك من الاستحقاقات الواجبة للشباب من جانب رأس المال الوطنى، ولا يفوتنا مساهمة رأس المال فى تحصين الوعى من خلال إنتاج درامى قيمى لا نخجل من محوه من ذاكرة الوجدان الجمعى فليس من المقبول أن تقدم الدراما نموذجًا للشباب أسطورة فى الخروج على القانون والأخلاق العامة، وليس من المسئولية الوطنية فى شىء أن تقدم الدراما نماذج بطولة تعمق الاغتراب وتأصل للهجرة بطرق غير شرعية هروبًا من واقع صعب بدلاً من مواجهته والتغلب على ظروفه، كما أنه من الحتمى استدعاء قيم التضحية والفداء من الذاكرة الوطنية، كما تقوم بهذا الدور لشعوبها دراما دول إقليمية تسعى لاحتلال عقل ووجدان شبابنا من خلال تصدير البطولة والاعتماد على استدعاء شخصيات تاريخية قدمت إنجازات تحت ظروف مشابهة للحاضر ليكون النموذج التركى أو الإيرانى هو الأمثل!
السؤال الذى يلح فى الطرح هو: متى سيقوم رأس المال الوطنى بواجبه تجاه الاستثمار فى أعظم ثروات الوطن على الإطلاق (الشباب)؟!




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.