رئيس مجلس الإدارة
ما بعد المائة
By amrيوليو 30, 2023, 17:14 م
748
تجاوزت الحرب الدائرة فى السودان حاجز المائة يوم وتسير الأمور من سيئ إلى أسوأ.. والواضح أن كل المحاولات لوقف هذا النزاع المسلح بين أبناء الشعب الواحد وحتى تاريخه باءت بالفشل ولم تصل إلا لوقف إطلاق نار لبضعة أيام أحيانًا يخترق مع عدم التزام من بعض الأطراف وتبادل اتهامات ثم تعود الحرب.
بعد مائة يوم ويزيد، القتال لا يزال مستمرًا وينتشر فى بعض الولايات غير العاصمة الخرطوم التى دفعت الثمن غاليًا من القتل والدمار والسلب والنهب والترحيل القسرى والنزوح إلى ولايات لم تصل إليها الحرب حتى الآن بحثًا عن الأمان.
إضافة إلى اللجوء إلى دول الجوار إثيوبيا وتشاد ومصر وكل من هؤلاء ترك أهله ومنزله وكل ما يملك والفرار إلى دولة أخرى بحثًا عن الأمان، وأيضًا عن سبيل للرزق ليعول من معه أو انتظار وكالة دعم اللاجئين لصرف معونة ومساعدتهم على الحياة.
جهود مشتركة
بدأت جهود السعودية مع أمريكا فى مفاوضات جدة والتى لم يشارك فيها قادة الفريقين المتصارعين الجيش النظامى وميليشيات الدعم السريع لكن من خلال مندوبيهم.. جولات متعددة لكن دون جدوى وتوقف ثم بداية جديدة من إنذار الولايات المتحدة كل من الفريقين لوقف النزاع وتوقيع عقوبات.. لكن حتى تاريخه لا توجد نتائج على الأرض.
وكانت مبادرة الإيجاد والاتحاد الإفريقى للوصول إلى حلول حتى وإن تطلب وجود قوة عسكرية تفصل بين الطرفين وهو ما رفضته الحكومة السودانية.. أو الجيش السودانى.
ثم مبادرة دول الجوار بزعامة مصر والتى دعا إليها الرئيس السيسى للاجتماع بالقاهرة وهى خطوة موفقة على الأرض تلقى قبول كل الأطراف المتصارعة، وأعتقد أن آلياتها مستمرة باجتماع تشاد على مستوى وزراء الخارجية ونأمل أن تصل إلى بر الأمان.
لم تكتف القيادة السياسية فى مصر بذلك بل دعت كل الأطياف السياسية المدنية إلى الاجتماع فى القاهرة لتفعيل دورها لوقف الصراع الدائر الذى يقترب من حرب أهلية لن تترك أخضر أو يابسًا بعدها.
حتى الآن لا يوجد طرف منتصر وطرف خاسر والصراع إنهاك قوى للطرفين، والمستفيد أعداء السودان.. وأبناء الشعب الواحد يدفعون الثمن من تدمير البنية التحتية لدولة نامية لها قدرات أن تكون سلة الغذاء فى العالم العربى ولديها الكثير من الخيرات من ثروة حيوانية ومعادن وبترول وشعب طيب كبير يستحق معيشة مختلفة وظروفًا أفضل بعيدًا عن النعرات العرقية التى يحاول البعض جر السودان إليها وهى ستكون نهاية الدولة وبداية للتقسيم لدويلات صغيرة ليس لديها أي مقومات ولدينا الكثير من النماذج.
يا شعب السودان انتبه
نعم نداء إلى كل سودانى محب لبلده حريص عليه أن ينتبه لهذا المخطط والذى يؤدى إلى الضياع.
إن بناء ما تم تخريبه حتى الآن من منازل ومتاجر ومصالح ومستشفيات تم تدميره من بنية تحتية لهذا البلد يحتاج إلى سنوات، وأيضًا إلى أموال طائلة، تدخل السودان إلى دوامة ديون واقتراض لن تنتهى وسيدفع الثمن المواطن والأجيال القادمة.. ولن تبنى بالمنح والمساعدات.
لقد وصل عدد المحتاجين إلى الغذاء والمعونات الإنسانية إلى ما يقارب عشرين مليون نسمة أو نصف السكان.. الأيام تمر ويدفع الثمن المواطن المريض الذى لا يجد مستشفى أو دواءً أو طفل لا يجد الرعاية أو العلاج بعد أن دُمرت المستشفيات واستخدمت من قبل الدعم السريع كملاذ آمن أو مركز لتخزين الأسلحة.
أيضًا ما سجل من عدم احترام لحقوق الإنسان والقتل على الهوية والتهجير العرقى والاعتداءات الجنسية وكل هذا يعتبر من جرائم الحرب من سودانى إلى شقيقه وليس من محتل.
سيوة سياحة فى قلب الصحراء
مصر غنية بكنوزها الجميلة التى تستحق أن تستثمر وتستغل عشرات الأضعاف مما هى عليه الآن، وعلى رأس هذه الأماكن واحة سيوة، وهى أقدم الواحات المصرية بمساحة 94 ألف كم2 بنسبة 58% من مساحة محافظة مطروح حباها الله بكنوز كثيرة، عيون المياه الطبيعية وأجود أنواع التمور والأراضى الزراعية المنتجة؛ لذلك هي مراعٍ مهمة لأهم أنواع الأغنام…
إضافة إلى السياحة العلاجية وهى من أهم أنواع السياحة والتى بدأت مصر الاهتمام بها والترويج لها، لكن لا يزال الأمر يحتاج إلى المزيد والمزيد ليعرف العالم أهمية المناطق الاستشفائية فى سيوة.
وقد أقيمت العديد من القرى السياحية من مستثمرين غامروا مبكرًا فى هذه المناطق واستطاعوا تقديم نماذج ناجحة ومهمة فى الاستفادة من إمكانات وعظمة المكان وتقديم برامج سياحية، حتى وصل الإشغال فى هذه القرى إلى نسبة عالية من جنسيات متعددة منها العربية والأوروبية خاصة ألمانيا وروسيا للاستمتاع بالطبيعة الجميلة وحمامات الرمال والعلاج بالملح.. والعديد من السهرات البدوية هناك.
زيارة رئيس الوزراء
كانت هذه الزيارة بمثابة اعتراف وتقدير للجهود المبذولة وتذليل عقبات الاستثمار فى سيوة والمحافظة عمومًا.. وقرار إنشاء مشروع الصرف الصحى المتكامل ومحطة تقنية مياه الشرب من خلال مشروعات حياة كريمة إضافة إلى الطرق الداخلية بالمحافظة ودخول جهاز التنسيق الحضارى للحفاظ على الطابع البيئى لهذه المناطق المهمة من بلادنا وشبكة الطرق مع كل أنحاء الجمهورية.. مع الاهتمام بثروة النخيل وتنظيم مؤتمرات ومهرجانات التمور.
أيضًا مطار سيوة وتطويره لاستقبال الطائرات والأفواج السياحية.. هذه هى مقومات نهضة المكان اقتصاديًا وسياحيًا وزراعيًا وبيئيًا.. حصاد جميل واهتمام الدولة متمثلًا فى زيارة د. مصطفى مدبولى أعتقد سيكون بداية لمرحلة جديدة لبقعة غالية من أرض الوطن.