رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

القمة الروسية الإفريقية.. مصر تؤمن مصالح القارة الذهبية

634

تعتبر القمة الروسية الإفريقية هي إحدى نتاج السياسة المصرية المنفتحة على كل القوى الدولية، لذلك تم تدشين هذه القمة عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، حيث عقدت دورتها الأولى فى سوتشي تحت الرئاسة المصرية الروسية المشتركة، وذلك بهدف دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الإفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي فى النسخة الثانية للقمة الروسية الإفريقية التي عقدت فى سان بطرسبرج، كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فى «قصر قسطنطين» .. وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الروسي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، مشيداً بالدور المهم للرئيس السيسي فى إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية الإفريقية أثناء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي فى عام 2019، والتي هدفت إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الإفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة.
كما أشار الرئيس بوتين إلى الأهمية التي يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسي بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسي أعرب عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية فى إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة فى عام ٢٠١٨، مشيداً فى هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم فى العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
تعاون مستدام
كما أكد الرئيس السيسي أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الإفريقية لصالح الشعوب الإفريقية بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا والدول الإفريقية، معرباً فى هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين فى القارة الإفريقية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيسين تطرقا خلال اللقاء إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وعلى جانب آخر، استعرض الرئيسان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤي على دفع الجهود من أجل استعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة، وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.
كما قام الرئيس بوتين بإحاطة الرئيس السيسي بمستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بشكل سلمي من أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم خاصة الدول النامية والإفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.
منتدى اقتصادي
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي والإنساني، الذي عقد على هامش أعمال النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية، وشهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء كلمات لكلٍ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب رئيس جمهورية جزر القمر باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وجدير بالذكر أن المنتدى الاقتصادي والإنساني شمل أيضاً تنظيم 38 جلسة موضوعية، تم توزيعها على أربعة محاور هي الاقتصاد العالمي الجديد، والتكامل الأمني وتعزيز السيادة، والتعاون فى مجال العلوم وتكنولوجيا المعلومات، والتعاون الإنساني والاجتماعي.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اجتماع مع قادة الدول الإفريقية لمبادرة الوساطة لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية؛ الرئيس «عثمان غزالي» رئيس جزر القمُر الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والرئيس الجنوب أفريقي «سيريل رامافوزا»، والرئيس الكونغولي «دينيس ساسو نيجيسو»، والرئيس السنغالي «ماكي سال»، والرئيس الأوغندي «يوري موسيفيني».
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القادة الأفارقة تابعوا خلال الاجتماع تطورات الموقف التنفيذي للمبادرة، خاصةً عقب زيارة الوفد الإفريقي لكل من روسيا وأوكرانيا فى شهر يونيو الماضي لمحاولة الإسهام بشكل جاد فى مساعي الحل الجارية للأزمة بين البلدين، مع تأكيد مواصلة دعم القارة لكافة الجهود الرامية لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية اتصالاً بالتداعيات الاقتصادية بالغة الأثر على اقتصادات الدول الإفريقية والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
توريد الحبوب
وخلال كلمته فى افتتاح القمة الروسية الإفريقية، قال الرئيس الروسي إن روسيا منفتحة على التعاون مع دول القارة الإفريقية فى كل الجوانب،وكشف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن بلاده تستهدف زيادة رفاهية الشعوب، ودراسة مشروعات جديدة بينها وبين الدول الإفريقية.
وأضاف: نولى أهمية كبيرة لتوريدات الحبوب للدول الإفريقية، مشيرا إلى أن روسيا تساعد البلدان التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية، موضحًا أنه تم وضع عراقيل لصادرات الأسمدة الروسية إلى الدول الإفريقية، مؤكدا أنه يتوقع محصولا قياسيا من الحبوب هذا العام، وسيعمل على تصدير 50 ألف طن حبوب لعدة دول بإفريقيا.
وتابع الرئيس الروسى: ننظر بإيجابية إلى المبادرات المشتركة بين روسيا والدول الإفريقية، ونسعى لتعزيز التعاون معها فى المجالات الزراعية والتقنية والصحية.
وأضاف: الغرب يضع العراقيل أمام تصدير حبوبنا إلى القارة الإفريقية، كما أن الغرب هو من يعيق تنفيذ مبادرة الحبوب رغم التزامنا التام بها، مؤكدا أن العقوبات الغربية يجب ألا تشمل توريد الحبوب، مؤكدا أن روسيا تعمل على نظام أكثر عدلا فى توزيع الموارد.
وتابع: روسيا تدعم 30 مشروعا فى مجال الطاقة بـ 16 دولة إفريقية، كما تعمل على تعزيز مشروعاتها بمحطة الضبعة وقناة السويس فى مصر.
الاكتفاء الذاتي
وقال غزالى عثمانى رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس دولة جزر القمر، إن العالم اليوم يواجه الكثير من التحديات سواء الاقتصادية أو المناخية أو التهديدات واسعة النطاق، مشيرا إلى أن الكثير من الدول تعانى نقص احتياجتها والفقر، وهذا يهدد الأمن الغذائي.
وأضاف فى كلمته خلال أعمال القمة الروسية الإفريقية الثانية فى سان بطرسبرج: «نحن اليوم على حافة الانهيار، الدول الإفريقية اليوم متضررة وتعاني بشكل كبير، ويجب العمل على تعزيز الذاتية والاكتفاء الذاتي لإفريقيا خاصة بعد جائحة كورونا».
وتابع: «الأوضاع بعد جائحة كورونا أصبحت أسهل قليلا، وإفريقيا لديها قدرات وإمكانيات كبيرة ولكن بحاجة للمساعدة لكي نستغل هذه القدرات، نعاني مشكلات داخلية آفريقية فى مجال الأمن».
وقال غزالى عثمانى، إن القمة الروسية الإفريقية منصة مهمة للتعاون وتبادل المعلومات بين روسيا ودول إفريقيا، وخاصة جزر القمر.
وأضاف أن روسيا شريك مهم جدا لإفريقيا، مشيرًا إلى أن روسيا دعمت إفريقيا فى أصعب وقت، وكانت تقدم العون مهما كانت المشكلات القائمة بداية من الاستقلال وغيرها.
وتابع أن روسيا كانت موجودة دائما رغم الصعاب التى واجهت إفريقيا، مشيرًا إلى أن استثمارات روسيا الاتحادية فى الدول الإفريقية سمحت لدول كثيرة بأن تقف على مسار التنمية والتطور.
الأمن الغذائي
وأيضا شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اجتماع الرئيس الروسى مع رؤساء المنظمات الإقليمية الإفريقية، على هامش المشاركة فى القمة الإفريقية الروسية، وأكد الرئيس الروسي على أهمية إضافة الآليات المتاحة للتعاون الروسي- الإفريقي، وذلك من خلال خلق آلية تفاوضية لإجراء حوار لمناقشة القضايا الآنية مثل قضايا الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والأمن المعلوماتي والبيئي.
وأضاف «بوتين»، أود الإشارة إلى أن روسيا تدعم إشراك الاتحاد الإفريقي بصفة العضو الكامل فى نشاط قمة العشرين، وهذا القرار سيتم تبنيه بمساعدتنا فى قمة مجموعة العشرين، مشددًا على أن هذا القرار سيجسد ويعكس الدور المتزايد للقارة الإفريقية فى الشؤون الدولية.
وتابع، أن بلاده مستعدة لإقامة التعاون وتطويره مع المؤسسات الإقليمية الإفريقية والمنظمات الأخرى المتمثلة فى اجتماعنا هذا، مواصلا: «ندعم التنسيق الوثيق فى السياسات الخارجية للتعاون من أجل مجابهة التحديات القائمة بما فى ذلك الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة».
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه، إن العلاقات بين إفريقيا وروسيا متطورة جدا منذ عهد الاتحاد السوفياتي، بعدما دعم نضال دول القارة ضد الاستعمار، ودرب آلاف الكوادر والكفاءات، وبالتالي، فإن هناك أسسا وقاعدة جيدة يمكن بناء الشراكة الجديدة والنوعية.
وأضاف «فقيه»، «قبل كل شيء، أشير إلى ان الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يعمل كثيرا وبذل مجهودا كبيرا لخدمة القارة الإفريقية فى هذا المجال، لأن إفريقيا 30 مليون كيلو متر مربع وهذه مساحة شاسعة لكننا نفتقر إلى المطارات والسكك الحديدية».
وتابع: «اليوم، نحن شكلنا أكبر منطقة تجارية فى العالم، لكن علينا أيضا أن نوصل البلدان مع بعضها البعض حتى نستفيد جيدا من الموارد والمصادر المتاحة، وبالتالي، فإن المشروع الأكبر فى القارة هو البنية التحتية والطاقة.. هذان شرطان ضروريان للتنمية».
كانت القمة الروسية الإفريقية الأولى قد انعقد إلى جانبها منتدى اقتصادي روسي إفريقي، وتم خلاله التوقيع على نحو 92 عقدًا ومذكرة تفاهم بقيمة تصل إلى ١٢.٥ مليار دولار، وجرى خلال المنتدى الأول تنظيم 569 لقاءً بمشاركة 6 آلاف مشارك، وتم الاتفاق على توسيع المنتدى لعام 2023، ليشمل أيضا الجوانب الإنسانية، حيث سيتضمن أيضا العديد من المعارض ومنتديات الأعمال.
وشمل أعمل المنتدى هذا العام أربعة محاور: الاقتصاد العالمي الجديد، والذي ركز على توسيع نطاق التعاون فى مجال الأعمال بين روسيا والبلدان الإفريقية، والأمن، وتطرق إلى كيفية استفادة البلدان الإفريقية من الخيرة الروسية فى مجال ضمان الأمن، والعلوم والتكنولوجيا، ويتضمن التعاون الصناعي باعتباره وسيلة نحو تحقيق السيادة التكنولوجية وتوفير التكنولوجيا المتقدمة اللازمة للإسهام فى تحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا، كما تضمن هذا المحور جلسات خاصة بالتكنولوجيا النووية والرقمية والتكنولوجيا فى قطاع الرعاية الصحية، أما المحور الرابع والأخير القضايا الإنسانية والاجتماعية، وتضمن التعاون فى قطاعات التعليم والثقافة والرياضة وتمكين المرأة و الشباب.