رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

قناة السويس الجديدة إنجاز جديد تحقق على أيادي المصريين

580

منذ افتتاحها فى 6 أغسطس 2015 مرت قناة السويس الجديدة بثلاث أزمات أثبتت خلالها هيئة قناة السويس قدرتها ومهارة رجالها فى حل الأزمات والعبور بقناة السويس الجديدة إلى بر الأمان، بل السعى المستمر لتطويرها تماشيا مع خطة مصر للتنمية المستدامة 2030 وسعيها إلى تحقيق التفرد والوصول إلى نتائج قياسية، مما جعل هيئة قناة السويس والقناة الجديدة صاحبة أداء متميز حافظ على مكانة القناة وأدائها وساهم فى زيادة أهمية موقعها من خلال أدائها المهم فى الحفاظ على مكانتها كممر للتجارة العالمية.

د. نسرين مصطفى

 

أزمة إيفرجيفن

فى 23 مارس 2021 جاء جنوح سفينة الحاويات البنمية  EVER GIVEN إيفرجيفن والتى جنحت لمدة ستة أيام بمجرى قناة السويس الجديدة حتى نجحت جهود تعويمها فى 29 مارس بعد أن استجابت السفينة لمناورات الشد والقطر، حيث تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80% وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 1.2 متر بدلا من 4 أمتار.

وكانت السفينة التي تتبع شركة «إيفر جرين» (EverGreen) التايوانية، تحمل مئات الحاويات فى رحلتها من الصين باتجاه روتردام الهولندية مرورا بالبحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، إلا أنها جنحت عبر القناة واستقرت هناك بزاوية أغلقت الممر المائي.

وقد نجح أبطال هيئة قناة السويس فى أداء واجبهم الوطني على أكمل وجه، وتم إنجاز العمل بنسبة ١٠٠% حيث تمت مناورات القطر للسفينة الجانحة من خلال 15 قاطرة منها ٩ قاطرات عملاقة فى مقدمتها القاطرة «بركة ١» والقاطرة «عزت عادل»، حيث تراوحت أعمال التكريك ما بين 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال، وشاركت فى أعمال التكريك 2 كراكة، حيث استحدثت لأول مرة عملية التكريك فى عمليات الإنقاذ وبلغت نسبة إنجاز أعمال التكريك المستهدفة بواسطة الكراكة مشهور لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة سفينة الحاويات  الجانحة نحو ٨٧%، بمعدلات تكريك تقترب من ١٧ ألف متر مكعب من الرمال، وتمت أعمال التكريك بمراعاة أقصى معايير الأمان الملاحي.

كما شارك 20 لانش فى عملية الإنقاذ والتعويم بالإضافة إلى 600 فرد من العاملين بالهيئة، كما عبرت القناة

422 سفينة خلال 4ايام بمعدل أكثر من 100سفينة يوميا من السفن المنتظرة على جانبى القناة.

وفى اليوم التالى أعلنت هيئة قناة السويس أن حركة الملاحة بالقناة تعمل بصورة منتظمة، حيث عبرت فى اليوم التالى لتعويم السفينة

٨١ سفينة من الاتجاهين بإجمالي حمولات صافية قدرها ٤,٨ مليون طن، ويبلغ عدد السفن العابرة من اتجاه الشمال ٤٢ سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها

٣,١ مليون طن، ومن اتجاه الجنوب تعبر ٣٩ سفينة بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، بإجمالي حمولات صافية قدرها ١,٧ مليون طن.

أزمة جلوري

أما الأزمة الثانية فكانت فى يناير الماضى حيث نجح فريق الإنقاذ البحرى للهيئة فى التعامل باحترافية مع عطل فنى مفاجئ لماكينات سفينة الصب GLORY، حيث جنحت بشكل طفيف أثناء عبورها فى الكيلومتر

38 ضمن قافلة الشمال فى رحلتها قادمة من تركيا ومتجهة إلى الصين، والتى يبلغ طولها ٢٢٥ مترًا، وعرضها ٣٢ مترًا، بحمولة قدرها ٤١ ألف طن، وتتبع التوكيل الملاحي إنشكيب.

 حيث تم قطر السفينة العاطلة للكيلو متر ٥١ ترقيم القناة بواسطة قاطرات الهيئة وتم الدفع بعدد 4 قاطرات تتقدمها القاطرة بورسعيد بقوة شد 95 طنًا، للتعامل السريع مع الموقف وقطر السفينة بما يسمح باستئناف عبورها بالقناة مرة أخرى حتى توقفها فى أقرب نقطة فى منطقة البلاح لإصلاح العطل.

ووجهت هيئة قناة السويس رسالة طمأنة بشأن انتظام حركة الملاحة بالقناة حيث سجلت التقارير الملاحية فى اليوم التالى عبور ٥١ سفينة من الاتجاهين، وبلغ عدد السفن العابرة من اتجاه الشمال ٢٥ سفينة، ومن اتجاه الجنوب ٢٦ سفينة بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، مما يؤكد امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحي والفني اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة.

الأزمة الأخيرة

وكانت الأزمة الأخيرة فى 25 مايو الماضى حيث وقع عطل طارئ لماكينات سفينة البضائع XIN HAI TONG 23، التى ترفع علم هونج كونج خلال عبورها للقناة ضمن قافلة الجنوب فى رحلتها قادمة من السعودية ومتجهة إلى مصر، والبالغ طولها 190 مترًا وعرضها 32 مترا وحمولتها 34 ألف طن.

وكان تحرك هيئة قناة السويس على أعلى مستوى من الاحترافية بمجرد تلقي مركز مراقبة الملاحة الرئيسي الإخطار بعطل ماكينات السفينة ورباطها فى الكيلو متر 157 ترقيم قناة، وتم الدفع على الفور بفريق الإنقاذ البحري وبثلاث قاطرات لقطر السفينة شملت كل من القاطرة عزت عادل بقوة شد 160 طنًا والقاطرات السويس ١ والسويس ٢ بقوة شد 75 طنًا لكل منهما لبدء عملية توصيل القاطرات بالسفينة وقطرها للغاطس الخارجي، إلا أن تعطل ونش السفينة وعدم إمكانية رفع المخطاف أعاق استكمال إجراءات التوصيل بالقاطرات وبعد إصلاح عطل الونش تم رفع المخطاف مرة أخرى واستئناف عملية توصيل القاطرات ثم قطرها، وهو الأمر الذى أكد امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحي والفني اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة.

مشروع عملاق جنوبًا

وسعيا للتطوير المستمر لتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2023 تسعى دائما هيئة قناة السويس لتنفيذ خطة استراتيجية لتطوير القناة نظرا لكونها هيئة عالمية يجب أن تتمتع بقدرات قياسية، حيث تعمل على تطوير المجرى الملاحى وتطوير الوحدات والأسطول البحرى ولعل أهمها مشروع تطوير القطاع الجنوبى من القناة، والذى يستهدف ازدواج المنطقة من الكيلو 122 إلى الكيلو 132 ترقيم قناة بطول 10 كيلو تضاف إلى قناة السويس الجديدة، مما يزيد من طول القناة الجديدة لتصبح 82 كم بدلاً من 72 كم، إلى جانب توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية لقناة السويس بداية من الكيلو 132 حتى الكيلو 162 ترقيم قناة، والمخطط الانتهاء منه خلال العام الحالى.

كما أن مشروع تطوير القطاع الجنوبى يتيح مزايا ملاحية متعددة لمساهمته فى زيادة نسبة الأجزاء المزدوجة بالقناة لتصل لنحو 63% من إجمالى طول المجرى الملاحى، وتنعكس نتيجة المشروع على زيادة القدرة التصريفية للقناة، وزيادة عامل الأمان الملاحى بنسبة 28% وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بواقع 6 سفن إضافية لتظل القناة الممر الملاحى الأسرع والأقصر والأكثر أمانًا، وتم الانتهاء من 86% من مشروع تطوير القطاع الجنوبى.

واعلنت هيئة قناة السويس فى يونيو الماضى عن خطة لتطوير القاطرات حتى 2025 لتشمل إنشاء 28 قاطرة جديد تتمثل فى «6 قاطرات قوة شد تتراوح بين 9 إلى 15  طنا، 4 قاطرات قوة شد 70 طنا، 6 قاطرات 75 قوة شد 75 طنا، 10 قاطرات قوة شد 90 طنا، 2 قاطرات قوة شد 190 طنا، وقد اشترت القناة كراكتين هما الأكبر فى الشرق الأوسط، وزيادة قاطرات القناة بعدد 10 قاطرات.

وتسعى هيئة قناة السويس للحفاظ على التدفق الآمن والمستدام لحركة التجارة العالمية عبر قناة السويس من خلال تقديم مظلة متكاملة من الحلول التكنولوجية والخدمات اللوجستية والأنشطة البحرية، حيث تقوم هيئة قناة السويس بالتعاون مع وزارة البترول بالإعداد لمشروع يقوم بتموين السفن مما يؤدى إلى زيادة جذب لسفن التى تمر من قناة السويس.

وكشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن 7 مشروعات تعمل عليها هيئة قناة السويس لتطوير وتحسين المجرى الملاحى لقناة السويس، وذلك عن طريق تطوير ورفع كفاءة 16 محطة إرشادية وتطوير وإنشاء

10 جراجات طوارئ، بالإضافة إلى إنشاء 37 قيسونات رباط السفن بمنطقة شرق وغرب البحيرات، تحسين المدخلين الشمالى والجنوبى بمنطقة البلاح، وتطوير وتعميق التفريعة الغربية حتى مرحلة 48 إلى 52 قدم، وكذلك تطوير بوغازى بورسعيد الشرقى والغربى، بالإضافة إلى تطوير وإنشاء تكسيات وتدعيم وحماية المسائية وصيانة شمعات الرباط على طول المجرى الملاحى لقناة السويس.

قناة خضراء

وتماشيا مع توجهات الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال اقتصاد نظيف صديق للبيئة تسعى هيئة قناة السويس الى تبنى استراتيجية «القناة الخضراء» لدعم نقل بحرى يراعى البعد البيئى بل ويضعه فى مقدمة اولوياته من خلال خفض الانبعاثات الناجمة عن قطاع الشحن البحري  من خلال التعاون مع المنظمة البحرية الدولية «IMO» لنشر مفاهيم الانتقال الأخضر للقطاع البحري والحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد العالمية.

كما أطلقت قناة السويس العديد من المبادرات للتحول إلى قناة خضراء، وتقوم بدراسة تقديم حوافز للسفن التي تستخدم الطاقة النظيفة بالإضافة إلى التزامها بالإجراءات والضوابط البيئية بتحقيق الوفر فى الوقت والمسافة مقارنةً بالمسارات البديلة مما يساهم فى خفض استهلاك الوقود بنسب تتراوح من 20 إلى 80%، وخفض الانبعاثات الكربونية الضارة، وتساهم قناة السويس فى اعمال التطوير بالمجرى الملاحي (قناة السويس الجديدة وتطوير القطاع الجنوبي) إلى تقليل زمن الانتظار والعبور وزيادة معدلات الأمان الملاحي.

تسعى قناة السويس إلى تعميم استخدام الأنظمة الهجينة (الخلايا الشمسية – توربينات الرياح) لتوليد الكهرباء لمحطات الإرشاد للسفن على طول قناة السويس، مما يحافظ على استدامة عمل الأجهزة الضرورية للملاحة ويساهم فى الحفاظ على البيئة من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى وضع استراتيجية للعمل على تحويل محركات الوحدات البحرية التابعة لهيئة قناة السويس لتعمل بالغاز الطبيعي وذلك لتقليل الانبعاثات الكربونية.

كما تلتزم القناة بالتطبيق الأمثل لمعايير السلامة البيئية البحرية لتفادي مخاطر التلوث والانسكاب البترول وتقوم القناة بتطوير مراكز مكافحة التلوث التابعة للهيئة وتعزيزها بأحدث المعدات التي تتكامل مع أنظمة المحاكاة المتخصصة فى إدارة أزمات حوادث الانسكاب البترولي.

واقتربت قناة السويس من الاتفاق مع شركة عالمية متخصصة فى مجال جمع وتدوير المخلفات الصلبة والسائلة من السفن كما حصلت على تصديق رئيس الجمهورية بإنشاء أول مارينا جديدة صديقة للبيئة فى الشرق الأوسط، ويذكر أن قناة السويس ساهمت بالفعل فى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي

 31 مليون طن خلال عام 2021 مقارنةً بالمسارات البديلة، وتوفير الوقود بحوالي 10.3 مليون طن، كما ساهمت قناة السويس الجديدة فى توفير 53 مليون طن مكافئ لثاني أكسيد الكربون




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.