لن ينتهى بعبع الثانوية العامة، وسيظل هكذا قابضا على صدور الأسر المصرية لسنوات قادمة، وإلى ما لا نهاية، إذا لم يتم القضاء على قيوده الثلاث.. المجموع والتنسيق ووهم ما يسمى بكليات القمة، وكليات القاع، تلك القيود التى عفا عليها الزمن، والتى لن يقضى عليها مهما أحدثنا من تطوير لنظام الدراسة والامتحانات، وألا نكون بنضحك على أنفسنا.

ومن الآخر.. فإن الأمر يتطلب إذا كنا نريد إنهاء بعبع الثانوية تغيير نظام القبول بالجامعات وقلبه رأسا على عقب بإنهاء القبول بالمجموع، الذى ثبت فشله فى توزيع الطلاب للكليات وفقا لقدراتهم، والدليل ما شهدناه مؤخرًا من الرسوب الكبير لأكثر من 75% من طلبة سنة أولى طب بسوهاج وغيرها.. على أن يكون القبول بالجامعات، وفقا لمجموع المواد المؤهلة لكل كلية بعينها وليس بالمجموع الكلى.. وبمعنى أدق إذا كان الطالب يريد الالتحاق بإحدى كليات المجموعة الطبية – مثلاً – فإنه يتم الاحتكام إلى مجموع المواد المؤهلة لها وهى الكيمياء والأحياء والفيزياء.. وأما إذا كان يريد الالتحاق بإحدى كليات المجموعة الهندسية فإنه يتم الاحتكام لمجموع الرياضيات.. وإذا كان يريد الالتحاق بإحدى الكليات النظرية فإنه يتم الاحتكام لمجموع اللغات.. وهكذا.. لنهرب من سجن المجموع الذى أفسد العملية التعليمية، وتسبب فى تفشى الدروس الخصوصية.

وعلى أن يصاحب هذه الخطوة إلغاء مكتب التنسيق الذى عفا عليه الزمن هو الآخر، وبعد أن أصبحت الأمور مهيأة للاستغناء عنه.. بعد أن أصبح لدينا هذا الكم الكبير من الجامعات .. حكومية وخاصة وأهلية..

(27 جامعــــة حكوميــــــة و27 خاصـــــــة و20 جامعة أهلية و6 جامعات باتفاقيات دولية و10 جامعات تكنولوجية)، إضافة إلى المعاهد وغيرها.. على أن يتقدم الطالب للكلية التى يرغبها وفق مجموع المواد المؤهلة مباشرة.. وعلى أن ترسل وزارة التعليم العالى لجانا بكل كلية مهمتها قبول الأوراق ومراجعتها وفقا للشروط.. وعلى أن يصحب القبول امتحان وفق معايير معلنة ضمانا للشفافية بواسطة هذه اللجان.

وبالقضاء على هاتين القيدين سينهى معهما وهم ما يسمى بكليات القمة وكليات القاع، ذلك التصنيف الوهمى الذى أفسد العملية التعليمية.. لينتهى بعبع الثانوية، ذلك الحلم الذى فشل فى تحقيقه جميع وزراء التعليم حتى الآن.