التدخل المصرى السريع والعاجل لإغاثة ودعم الأشقاء فى ليبيا والمغرب، يعكس مكانة الدولة المصرية فى المنطقة ووقوفها بجانب الأِشقاء فى مختلف الأزمات والكوارث، حيث تضع الدولة المصرية انتماءها العربى وسلامة الأشقاء فى الدول العربية فى قمة الأولويات.. حيث يعتبر الدعم المصرى للأشقاء فى ليبيا والمغرب ليس أمرا جديدا، إذ إنه حدث مع السودان الشقيق فى وقت أزمة السيول، وأيضا مع لبنان فى انفجار مرفأ بيروت، فضلا عن الزلزال الذى ضرب سوريا، وغيرها من المساعدات التى تقدمها مصر فى الأزمات.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء فى ليبيا، وتقدم الرئيس السيسي بخالص العزاء لأسر الضحايا من المواطنين المصريين المتوفين فى ليبيا جراء الإعصار والفيضانات؛ موجها بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم.
تامر عبدالفتاح
وجه الرئيس السيسي الشكر لأجهزة الدولة ولا سيما القوات المسلحة على الجهود الدؤوبة وسرعة التنسيق مع الأشقاء فى ليبيا والمغرب للوقوف بجانبهم فى هذه المحنة الأليمة. كما وجه الرئيس السيسي القوات والعناصر المتجهة لليبيا ببذل أقصى جهد للتخفيف من آثار الكارثة الإنسانية.
ووجه الرئيس بتجهيز حاملة الطائرات «الميسترال» للعمل كمستشفى ميداني، لعدم تحميل الأشقاء فى ليبيا أية أعباء، كما وجه الرئيس السيسى أيضا بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من أشقائنا الليبيين الذين فقدوا ديارهم.
تضامن كامل
وسبق ذلك اجتماع للرئيس السيسي بعدد من قادة القوات المسلحة، وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التعازى باسمه واسم الشعب المصرى فى ضحايا الكارثة الإنسانية فى المغرب وليبيا، موجهًا القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب. كما أكد الرئيس السيسي تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى المغرب وليبيا.
وأعلنت مصر الحداد ثلاثة أيام تضامنًا مع الأشقاء فى المغرب وليبيا، فى ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال فى المغرب والإعصار فى ليبيا.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسى الليبي.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى أن الرئيس السيسي أكد تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى ليبيا فى مواجهة تداعيات الكارثة الإنسانية التى خلفها إعصار دانيال، مشدداً على أن مصر لن تدخر جهداً فى دعم الأشقاء الليبيين وتقديم جميع صور الإغاثة والمساندة بكافة السبل والوسائل، ومتقدماً بخالص التعازى باسمه واسم الشعب المصرى فى الضحايا من الأشقاء فى ليبيا.
من جانبه؛ أعرب رئيس المجلس الرئاسى الليبى عن خالص تقدير ليبيا حكومةً وشعباً للمساندة المصرية الصادقة، مثمناً فى هذا الخصوص الجهود المصرية الحثيثة فى دعم ليبيا فى مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة، وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للقوات المسلحة المصرية لتقديم الدعم الفوري، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، وذلك فى إطار علاقات الأخوّة التاريخية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
دعم ومساندة
وقال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن الدولة المصرية حريصة على دعم الأشقاء العرب، وذلك بناء على توجيهات القيادة السياسية، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب، وتأكيده تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى المغرب وليبيا.
وتابع: «هذه التوجيهات من قبل القيادة السياسية تعكس مكانة الدولة المصرية فى المنطقة ووقوفها بجانب الأِشقاء فى مختلف الأزمات وتقديم كل ما لديها من دعم ومساندة لهو خير دليل على دعم الدولة المصرية للأشقاء فى المنطقة، وهذا يؤكد استعادت مصر مكانتها ودورها المحورى لصالح شعبها والمنطقة والعالم، الأمر الذى حقق العديد من أهداف ومصالح مصر وأدى إلى تفهم ودعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية».
وأشاد بجزمة القرارات التى تكون على وجه السرعة حيال القضايا فى المنطقة للأشقاء، حيث تلعب الدولة المصرية دورا مهمًا فى المنطقة وتستند السياسة الخارجية المصرية تجاه الأزمات فى المنطقة العربية إلى عدة مرتكزات، تتلخص فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى وما تمثله تلك الملفات من تهديد لأمن واستقرار مصر بالإضافة إلى الالتزام التاريخى لمصر تجاه الدول العربية والدعم والمساندة طوال الوقت.
توجه عربى صادق
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، المحلل السياسي، إن مصر لها دور بارز فى القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية فى السياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس السيسي، وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربى موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف أن القاهرة تلعب دوراً مهما مع أشقائها، كما تلعب دور أساسيا فى حل وتصفية المشكلات العربية، وتوحيد آراء العرب من خلال اللقاءات التى كانت القاهرة القاسم المشترك فيها.
وأضاف: لا توجد مناسبة تتطلب تدخل إنسانى إلا وتكون مصر حاضرة فيها، مؤكدًا: «موقفنا تلقائى وصادق ومرتبط بالبعد الإنسانى والتاريخي».
واختتم أن مصر تربطها علاقات وروابط قوية بـ ليبيا والمغرب، سواء على المستوى الاقتصادى والتاريخى والنسب والمصهارة، لافتًا إلى أن مصر تدعم بصدق وحب ولديها توجه عربى صادق.
وقال النائب محمود القط عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال الدعم الفورى والإغاثة الانسانية للأشقاء فى ليبيا والمغرب، هو نهج مصرى دائم تجاه أى كارثة انسانية يصاب بها أى دولة عموما والأشقاء من الوطن العربي، خصوصا مع ما تمتلكه مصر من خبرات تجاه التعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية.
وأوضح أن الأمر يأتى من الحرص الدائم للقوات المسلحة المصرية على التطوير والتدريبات المشتركة فى هذا المجال، ومصر تعتبر نفسها دائما هى صمام الأمان للأشقاء خصوصا فى و قت الأزمات و تقوم بتوفير كل ما تستطيع من إمكانات لتخفيف آثار الكوارث الطبيعية لما لديها من احترافية فى إنشاء مراكز الإغاثة والمراكز الميدانية الطبية المتنقلة.
ونوه أنه فى الحالة الليبية والمغربية نجد أن وسائل الدعم والإغاثة ستكون بحريا وجويا فما سيتم إرساله جويا هو ما تحتاجه الدول بصورة عاجلة من أدوية و مستلزمات طوارئ، وما سيتم إرساله بحريا هو المستشفيات الميدانية المتنقلة ومراكز الإغاثة، لافتا إلى أن مصر اطمأنت من أن عاصفة «دانيال» لن تكون خطيرة التأثير على الداخل المصري، ومن ثم تستطيع تقديم المساعدة العاجلة لأشقائها.
دور تاريخي
واعتبر النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للقوات المسلحة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية، يعكس الدور المصرى التاريخى النابع من التقارب العربى وتعزيز العلاقات الأخوية.
وأضاف، أنها تؤكد التزام مصر تجاه أشقاءها، وحرصها على التضامن وتقديم الدعم لهم فى أوقات الأزمات والمحن، حيث وجه الرئيس السيسي القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب، كما أكد تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى المغرب وليبيا.
وأكد إن القيادة السياسية الحالية دائما ما تكون بجانب الأشقاء وقت الأزمات والكوراث، وتحرص على دعمهم بكافة الطرق والوسائل المتاحة من أجل تخطى هذه المنحة الصعبة جراء كارثة الإعصار والذى راح ضحيته مئات المواطنين فى ليبيا والمغرب.
وقال إن الموقف المصرى ليس بجديد على الدولة المصرية التى تقف دائما فى دعم أشقائها، وهو ما يؤكد صلابة الدور الذى تقوم به مصر إقليميا باعتبارها الشقيقة الكبرى لكل العرب، وشعورها الدائم بالمسئولية تجاهها، لذلك تكون دائما أول من يقدم يد العون والدعم للأشقاء، لافتا إلى أن ليبيا تحتاج الدعم والمساعدة من كل الدول الشقيقة والصديقة لإنقاذ العالقين وتوفير المأوى لبعض الأسر التى تهدمت منازلها وتوفير سبل إعاشة لهم، ومدها بفرق الإنقاذ التى تملك الخبرة لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية، فى ظل الإمكانات المحدودة للدولة الليبية.
وقال الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للقوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جوًا وبحرًا، للأشقاء فى ليبيا والمغرب، فى ظل التأكيد على تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء فى المغرب وليبيا، يأتى انطلاقا من الروابط التاريخية والقومية لمصر تجاه الأشقاء وتقديم الدعم والتضامن الكامل معهم فى أوقات المحن والأزمات وذلك من خلال تكثيف تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، والتى أصبحت ملمحا مهما للسياسة الخارجية المصرية مؤخرا ليس فى المنطقة العربية فحسب.
وأشار أبو الفتوح، إلى أن توجيه الرئيس بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، يعكس التزام مصر بما تضعه على عاتقها من دور لتقديم المساعدة الفورية والمتنوعة للأشقاء العرب فى حالات الطوارئ إذ تستشعر بمبدأ المسؤولية المشتركة فى مجابهة التحديات التى تواجه المنطقة، وأن تكون فى مقدمة الصفوف الرامية لتقديم كافة أشكال العون والدعم حتى تجاوز أعباء الأزمة الراهنة، وما نتج عنها من أضرار وخسائر على دولتى المغرب وليبيا، لا سيما وأن الدولة المصرية الداعم الأكبر لقضايا الأمة العربية، ودائما لا تتوقف أشكال الدعم المصرى والمؤازرة للأشقاء فى مختلف المواقف والأحداث.
وأوضح أن الرئيس السيسي يضع ضمن أولوياته دائما، ترسيخ جهود مصر فى دعم دول المنطقة العربية خلال تلك الأزمة الإنسانية الراهنة ومؤازرتها فى محنتها الصعبة والاستثنائية، إذ سجلت ليبيا وفاة أكثر من 5 آلاف شخص وفقدان 7 آلاف آخرين شرقى البلاد حيث سجلت ليبيا أكبر عدد من الضحايا والمفقودين جراء إعصار دانيال الذى دمر جزءا كبيرا من المدينة، فى ظل تأكيد عن اختفاء قرى كاملة داخل مدينة درنة، وحرصت الدولة المصرية على تقديم الدعم اللازم إلى ليبيا، للمساعدة فى جهود الإنقاذ للمواطنين الليبيين من تلك الكارثة ببعض مدن المنطقة الشرقية، ما دفع رئاسة مجلس النواب الليبى، بالتقدم بالشكر والتقدير إلى الشعب المصرى والقيادة المصرية وفى مقدمتها الرئيس السيسي.