رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

د. أحمد جلال والسباحة الآمنة !

451

يصنف د. أحمد جلال، وزير المالية الأسبق كخبير اقتصادى عالمى، حيث عمل بالبنك الدولى لمدة 18 عاما، ثم تولى إدارة المركز المصرى للدراسات، ومنتدى البحوث الاقتصادى لعشرات السنوات.. أحدث فيهما نقلة نوعية فى الإدارة والمخرجات!
وعلى المستوى الشخصى.. هو رجل أنيق فى مظهره، لطيف فى تعامله، واضح فى حديثه، وهو ما انعكس على كتاباته، سواء المتخصصة وعددها أكثر من عشرين كتابا، 15 منها بالإنجليزية أو مقالاته الصحفية وكتبه بالعربية ومنها ما نحن بصدده “ضد التيار”، الذى جاء أنيقا فى اختيار موضوعاته وترتيبها وأسلوب عرضها.
وهو عبارة عن تسجيل لبعض المواقف التى اتخذها المؤلف تجاه الأحداث التى شارك فيها أو كان شاهدا عليها قبل أو بعد يناير 2011..
وقبل الدخول فى التفاصيل – وكالعادة – يحدد د. أحمد جلال رؤيته حول قضيتين مهمتين، أولهما: علاقة المثقف بمجتمعه، والثانية: إجابة سريعة حول تساؤل مهم: لماذا تنجح أو تفشل الأمم؟
فى القضية الأولى، يرى أنه ليس على المثقف أن يكون “كسقراط” المفكر اليونانى العظيم.. الذى دفع حياته إيمانا بمبادئه التى خالفت اتجاه تيار معاصريه، وهنا يصبح أمام المثقف ثلاث اختيارات:
الموالاة: بمحاباة السلطة والتقرب منها طمعا فى منافع هذا القرب.
المعارضة: اتخاذ ما يراه صائبا من مواقف، حتى لو أضير فى مصالحه الشخصية.
الأنامالية: أى يعكف على تخصصه المهنى ويترك السياسة والعمل العام للراغبين فيه والمتحمسين له.
أما د. جلال فقد اختار السباحة الآمنة ضد التيار، بالاستقلالية فى الرأى، والوضوح فى الموقف، مع الالتزام الدائم بمبدأ الصالح العام، وهو ما جعله مقدرًا من الجميع، خاصة أن قضيته الأولى.. هى العدالة الاجتماية، وحُسن إدارة الاقتصاد والتوزيع العادل لعوائد النمو، وهو ما حاول تطبيقه وتنفيذه أثناء تجربته القصيرة فى وزارة المالية التى تولى مسئوليتها من أغسطس 2013 وحتى فبراير 2014.
وفى القضية الثانية، وهى لماذا تفشل أو تنجح الأمم؟ وهو ما تضمنه كتاب شهير حصل مؤلفاه على جائزة نوبل، يرى د. جلال أن السياسيين هم العنصر الحاكم فيما تؤول إليه أحوال الأمم والشعوب، فمن خلال رئاستهم للمؤسسات السياسية، يملكون قرارات تخصيص الموارد وتحديد الأولويات، وتوزيع العوائد، وهنا يقترح مجلس استشارى دائم للشئون الاقتصادية.
ويطرح سؤالين طريفين: أولهما: لماذا يفضل أثرياء المنطقة دعم المؤسسات البحثية الخارجية ويبخلون على المؤسسات الوطنية؟
والثانى: لماذا لا تتمتع الأحزاب اليسارية فى مصر بشعبية جارفة، مع أنها تدافع عن الجماهير الغفيرة من العمال والفلاحين؟
الإجابة وبالتفصيل فى صفحات الكتاب، الذى أنصح بقراءتها.




503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.