صالون الرأي
نظام الغذاء العالمي الجديد (2)
By amrيناير 29, 2024, 15:18 م
564
عاطف عبد الغنى
نواصل مع الكاتب البريطانى كولين تودهانتر، توصيل صيحة تحذيره للعالم ليعيد فحص طعامه، من خلال كتابه: “طعام مسموم وثروات مسممة”، وكما أسلفنا فالكارثة ليس لها علاقة بدول غنية، وأخرى فقيرة، ولكن لها علاقة بتشكيل النظام الغذائي العالمى الجديد أو الحديث من خلال الضرورة الرأسمالية، التى لا تسعى إلا لتحقيق الربح، ويكشف الكاتب الشركات التى تستثمر فى هذا النوع من الطعام، أو الأغذية فائقة المعالجة الكيمائية (UPFs)، ومن هذه الشركات “بلاك روك، وفانجارد، وستيت ستريت، وفيديليتي، وكابيتال جروب” وتكتلات الأغذية التى تستثمر فيها.
ويؤكد الكاتب أن شركات بلاك روك وغيرها لا تستثمر بكثافة فى صناعة المواد الغذائية فحسب، لكنها تستفيد أيضًا من الأمراض الناتجة عن هذا النظام الغذائى من خلال امتلاكها حصصًا فى قطاع الأدوية العالمى أيضًا، والوضع مربح للجانبين، صانعو الغذاء المسموم، والشركات التى تنتج الدواء الذى يتعامل مع الأمراض الناتجة عن هذا الطعام!.
ويكشف الكاتب أن الضغط الذي تمارسه شركات الغذاء هذه، ومجموعاتها ذات المكانة والتمويل الضخم، تضمن استمرار، وسيادة هذا الوضع، ويقول: “إن هذه التكتلات العملاقة تواصل الاستيلاء على مجال صنع السياسات والتنظيم فى قطاع الأغذية، على المستويين الدولى والوطنى وهو ما يتيح لها الترويج لفكرة أنه بدون منتجاتها سيتضور العالم جوعا، لذلك فإن الاستهلاك العالمى لهذه الأغذية فائقة المعالجة الكيمائية (UPFs) يشهد ارتفاعًا كبيرًا، وتشكل منتجاتها الآن أكثر من نصف متوسط النظام الغذائى فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وحول مدى تأثير هذه التكتلات (الشركات) الغذائية، التى تشكل السياسة الغذائية وتهيمن على السوق، يورد الكاتب المثال التالى: “فى أواخر شهر سبتمبر الماضى، صدر عن مؤتمر إعلامى فى لندن يناقش مخاطر الأغذية فائقة المعالجة، أن المستهلكين لا ينبغى أن يشعروا بالقلق بشأنها، وبعد المؤتمر، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ثلاثة من خمسة علماء فى لجنة الخبراء الذين شاركوا فى المؤتمر، أشاروا إلى أن عوامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية التى تستخدم فى معالجة هذه الأغذية يتم تشويهها بشكل غير عادل، والذين قالوا ذلك اتضح أن لهم علاقات مع أكبر الشركات المصنعة لهذه المنتجات فى العالم، وأكدت “الجارديان” أنهم إما تلقوا دعمًا ماليًا لإنجاز أبحاثهم من الشركات المصنعة لهذه الأغذية، أو يشغلون مناصب رئيسية فى المنظمات التى تمولها، وتشمل الشركات المصنّعة: نستله، ومونديليز، وكوكا كولا، وبيبسيكو، ويونيليفر، وجنرال ميلز، حسب الجارديان، لقد تم شراء ذمة هؤلاء العلماء، وخدَّروا ضمائرهم، (احتسوا الشاى بالياسمين على طريقة فيلم “مرجان أحمد مرجان”)، وعلى أثر ذلك خرجت عناوين إعلامية إيجابية لصالح أغذية الـ (UPFs) تؤكد أن “الأغذية فائقة المعالجة جيدة مثل الأغذية الطبيعية، وأن “الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تكون فى بعض الأحيان أفضل بالنسبة للمستهلك” شوف إزاى!!.