صالون الرأي
سيادة المواطن
By amrفبراير 12, 2024, 16:59 م
688
سعيد صلاح
كلنا مواطنون لنا حقوق متساوية وعلينا واجبات متفاوتة.. وفى المحصلة يبقى المواطن وتنميته وجودة حياته الهدف فى وطن حر قوى يملك قراره ويحوز على كامل سيادته.
هذه الأهمية وهذا الترتيب الطبيعى تدركه الدولة المصرية وتضعه نصب عينيها وتعمل على أن يبقى المواطن دائما أولًا، وبشكل كامل وأساسى وتبنى جُل سياساتها على هذا الأساس، وتسير كل مساعيها وجهودها من أجل تحقيق مبدأ “المواطن أولا”، خاصة أنه تحمل لفترة طويلة أعباء الإصلاح الاقتصادى، الذى كان من الضرورى على الدولة لكى تحققه أن تنتهج مسارات غاية فى الصعوبة.
وتثبت القرارات الرئاسية الأخيرة مدى القناعة الكاملة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يكون المواطن دائمًا أولًا، وتعكس انحياز الرئيس للمواطن انحيازًا كاملاً، ومدى تقديره للأعباء، التى يتحملها المواطن خلال هذه المرحلة التى تشهد أزمة اقتصادية تواجهها مصر ويواجهها العالم كله، خاصة فى ضوء المتغيرات السلبية الحالية والتوترات القائمة على المستويين الإقليمى والدولى، التى تؤثر على الاقتصاد العالمى.
فالعالم بات يعانى من أزمات اقتصادية ومالية كبيرة منذ جائحة كورونا وما أعقبها من حرب بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها على سلاسل الإمدادات العالمية للغذاء والطاقة، علاوة على الصراع المشتعل داخل قطاع غزة وما نتج عنه من تصعيد بالشرق الأوسط، الأمر الذى أثر على الاقتصاد المصرى بشكل مباشر وكبير، خاصة فيما يتعلق بإيرادات السياحة وحركة التجارة والملاحة، وما لذلك من تبعات على الدولار، وكل هذه الأمور أدت بطبيعة الحال إلى ارتفاع غير مسبوق وغلاء واضح فى الأسعار.
ويتسق مع إيمان الرئيس السيسي بضرورة توفير مظلمة حماية اجتماعية كبرى للمواطن تساعده على العيش فى حياة كريمة، توجيهاته للحكومة بضرورة ترشيد الإنفاق وتشديد الحملات على الأسواق من أجل السيطرة على الأسعار وضبطها فى مواجهة التجار الجشعين، الذين لا هم لهم سوى تحقيق أكبر قدر من المكاسب على حساب الشعب، بالإضافة إلى تأكيداته المستمرة على ضرورة توفير كل السلع الأساسية بأسعار مناسبة للجميع.. وأعتقد أن ذلك يكمل دائرة الاهتمام، التى يضع فيها الرئيس المواطن ويحرص على أن تكتمل لتحقق الهدف منها وتؤتى ثمارها المرجوة.
وأظن أن الهدف الأكبر وهو تحقيق التنمية الشاملة للمواطن فى الجمهورية الجديدة، لا يكتمل دون أن يكون المواطن – الطرف الأهم فى معادلة التنمية – على قدر كبير من الوعى لحماية جهود الدولة على مسار التنمية، وأن يواصل مسيرته فى عطا الوطن ودعمه من خلال تحمل هذه الظروف، التى تمر بها البلاد ويصطف خلف قيادته وجيشه وكل مؤسسات دولته مثلما فعل من قبل عندما كافح وناضل وتحمل ظروفا من أقسى ما تكون فى الفترة التى أعقبت نكسة يونيو 1967 وحتى تحقق النصر فى أكتوبر 1973، إن كانت الأجيال الحالية لم تعاصر ظروف النكسة والحرب، لم تر كيف خرج أجدادهم وآباؤهم منتصرين من ظروف اقتصادية واجتماعية كانت الأصعب بكثير من تلك الحالية فعليهم استلهام هذه الروح وسوف يتحقق النصر بلا شك.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن