صالون الرأي
الجرائد والمجلات لن تحتضر (1-3)
By amrفبراير 20, 2024, 17:32 م
565
الإقبال الجماهيرى الكبير الذى شهده معرض الكتاب هذا العام، الذى اقترب من 5 ملايين زائر على مدى 14 يومًا هى مدة المعرض.. على شراء الكتاب الورقى من مختلف الأعمار.. ومن الشباب خاصة رغم ارتفاع أسعار الكتب.. أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما هو ورقى لن يحتضر ويموت.. ليخالف توقعات الذين راهنوا على أن كل ما هو ورقى ومطبوع سينتهى ويموت تأثرًا بالوسائط التكنولوجية الحديثة وبالثورة التى أحدثها “النت”.
وإحقاقًا للحق أنها كانت مفاجأة، حيث خالفت الاعتقاد السائد بأن الشباب لا يقرأ.. وأن مصدر معلوماتهم من “السوشيال ميديا” ومواقع التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها – الفيس والواتس والماسنجر – وغيرها.. وأن القراءة لا تأتى ضمن اهتماماتهم ليقلب المعرض هذا العام فى نسخته الـ (55).. كل هذه الموازين رأسا على عقب ويغير من المفاهيم والاعتقادات ويؤكد أن الشباب يهتمون بالقراءة والكتابة.. وأن الكتاب الورقى فى دائرة اهتماماتهم بعد أن كانت كل التوقعات تراهن على أن الكتاب الورقى وكل ما هو مطبوع “راحت عليه” وفى طريقه للاختفاء والاحتضار مع الوقت.. وليثبت أنه
لا يزال الكتاب وكل ما هو ورقى باق، وأنه مصدر المعرفة والثقافة والتنوير مهما زاحمتهم التكنولوجيا الحديثة.
ويكفى ما شاهدناه فى معرض هذا العام من تزاحم وطوابير الشباب التى امتدت لعشرات الأمتار وهم حاملون فى أيديهم الكتاب للحصول على توقيع المؤلف، فضلا عما شاهدناه أيضا من حرص الكثير من الشباب على شراء الكتب الهادفة وليست “الهايفة والتافهة”
مثل كتب طه حسين والشعراوى وغيرهما..
وهى ظواهر إيجابية.. تطمئننا على شبابنا.. وفى نفس الوقت تؤكد لنا أن الكتاب الورقى لم يفقد مكانه فى ظل ثورة “النت”.
والواقع أن معرض الكتاب هذا العام قد حمل فى طياته 3 رسائل مهمة.. الرسالة الأولى أن الكتاب الورقى
لا يزال هو العامل الأساسى لنشر الوعى الثقافى حتى مع وجود الوسائط التكنولوجية الحديثة.. والرسالة الثانية أن مواقع التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها لن تغني أو تحل مكان الكتاب الورقى.. وثالث الرسائل أن الجرائد والمجلات الورقية لن تندثر أو تحتضر، كما يشيع بعض المتشائمين وأنها ستظل لنشر الوعى وحماية الشباب من الانخراط فى الشائعات المغرضة؛ حماية للأمن القومى.
فمعرض هذا العام قد أعطى “قبلة الحياة” للكتاب الورقى وكل ما هو ورقى ومطبوع ومنها الجرائد والمجلات.
كل المطلوب استغلال هذا الحدث فى الدعوة لإحياء القراءة فى المدارس والجامعات.. وأن يكون هناك دعم من الدولة للكتاب وخفض سعره تشجيعًا على القراءة وأن تتضمن الجرائد والمجلات مواد صحفية تهم الشباب وتتبنى مشاكلهم طالما أننا تأكدنا أنهم جيل يقرأ ويطلع.