صالون الرأي
مصر وتركيا
By amrفبراير 26, 2024, 17:23 م
1264
عاطف عبد الغنى
مصر وتركيا والإخوان المحظورة وإسرائيل ما أن غادر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القاهرة، بعد زيارته، التى جرت يوم 14 فبراير الجارى، حتى ظهرت إشارات جادة من أنقرة تعكس تبدل المواقف فيما يخص مسألة احتضان وإيواء تركيا لعناصر هاربة، مطلوبة قضائيًا من جماعة الإخوان الإرهابية، على سبيل التوضيح أصدرت السلطات التركية قرارًا بسحب الجنسية من محمود حسين القائم بأعمال مرشد الجماعة، وعدد غير قليل من كوادرها المقيمين فى تركيا، وكان لابد من الإفصاح عن أسباب إقدام السلطات التركية على هذه الخطوة، وقيل فى هذه الأسباب إن عصابة داخل الجماعة كانت تعمل على بيع الجنسيات للراغبين من عناصرها وغيرهم بأسعار كبيرة وصلت إلى 60 ألف دولار للشخص الواحد، وأن هذه العصابة “المافيا” كانت تضم نجل مسئول بارز فى الجماعة فر إلى تركيا عقب ثورة 2013 بعد إدانته فى قضية عنف وإرهاب بمحافظة الدقهلية شمال مصر، ليس هذا فقط ولكن “مافيا” الجماعة تقوم أيضا بتقديم خدمات تزوير الوثائق الرسمية وإصدار جوازات سفر مزورة لتمكين عناصرها من السفر بحرية، وقيل أيضا: إن الجماعة تقوم بإعادة تدوير أموال التبرعات، التى تتلقاها من الخارج، لغسلها من خلال شراء عقارات وأصول أخرى لإخفاء مصدرها، ثم تستغلها فى تمويل أنشطتها غير القانونية، الإرهابية. “العقار الدوار” أيضا من أساليب الجماعة فى التحايل على قوانين التجنيس فى تركيا، فتشترى الجماعة عقارًا ويتم تدويره بين الأفراد ليحصل من يملك صك شرائه على الجنسية.
باحث متخصص فى شئون الجماعة المحظورة، أكد فى تصريحات إعلامية أن الخروقات الأمنية لأعضاء الجماعة فى تركيا موضوع أقدم من زيارة الرئيس أردوغان لمصر، وأنه تمت إثارة مسألة “التجنيس الاستثنائى” لأعضاء الجماعة وبيع الجنسية التركية، خلال الانتخابات الرئاسية، التى فاز فيها أردوغان بولايته الحالية.
وقال الباحث أيضا: إن وزير الداخلية التركى بحث المسألة مع السوريين، خاصة بعد اكتشاف أن هناك أفرادًا خارج تركيا قد اشتروا الجنسية بمبالغ كبيرة كما أسلفنا، وسواء أكان ما سبق من اكتشاف تركيا لخروقات الجماعة الأمنية أقدم من زيارة أردوغان أو قريب منها، فمن الواضح أن تركيا تمضى قدما بهدوء؛ لتتخلص من عبء الجماعة الثقيل، الذى يعطل مصالحها فى هذه المرحلة على الأقل فى المنطقة، وعلى رأس هذه المصالح بناء تحالف قوى يضمها إلى جانب مصر، ومعهما السعودية والإمارات وقطر، لمواجهة التحديات الصعبة، التى تمر بها المنطقة الآن وعلى رأسها أطماع إسرائيل الصهيونية، التى توحشت وتغولت، وبات جليًا معها أن هناك جغرافيًا سياسية جديدة ترتسم الآن فى منطقة الشرق الأوسط، ولابد أن يكون للحلف المصرى – العربى – التركى ، رأى فيها.