صالون الرأي
سيناء.. عهد ووعد ووعيد
By amrأبريل 28, 2024, 12:28 م
447
مع إشراقات ذكرى يوم جديد من أيام العزة المصرية الفريدة والخالدة.. مع إشراقات الذكرى الـ 42 لتحرير سيناء الأرض التى نزل إليها الله وسمعت صوته كل ذراتها، يتجدد الحديث عن تلك المكانة المقدسة، التى تحتلها سيناء فى قلب كل مصرى منذ أن جاء التاريخ وحتى تطوى السماء الأرض.
فى ذكرى التحرير، الذى تفوح نسماته فى كل ربوع الوطن يتجدد لزاما وفى ظل توترات تشهدها المنطقة موقودة ومشتعلة بثقاب ما يحدث فى فلسطين المحتلة، أن العهد والوعد والوعيد، أما العهد بأن تظل سيناء جزءا لا يتجزأ من جسد الوطن لا انفصال ولا ابتعاد، أما «الوعد» بأن لا نسمح لأى طامع كان ما كان أن يحقق مطامعه فوق رمالها الطاهرة، أما الوعيد فهو تلك «العواقب الوخيمة»، التى سوف تجر وتجرى على من يتجرأ ويحاول تهجيرا أو استيطانا أن يمس تلك البقعة المقدسة والغالية من أرض الوطن الأم.
لقد خضنا فى سيناء على مدار التاريخ حروبا كثيرة وجرت مواجهات تجلت فيها العبقرية والوطنية المصرية، التى لا شبيه لها ولا مثيل وقدم خلال هذه المواجهة خيرة شباب ورجال ونساء وشيوخ وأطفال مصر دماءهم الطاهرة ثمنا للحفاظ عليها؛ لتظل كما كانت وستظل فى التاريخ والجغرافيا مصرية. إن كانت الحرب الشرسة التى خضناها خلال السنوات القليلة الماضية ضد قوى الإرهاب المختلفة قد ثبتت فى الوجدان المصرى تميمة الفداء مرسومة بشكل أرض الفيروز الغالية على خريطة الوطن الأم، فهى تقول أيضا للعالم الظاهر والعالم الخفي: إن المصريين صامدون قلوبهم من فولاذ أجسادهم لا تلين فى مواجهة الشر وأهله، حصونهم لا تتحطم أبدا بل على أسوارها تتحطم كل مطامع الطامعين المنقادين والمدفوعين، وكل محركيهم والمتسترين ورائهم .
وإن كانت التوترات والأزمات المتلاحقة، التى تشهدها المنطقة مرشحة للاستمرار لفترة طويلة بل وللتصعيد والاشتعال أكثر ، فإن مصر قيادة وشعبا تجدد التأكيد على خطوطها الحمراء ولاءاتها، التى لن تتغير أو تتبدل فيما يحدث بالمنطقة كلها وفيما يخص سيناء بالتحديد وما يتعلق برفح والحديث المتواتر والمتسارع عن عملية عسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى مستهدفة هذه المنطقة المكتظة بما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطينى.
الموقف المصرى الواضح منذ اللحظة الأولى، وقد أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا فى حديثه بمناسبة عيد تحرير سيناء وهو الرفض التام لأى تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية وحمايـة لأمـن مصـر القومى، وأيضا موقفنا الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة؛ ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة… تحية إلى سيناء الغالية فى ذكرى التحرير ووعدا لها بأن تبقى منا وفينا جزءا غاليا مقدسا حتى يبتلع الفناء الكون.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن